هل جربتم السياحة في أكواخ الإسكيمو الباردة؟
رغم أن العديد من البرامج الكرتونية المخصصة للأطفال تناولت طرق عيش السكان في القطب الشمالي داخل بيوت ثلجية، لكن تلك البرامج وإن كانت تصوّر واقع الحياة هناك، فقد كانت سبباً في افتتاح مشروع سياحي في جبال الألب النمساوية قائم على أساس استضافة السياح والزوار في أكواخ الإسكيمو الشهيرة، إضافة إلى مطاعم ثلجية.
قد تبدو الفكرة غريبة جداً، بالنسبة للزوار الذين يفضلون عادة السفر لاستكشاف وجهات جديدة وثقافات متعددة، فيما البعض منهم لا يكترث كثيراً بأماكن الإقامة، على اعتبار أنه سيقضي نهاره في الخارج، وما هي إلا ساعات الليل التي يقضيها في الغرف الفندقية، ولذا فإن تخصيص رحلة فقط لاكتشاف طبائع الناس في القطب الشمالي، وتمضية الإجازة داخل هذه البيوت، تجربة فريدة، بحسب تعليقات الكثير من زوار جبال الألب.
قصص مؤثرة
في أسفل منتجع Kühtai للتزلج قرب مدينة إنسبروك النمساوية، مئات أكواخ الإسكيمو تنتظركم لقضاء عطلة استثنائية، والتعرّف من كثب على حياة قدامى سكان القطب الشمالي.
بدأت فكرة المنتجع، بحسب ما نقلته شبكة "سي أن أن" الإخبارية، على أساس نقل تجربة حياة السكان القدامى الذين بنوا بيوتا ثلجية، وتوقعوا أن يجري حجز الأكواخ من قبل الزوار لساعات فقط لتمضية بعض الوقت والتقاط الصور، لكنهم تفاجأوا بالإقبال الكبير للإقامة، ما دفعهم إلى افتتاح مطعم مخصص، وتوظيف العديد من المرشدين السياحيين، إضافة إلى التحضير لإقامة فعاليات فنية عديدة.
تظهر الأكواخ بما يشبه الهندسة المعمارية لـ"حرب النجوم" في تاتوين التي نُقلت إلى كوكب هوث المتجمد، إذ تبدو باردة جداً في ظل درجات حرارة تصل إلى صفر درجة في داخل الأكواخ، وغياب أي وسائل للتدفئة، لكن السياح وبحسب شهادات العديد منهم، لم يشعروا بالبرد، حتى عند النوم، بسبب الإجراءات المتخذة في هذا الصدد، مثل النوم في أكياس مدفأة.
للطعام قصة أخرى
عادة ما يتناول الزوار في المناطق الجبلية الأوروبية المأكولات التقليدية التي تشتهر بها تلك المناطق، وفي مقدمتها الأطعمة الساخنة.
في منتجعات جبال الألب، الروح التقليدية للطعام حاضرة، حيث يتناول الزوار العديد من المأكولات الفرنسية والألمانية، وفي مقدمتها الجبن الساخن والبطاطا، إضافة إلى تناول الشاي وشراب الشوكولاته الساخن، وهذا ما يساعد الزوار للحفاظ على سخونة أجسامهم في ظل البارد القارس.
في منتجع Kühtai، تقدم قائمة الطعام في سلسلة من المطاعم المبنية من الثلج أيضاً، وهو ما يجعل تجربة تناول الطعام مختلفة عن أي مكان آخر.
وعلى نسق الإقامة في بيوت ثلجية، فإن تناول الطعام يتم أيضاً على مقاعد ثلجية وطاولات مصنعة أيضاً من الثلج، حتى إن الأطفال لهم مقاعد مخصصة من الثلج الخالص.
ترفيه بلا حدود
تتميز جبال الألب النمساوية بحلبات التزلج الاستثنائية، وبالتالي فهي وجهة محببة بالنسبة إلى عشاق رياضة التزحلق على الثلج. كما أن هناك العديد من الأماكن والأنشطة التي تراعي جميع الأذواق.
البداية من حمامات السباحة الساخنة وسط الثلوج، حيث افتُتح العديد من المسابح الساخنة بالمياه المعدنية والكبريتية نهاية 2022، لاستقبال السياح، وهي مشيّدة وسط الجبال المثلجة، والغاية من وراء هذه المسابح هي الترويج للسياحة الاستشفائية والطبية.
كما يمكن للسياح الاستمتاع بالصيد في البحيرات المثلجة، وهي هواية لها عشاقها خاصة من كبار السن.
أما بالنسبة إلى الأطفال، فالترفيه لا حدود له، من خلال ركوب العربات المعلقة في الهواء "التلفريك"، واكتشاف الغابات الخلابة، ناهيك عن العديد من الأنشطة الترفيهية المسلية والبرامج الفنية التي تُقام مساء كل ليلة.
العمل الاجتماعي
من الأمور الرئيسية التي يحتاج السائح إلى معرفتها خلال زيارته إلى جبال الألب النمساوية، وخوض هذه التجربة، التكلفة الإجمالية للرحلة.
لا يخفى على الأحد بأن تكلفة الرحلة ليست بسيطة، وقد يتطلب من العائلة المكونة من 4 أشخاص، ما لا يقل عن 4 آلاف دولار خلال الرحلة، لناحية الإقامة في الأكواخ الثلجية، وتناول الأطعمة في المطاعم الثلجية، وغيرها من النفقات الأساسية.
لكن يمكن خفض هذه النفقات في حال تمكنت الأسرة من الانخراط في الأعمال الاجتماعية الخاصة بالمنتجع، سواء لناحية الترجمة، لأن القائمين على المنتجع يتحدثون بالألمانية، مع وجود صعوبات في التحدث بالعربية أو الإنكليزية، كما يمكن للزائر المساعدة في إزالة الثلوج المتراكمة في الصباح من أمام المنتجع وحلبات التزلج، ليحصل في المقابل على خصم يصل إلى 30%، بحسب البيانات المنشورة على الموقع الإلكتروني للمنتجع.
