هبوط الأسهم الصينية يقلق المستثمرين حول العالم

هبوط الأسهم الصينية يقلق المستثمرين حول العالم... عمليات البيع تمحو تريليوني دولار

05 فبراير 2024
مؤشر الأسهم الصينية القياسية يتراجع إلى أدنى مستوياته في خمس سنوات (Getty)
+ الخط -

يثير الهبوط المسيطر على الأسهم الصينية قلق المستثمرين حول العالم، في حين وعدت السلطات الصينية باتخاذ إجراءات "قوية" لوقف عمليات البيع في السوق التي قضت على ما يقرب من تريليوني دولار من القيمة السوقية للأسهم.

وأصبح النفور من الأسهم الصينية بين المستثمرين العالميين أكثر رسوخاً خلال الأشهر الـ12 الماضية بفضل النمو الاقتصادي الباهت، وأزمة قطاع العقارات التي لم تُحل، والقيود الحكومية الواسعة، والعلاقات الدبلوماسية المتوترة بين بكين وواشنطن.

ونتيجة لذلك، انخفض مؤشر الأسهم الصينية القياسي "MSCI" بأكثر من 60% من ذروته التي بلغها في أوائل عام 2021، ما يعكس خسارة أكثر من 1.9 تريليون دولار من القيمة السوقية خلال تلك الفترة، وفق تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أمس الأحد.

وخلال الشهر الماضي فقط، هبط المؤشر بنسبة 6.3% مسجلا أدنى مستوياته في خمس سنوات. وجاء وعد السلطات الصينية، الأسبوع الماضي، باتخاذ إجراءات "قوية" لوقف عمليات البيع في سوق الأسهم أقل مما ينبغي وبعد فوات الأوان، وفق العديد من المستثمرين في مؤتمر عقده بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس في هونغ كونغ قبل أيام.

وقال أكثر من 40% ممن شملهم الاستطلاع أثناء حضورهم جلسة حول الأسهم الصينية، عقدها البنك الأميركي الأربعاء الماضي، إنهم يعتقدون أن البلاد "غير قابلة للاستثمار".

وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط من دعوة نائب رئيس الوزراء الصيني علناً إلى اتخاذ "إجراءات أكثر قوة وفعالية لتحقيق الاستقرار في السوق وتعزيز الثقة".

ووفق تيموثي مو، كبير استراتيجيي الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في غولدمان ساكس، فإن "تصويت العديد من الأشخاص في هونغ كونغ بـ"لا" على الأسهم الصينية يعد مرتفعاً جداً"، مضيفا أن نتائج الاستطلاع جاءت "رمزية" بالنظر إلى الصعوبات التي تواجه سوق الأوراق المالية في الصين.

قال المتداولون ومديرو الأصول وصناديق التحوط، لصحيفة فاينانشال تايمز، إنه بعد عقد من التدفقات الأجنبية المستمرة إلى الأسواق الصينية، اهتزت ثقة المستثمرين العالميين بسبب ثلاث سنوات من الخسائر الفادحة، ولم يخفف منها إلا الارتفاعات العابرة التي تلاشت بسرعة.

ويشكل هذا تناقضا صارخاً مع المواقف تجاه الصين قبل بضع سنوات فقط، عندما كان المستثمرون الأجانب يخشون من تفويت فرصة النمو الاقتصادي السريع في البلاد والاستهلاك المحلي الذي تغذيه منصات التجارة الإلكترونية سريعة التوسع.

والآن، أدى تركيز الرئيس شي جين بينغ على الاستقرار والأمن القومي إلى إخافة مجموعات التكنولوجيا التي كانت مزدهرة ذات يوم وتسريع عملية الانفصال المالي عن الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، أثرت الجهود المبذولة للانتقال بعيداً عن النمو المعتمد على العقارات، ما أدى إلى انخفاض الأرباح وأسهم الشركات المدرجة.

مع ذلك، أدى تراجع سوق الأسهم إلى انخفاض التقييمات بدرجة كافية، لدرجة أن بعض بنوك وول ستريت تدعو المستثمرين إلى العودة مرة أخرى. وتوقع بنك "جيه بي مورجان" أن مؤشر MSCI الصيني، الذي انخفض بالفعل بنحو 10% حتى الآن هذا العام، سينهي العام على صعود.

المساهمون