قناة بنما تعرقل جهود أميركا لكبح التضخم

قناة بنما تعرقل جهود أميركا لكبح التضخم

05 يونيو 2023
تراجع منسوب المياه في بنما تسبب في تقليل السفن حمولاتها وارتفاع كلفة نقل البضائع (Getty)
+ الخط -

يتابع رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول بعناية مستويات التوظيف والأجور وأسعار المستهلكين والعديد من المقاييس الأخرى لمعرفة إلى أين يتجه معدل التضخم في الولايات المتحدة العام المقبل، ولكن قد يتعين عليه أيضاً مراقبة مستويات المياه في بحيرة غاتون.

هذه البحيرة التي تغذي أهوسة قناة بنما بالمياه العذبة اللازمة لحمل السفن أثناء مرورها من المحيط الهادي إلى الأطلسي. لكن الجفاف الشديد تسبب في انخفاض منسوب المياه في البحيرة إلى ما دون المستوى الطبيعي، مما أدى إلى فرض قيود على حمولة السفن وزيادة الرسوم التي تدفعها من أجل عبور القناة، الأمر الذي يثير قلق الاقتصاديين وخبراء سلاسل التوريد.

وبينما تتراجع اختناقات سلاسل الإمداد في العالم، يهدد الجفاف في بنما فضلاً عن أنماط الطقس المقلقة في أماكن أخرى بإحياء بعض الفوضى التي حدثت في 2021، عندما أدى ارتفاع تكاليف الشحن وطلب المستهلكين لنقص السلع، مما ساعد على رفع التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته في 40 عاماً.

وإذا استمرت مستويات بحيرة غاتون في الانخفاض كما هو متوقع، فستكون ردة فعل السوق ارتفاع أسعار الشحن البحري والاندفاع لإيجاد طرق بديلة من آسيا إلى الولايات المتحدة، بحسب ما قال خبراء اللوجستيات لوكالة بلومبيرغ الأميركية.

وقال جوناثان أوستري، أستاذ الاقتصاد في جامعة جورج تاون والمسؤول السابق في صندوق النقد الدولي، إن الجفاف يهدد أيضاً بتقويض معركة الاحتياطي الفيدرالي لتقريب معدل التضخم من هدفه البالغ 2%، مضيفا أن التضخم في الولايات المتحدة يتباطأ تدريجياً، لكن مع بلوغه 4.7% يظل "عند مستوى غير مريح للغاية للبنوك المركزية".

وتتوقع هيئة قناة بنما أن يبلغ مستوى المياه في 31 يوليو/تموز المقبل 78.2 قدماً (حوالي 23.8 متراً)، متجاوزاً أدنى مستوى سابق له على الإطلاق عند 78.3 قدماً في مايو/أيار 2016، وأقل بكثير من متوسط السنوات الخمس لشهر يوليو/تموز البالغ 84.9 قدماً.

وزاد الجفاف بالفعل من كلفة نقل البضائع. ودفع أيضاً سلطة القناة إلى أن تخفّض الجزء الغاطس من جسم السفن منذ فبراير/شباط. وللامتثال لهذه القيود، يتعين على السفن الكبيرة تخفيف حمولتها عن طريق نقل عدد أقل من الحاويات بشكل عام أو تقسيم الكمية نفسها من البضائع على أكثر من سفينة. وفي كلتا الحالتين، تكون النتيجة زيادة أسعار السلع الاستهلاكية والصناعية التي تعبر القناة. كما بدأت شركات نقل بحري أيضاً بفرض رسوم على الحاويات على أساس عدد الصناديق فيها عملاً بقيود الغاطس.

ومن المرجح أن ترتفع أسعار الشحن في الممرات المائية الأخرى أيضاً إذا أجبرت مستويات المياه المنخفضة شركات الشحن على إيجاد بدائل، خاصة خلال شهري ذروة الشحن في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، عندما يعمد تجار التجزئة إلى بناء مخزون قبل موسم التسوق في العطلات.

المساهمون