نعمت شفيق.. مصرية تترأس جامعة كولومبيا الأميركية

نعمت شفيق.. مصرية تترأس جامعة كولومبيا الأميركية

25 يناير 2023
لنعمت شفيق تاريخ طويل في العمل الأكاديمي (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي أن نعمت "مينوش" شفيق، الخبيرة الاقتصادية، التي شغلت منصب رئيس كلية الاقتصاد في لندن منذ عام 2017 ستكون رئيستها المقبلة.

وستكون شفيق، مصرية الأصل التي أتمت عامها الستين، والتي تحمل أيضاً الجنسيتين الأميركية والبريطانية، أول امرأة تقود المؤسسة التعليمية الشهيرة، عندما تحل محل الرئيس الحالي لي بولينجر في شهر يوليو/ تموز المقبل.

وفي رسالة إلى طلبة وأساتذة جامعة كولومبيا، وصف مجلس أمناء الجامعة شفيق بأنها "المرشح المثالي"، باعتبارها "زعيمة عالمية رائعة وقادرة، وبانية للمجتمعات، وخبيرة اقتصادية بارزة، تعرف جيداً ما هو "التعليم العالي" وكل ما هو وراءه.

وتتمتع شفيق، الزوجة السابقة للاقتصادي المصري الأميركي الفرنسي الشهير محمد العريان، بخبرة واسعة في المؤسسات المالية في العديد من البلدان، حيث كانت أصغر نائب لرئيس البنك الدولي وهي في السادسة والثلاثين من عمرها، قبل أن تنتقل لتعمل في الحكومة البريطانية، ثم لتعود مرة أخرى إلى واشنطن لتشغل وظيفة نائب العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي، ومنها إلى بنك إنكلترا (المركزي)، نائباً لمحافظه للأسواق والبنوك.

وخلال شغلها منصب نائب محافظ بنك إنكلترا، ثاني أقدم بنك مركزي في العالم، وأحد أهم اللاعبين في عالم المال والأعمال، شاركت شفيق في إدارة ميزانية البنك، التي بلغت وقتها أكثر من 475 مليار جنيه إسترليني (617 مليار دولار)، وشاركت في جميع اللجان الرئيسية في البنك، مثل السياسة النقدية، والسياسة المالية، والسياسات التحوطية، فأُطلق عليها لقب "رجل شرطة الأسواق"، وأيضاً "أقوى امرأة في لندن".

وبعد فشلها في الوصول لمنصب رئيس البنك، غيّرت شفيق، التي يعرفها الكثيرون باسم مينوش، توجهاتها، لتصبح رئيساً لكلية لندن للاقتصاد، كأول امرأة تشغل المنصب، وكانت أيضاً أول امرأة تشغل منصب السكرتير الدائم لوزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة.

وهاجرت عائلة شفيق إلى الولايات المتحدة من مصر في الستينيات، عندما كانت في الرابعة من عمرها، فدرست في مدارس في ولايات فلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا، قبل أن تحصل على شهادتها الجامعية في الاقتصاد والسياسة من جامعة ماساتشوستس - أمهيرست. وحصلت شفيق بعد ذلك على درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد، ودرجة الدكتوراه في الاقتصاد في جامعة أكسفورد.

وتحمل شفيق أيضاً درجة الدكتوراه الشرفية من جامعات وارويك، وردينغ، وغلاسغو. كما حصلت على لقب "سيدة قائدة" للإمبراطورية البريطانية، ضمن قائمة شرف الملكة لعام 2015.

ولشفيق تاريخ طويل في العمل الأكاديمي، إذ شغلت منصب أستاذ مساعد في قسم الاقتصاد بجامعة جورج تاون من 1989 إلى 1994، وأيضاً منصب أستاذ مشارك زائر في كلية وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا في ربيع 1996.

وقامت شفيق بتأليف، والمشاركة في تأليف، وتحرير، عدد من الكتب، منها كتاب "آفاق اقتصاديات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: من الازدهار إلى التمرد والعودة"، الذي صدرت منه 14 طبعة، وأيضاً "التحديات الاقتصادية التي تواجه دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وصدرت منه أيضاً 14 طبعة، بالإضافة إلى عشرات المقالات في العديد من المنشورات، بما في ذلك أوراق أكسفورد الاقتصادية، ومجلة كولومبيا للأعمال العالمية، ومجلة الشرق الأوسط، ومجلة التمويل الأفريقي والتنمية الاقتصادية، ومجلة اقتصاديات التنمية.

وترأست شفيق عدة مجموعات استشارية دولية، بما في ذلك المجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء، وبرنامج مساعدة إدارة قطاع الطاقة، والبرنامج العالمي للمياه والصرف الصحي، والمنتدى العالمي لحوكمة الشركات.

وشغلت منصب عضو مجلس إدارة في العديد من الكيانات، مثل مجموعة الشرق الأوسط الاستشارية لصندوق النقد الدولي، ومنتدى البحوث الاقتصادية للعالم العربي وإيران وتركيا، وجمعية المواهب العرقية للأقليات التي تدعم المجموعات ذات التمثيل المنخفض للتقدم إلى المناصب العليا في الخدمة المدنية.

وتشغل شفيق حالياً منصب أمين المتحف البريطاني، ومجلس معهد الدراسات المالية، وفرقة العمل المعنية بالسياسة المالية للصحة، ومنتدى الاقتصاد الجديد، ومؤسسة بير جاكوبسون.

وفي عام 2021، جرى تعيين شفيق في شراكة التأهب للوباء (PPP)، وهي مجموعة خبراء يرأسها باتريك فالانس لتقديم المشورة لرئاسة قمة مجموعة السبع التي عقدتها حكومة رئيس الوزراء البريطاني وقتها بوريس جونسون.