نغوزي أوكونجو- إيوالا تواجه تعثر التجارة العالمية عبر درس تشرشل

نغوزي أوكونجو- إيوالا تواجه تعثر التجارة العالمية عبر درس تشرشل

04 مارس 2024
المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو- إيوالا (فرانس برس)
+ الخط -

لا تتخلى المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو-إيوالا، عن ابتسامتها، غير أنها لا تخفى تراجع منسوب التفاؤل لديها في ظل حالة عدم اليقين في العالم.

وهي التي كانت قد أكدت خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري بأنها أقل تفاؤلا حول التجارة الدولية في العام الحالي.

ذلك انطباع ربما تأكد لديها أول من أمس، ما دفعها إلى الاستنجاد، في اختتام مؤتمر رفيع المستوى للمنظمة الدولية، بالزعيم البريطاني ونستون تشرشل، حيث استحضرت وهي تلاحظ فشل المفاوضات مقولته التي جاء فيها: "النجاح ليس نهائياً. الفشل ليس قاتلاً. المهم الشجاعة للاستمرار".

لم تملك إيوالا سوى الإقرار بالفشل في التوصل إلى توافق حول الدعم الحكومي للزراعة والصيد البحري في المؤتمر الذي انعقد على مدى أسبوع بأبوظبي، مؤكدة على الانقسامات العميقة التي تجلت في نهاية المؤتمر بين الدول الأعضاء، وهي انقسامات يذكيها سياق دولي متسم بعدم اليقين أكثر من أي وقت مضى.

وهي تشدد على أن التوصل إلى اتفاقات في المنظمة مسألة صعبة على اعتبار أن القرار يتخذ بالتوافق، مشيرة إلى أن ما يميز المنظمة أن كل عضو يتوفر على صوت، وهذا له كلفته.

تعبر المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية عن إيمانها بأن التعاون والتجارة حيويان، ولم تتردد في المطالبة بإصلاح النظام التجاري العالمي، في سياق "انعدام اليقين وانعدام الأمن"، ملاحظة أن العالم أضحى مكانا أصعب للعيش فيه، وهي تتصور أن تشرذم الاقتصاد سيكون مكلفا للبلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء.

عند ترشيحها لتولي أمر المنظمة، تمت الإشادة بخبرتها الكبيرة، حيث تستند على تكوين أكاديمي متين، إذ درست في جامعات أميركية مثل هارفارد، ثم معهد ماساشوسيتس، قبل أن تعمل لمدة خمسة وعشرين عاما في البنك الدولي، الذي تولت فيه القروض للبلدان الفقيرة، وهي المهمة التي توجد في صلب أنشطة المؤسسة المالية الدولية.

ويعترف لها عندما كانت وزيرة للمالية في بلدها، بعملها بين 2003 و2006 على التفاوض من أجل إلغاء ثلاثة أرباع من المديونية البالغة 30 مليار دولار، حيث ساعدت بلداناً في تحقيق أدنى نسبة للدين قياساً بالناتج الإجمالي المحلي في القارة، كما سجلت تقارير صحافية.

وعمدت الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية إلى تعيينها مديرة عامة في الخامس عشر من فبراير/ شباط 2021، بعد مباركة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تجاوزت فيتو دام أشهر من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي زعمت أن الاقتصادية النيجيرية، لا تتوفر على تجربة كافية فيما يتصل بالتجارة الدولية، معتبرة أن المنظمة تحتاج لإصلاحات عميقة، يجب أن تتولاها شخصية لها إلمام ودراية بخبايا التجارة العالمية.

تولت أمر المنظمة في أوج أزمة اقتصادية وصحية عالمية، وفي وقت عانت فيه المنظمة من عرقلة إدارة ترامب لتسوية الخلافات. وهو مشكل ما زال قائما مع إدارة جو بايدن، حيث إنه لم يتم التوافق حول إصلاح نظام تسوية الخلافات.

كانت المديرة أعطت الأولوية للأزمة الصحية في الأشهر الأولى من توليها أمر المنظمة، حيث دعت إلى استخلاص الدروس الصحية من الجائحة والتأهب لمواجهة التالية، داعية دول مجموعة العشرين إلى التبرع باللقاحات مع اللجوء إلى دعم تصنيعها.

جاء ذلك في سياق النقاش حول رفع حقوق الملكية الفكرية عن العلاجات واللقاحات، ولم تغفل القضايا ذات الصلة بدعم الزراعة والصيد البحري. وهما الملفان اللذان لم يتم الحسم فيهما، حيث كان الخلاف حولهما سببا في تعثر المفاوضات في الأسبوع المنصرم.

يتخوف المراقبون لدور المنظمة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات المقبلة، حيث قد يفضي ذلك إلى زيادة التوترات الاقتصادية والتجارية، خاصة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية وفي ظل مطالب دول أخرى مثل الهند.

وهذا ما دفع المراقبين إلى المراهنة على المؤتمر الأخير بأبوظبي للوصول إلى توافق حول الملفات الجارية، غير أن الفشل الذي قد لا يكون قاتلاً، قد يؤدي إلى جمود وتأجيج التوترات.

المساهمون