ليبيا: تدخل حكومي لمنع غلاء تذاكر الطيران

ليبيا: تدخل حكومي لمنع غلاء تذاكر الطيران

03 يونيو 2022
الحكومة تسعّر وقود الطيران تحت ضغوط الشركات (إسلام الأطرش/Getty)
+ الخط -

سعّرت حكومة الوحدة الوطنية وقود الطيران لكافة الخطوط الليبية المحلية بـ 1300 دينار (الدولار = نحو 4.76 دنانير) كحد أقصى للطن. وقال المدير التجاري لشركة الخطوط الليبية (أكبر شركات الطيران في ليبيا)، سالم دياب، في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن الحكومة تدخلت بدعم جزئي لأسعار وقود الطيران منعا لارتفاع أسعار تذاكر الطيران.
يأتي ذلك، بعد ارتفاع أسعار وقود الطيران عالميا نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا، وزادت بنسب بلغت 50% في ليبيا مقارنة بأسعار وقود الطيران، خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وانعكس الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي على أسواق الطاقة، مسببًا حالة من الاضطراب إثر نقص المشتقات النفطية، ومنها وقود الطائرات والديزل.
المدير التجاري لشركة الخطوط الليبية أوضح أن أسعار وقود الطيران ارتفعت إلى 2600 دينار للطن خلال الأشهر الماضية، وهي ترتفع بشكل متواصل وبالتالي طالبت شركات الطيران الحكومة بالتدخل أو رفع أسعار تذاكر الطيران وفقا لزيادة وقود الطيران، موضحا أن شركة الخطوط الليبية تكبدت خسائر مالية يومياً بـ60 ألف دينار. وقال إن الدعم الجزئي لوقود الطيران سوف يقلل حجم الخسائر المالية لشركات الطيران ولا توجد نية لخفض أسعار تذاكر الطيران حالياً.

ومن جانبه، رأى المحلل الاقتصادي أبوبكر الهادي، أن ارتفاع أسعار الوقود عالميا أثر على تكلفة السفر وأسعار تذاكر الطيران في ليبيا. وقال إن تدخل الحكومة هو لمنع ارتفاع أسعار الطيران، المرتفعة بالأصل نتيجة تغيير سعر الصرف مطلع عام 2021.
تشير التوقعات إلى تسجيل الطلب العالمي على وقود الطائرات خلال فصل الصيف المقبل، ارتفاعًا يتجاوز الثلث في ظل الإقبال المتزايد على السفر، ليفوق 6 ملايين برميل يَوْمِيًّا، وفق بلومبيرغ.
ويعد قطاع الطيران المدني في ليبيا، أحد أكثر القطاعات تضررا وتأثرا بالأزمات الاقتصادية والسياسية في البلاد. ودخلت الشركات الليبية في أزمات مالية متعددة الأوجه تفاقمت أخيرا بعد تفشي فيروس كورونا المستجد وغلق الأجواء أمام حركة الطيران المرخص لها خلال العام الماضي، وخسائر الصيانة.
وخلال العام الماضي، دعمت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الشركة الليبية للطيران القابضة بـ18 مليون دينار (نحو 4 ملايين دولار). وتمتلك الشركة القابضة جميع شركات الطيران الحكومية.

رأى المحلل الاقتصادي أبوبكر الهادي، أن ارتفاع أسعار الوقود عالميا أثر على تكلفة السفر وأسعار تذاكر الطيران في ليبيا


وكانت شركات الطيران الليبية طالبت حكومة الوفاق الوطني بالتدخل لإنقاذها من الإفلاس، بسبب الخسائر الناجمة عن جائحة فيروس كورونا والصراعات المسلحة المستمرة التي أدّت إلى خروج معظم الطائرات عن الخدمة.
ووفق تقرير لديوان المحاسبة، فإن الشركة الليبية الأفريقية للطيران القابضة تعاني من خسائر مالية متلاحقة، محذرًا من تعرضها للإفلاس في ظل استنزاف رأسمالها لعدم تحقيق إيرادات.

وكشف التقرير "أن إيرادات الشركة خلال الفترة من 2013 إلى 2017 بلغت نحو 630 مليون دينار، بينما مصروفاتها وصلت إلى 2.5 مليار دينار بخسائر 1.87 مليار دينار بالإضافة إلى خسائر إغلاقات جائحة كورونا، وحرب الجنرال المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس".

وتقتصر الرحلات على الدول المجاورة مثل تونس والأردن ومصر وتركيا والسعودية، إذ إن الطائرات الليبية ممنوعة من دخول معظم مطارات العالم.