ممر زنغزور.. شريان بين تركيا وأذربيجان يعزز تجارة آسيا وأوروبا

ممر زنغزور.. شريان بين تركيا وأذربيجان يعزز تجارة آسيا وأوروبا

13 يناير 2024
أنجزت أذربيجان نسبة كبيرة من أعمال البنية التحتية للممر على أراضيها (الأناضول)
+ الخط -

يعمل ممر زنغزور الواصل بين تركيا وأذربيجان مروراً بأرمينيا وجمهورية نخجوان ذاتية الحكم، على إزالة العقبات التي كانت لسنوات أمام التعاون الإقليمي في المنطقة.

وسيوفر الممر رابطاً جديداً بين تركيا وأذربيجان، حيث يعبر أراضي ولاية زنغزور الأرمينية التي تفصل بين البر الرئيسي لأذربيجان وجمهورية نخجوان الأذربيجانية ذاتية الحكم المحاذية لتركيا.

تركيا تعزز الطرق التجارية 

وعززت تركيا من إقامة طرق تجارية بين الشرق والغرب، في محاولة لتحقيق استفادة قصوى من الموقع الجغرافي والبنية التحتية المتطورة في النقل والخدمات اللوجستية.

وفي سبتمبر/ أيلول 2023، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستعمل على تنفيذ ممر زنغزور في أقرب وقت لربط الطرق والسكك الحديدية بين تركيا مباشرة مع أذربيجان عبر نخجوان.

وقال وزير النقل والبنية التحتية في تركيا، عبد القادر أورال أوغلو، الخميس الماضي، إن العام الجاري سيشهد تركيزاً على العمل من أجل إنجاز ممر زنغزور الواقع بين تركيا وأذربيجان مروراً بأرمينيا، وطريق التنمية مع العراق.

وأشار أورال أوغلو إلى أن تركيا وأذربيجان وإيران تجري دراسات حول مشروع ممر زنغزور، وأن أرمينيا ستسمح بمرور هذا الممر عبر أراضيها بطول 43 كيلومتراً. 

وأضاف: "هناك ثلاثة ممرات رئيسية هنا.. الممر الشمالي والممر الجنوبي والممر الأوسط.. تقع تركيا على الممر الأوسط.. يمكننا ربط المنطقة بالسكك الحديدية حتى بكين، باستثناء معبر بحر قزوين".

وبفضل هذه المشاريع "سيكون من الممكن نقل البضائع من بكين إلى لندن بسهولة بالغة".

ولفت إلى أن طريق التنمية الذي تعمل تركيا على إنشائه، سيشكل دعماً قوياً للممرات الشرقية والغربية، بالتزامن مع استمرار الجهود المبذولة من أجل تنفيذ الممر الشمالي الجنوبي الذي يمر عبر روسيا وإيران.

"عازمون على تنفيذ مشروع طريق التنمية مع العراق، بالتزامن مع وجود رغبة لدى كل من الإمارات وقطر للمشاركة أيضاً في هذا المشروع".

أهمية نخجوان

ظلت نخجوان التي تقطنها أغلبية أذربيجانية ضمن حدود أذربيجان التي أعلنت استقلالها في 28 مايو/ أيار 1918 في أعقاب الثورة البلشفية عام 1917 في روسيا.

وخلال تأسيس الحكم السوفييتي في أذربيجان عام 1920 مع احتلال الجيش الروسي، تنازل السوفييت عن ولاية زنغزور وهي منطقة تقع بين أذربيجان الحالية ونخجوان لصالح أرمينيا.

ويحد إقليم جمهورية نخجوان ذاتية الحكم التابعة لأذربيجان، من الشمال والشرق أرمينيا، ومن الجنوب والغرب إيران، وشريط حدودي مع تركيا بطول 17 كم من الجهة الغربية.

فيما تفصل الأراضي الأرمينية المحاذية للحدود الإيرانية الاتصال البري بين الإقليم وأذربيجان.

وفي الوقت الحالي، فإن عدم وجود اتصال بري بين المقاطعات الغربية لأذربيجان مع نخجوان يعد أكبر عقبة أمام تنمية الأخيرة.

وفي 27 سبتمبر/ أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم قره باغ، عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مدنية.

وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، أعلنت روسيا في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.

الصورة
 ممر زنغزور بين أذربيجان وتركيا مرورا بأرمينيا ونخجوان (الأناضول)
من المتوقع أن يفتح ممر زنغزور مبادرات تكامل جديدة في جنوب القوقاز (الأناضول)

وكانت المساحة الجغرافية التي تربط أذربيجان بآسيا الوسطى تقف عند أعتاب أرمينيا، وتقطع صلتها بمنطقة نخجوان الحدودية مع تركيا.

وعلى رأس مواد الاتفاق بين أذربيجان وأرمينيا يأتي فتح ممر زنغزور، الأمر الذي يتيح التواصل بين آسيا وأوروبا وبين تركيا وآسيا الوسطى عبر الممر، بجانب تعزيز الروابط مع العالم التركي (الدول الناطقة بالتركية) سياسياً ولوجستياً وتجارياً.

وعقب حرب قره باغ الثانية بين أذربيجان وأرمينيا، نص الإعلان الثلاثي الصادر بين أذربيجان وروسيا وأرمينيا على فتح خطوط النقل البري بين الأراضي الأذربيجانية ونخجوان.

ورغم أن أذربيجان أنجزت إلى حد كبير أعمال السكك الحديدية والطرق البرية على أراضيها، والتي تسميها ممر زنغزور، فإن أرمينيا لم تتخذ بعد أي خطوات في هذا الصدد، رغم التقدم في إحلال السلام الدائم مع أذربيجان.

ومن ثم اتفقت إدارتا باكو وطهران على بناء طريق وجسر للسكك الحديدية يربط نخجوان بالمقاطعات الغربية لأذربيجان عبر إيران.

سكك حديدية وطرق قديمة في انتظار الإصلاح

وأكدت وكالة "الأناضول" أن طرق السكك الحديدية والبرية الواقعة في منطقة أوردوباد، الواقعة على تقاطع 3 دول هي نخجوان وأرمينيا وإيران والتي سيجري استخدامها في الممر البري عبر أرمينيا.

والخط الذي يمر عبر محطة سالامانيك في نخجوان، والذي كان يستخدم بشكل كبير خلال فترة الاتحاد السوفييتي، لم يستخدم منذ عام 1991، رغم أنه يصل إلى منطقة أغابند الأذربيجانية عبر أرمينيا.

وبمرور ممر زنغزور عبر أرمينيا، يتوجب إصلاح الأنفاق الموجودة على خط السكك الحديدية القديم.

ومن ناحية أخرى، يوجد طريق بري ترابي بموازاة ممر زنغزور يصل إلى أرمينيا ومن هناك إلى أذربيجان، ويتطلب إصلاحه وتوسعته وفتحه أمام حركة المرور.

وعند إتمام ممر زنغزور الذي يبلغ طوله 43 كيلومتراً، فسيتم توفير النقل المباشر من نخجوان إلى أذربيجان وتطوير الاقتصاد الإقليمي.

زيادة التعاون الإقليمي

في 7 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نشرت أذربيجان وأرمينيا بياناً مشتركاً لأول مرة أعلنتا فيه التوصل إلى اتفاق بشأن اتخاذ خطوات مهمة لتعزيز الثقة بين الدولتين.

وهذا التطور وبناء الطرق عبر إيران التي ستصل أذربيجان بنخجوان سيزيل العقبات التي تقف أمام التعاون الإقليمي لسنوات عديدة.

ومن المتوقع أن يفتح ممر زنغزور مبادرات تكامل جديدة في جنوب القوقاز، والذي يعد أمراً مهماً من الناحية الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية لبلدان المنطقة.

ويبلغ طول السكك الحديدية بين هوراديز بولاية فضولي وأغبند بولاية زنغلان بأذربيجان 110.4 كم، تشرف على بنائها المديرية العامة للسكك الحديدية الأذربيجانية.

في حين يبلغ طول الطرق البرية بين المنطقتين 123.5 كم، وتضم 4 مسارات في بعض أجزائها، و6 مسارات في أجزاء أخرى.

وتم الانتهاء من 80% من أعمال الطرق البرية، و45% من السكة الحديدية على الأراضي الأذربيجانية.

(الأناضول، العربي الجديد)