قمة منتدى الدول المصدرة للغاز تنطلق غداً في الجزائر.. وهذا ما ستبحثه

الجزائر: قمة منتدى الدول المصدرة للغاز تنطلق غداً بعد اجتماع الوزراء والخبراء على مدى يومين

01 مارس 2024
من الحملة الإعلانية الضخمة المصاحبة لتحضيرات المنتدى في العاصمة (بلال بن سالم/فرانس برس)
+ الخط -

تنطلق في الجزائر، غداً السبت، أعمال القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز على مستوى القادة، وذلك بعد اجتماعات عقدها الخبراء أمس الخميس، ولقاء مرتقب على المستوى الوزاري اليوم الجمعة.

ومن المرتقب أن تتم صياغة "إعلان الجزائر" حول آليات تنظيم أفضل لسوق الغاز في العالم، بما يضمن مصالح الدول المنتجة والموردة تحت عنوان "الغاز للجميع". وينتظر أن يشارك في القمة 10 قادة دول.

ومساء الجمعة، وصل فعلاً خمسة منهم، حيث استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نظيره العراقي عبد اللطيف جمال رشيد على أرض مطار الجزائر الدولي هواري بومدين. كما استقبل عقب ذلك الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يزور الجزائر للمرة الثانية في غضون أقل من أسبوعين، بعدما كان زار تندوف لافتتاح المعبر البري والمنطقة الحرة بين البلدين.

ووصل أيضاً رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، تلاه الرئيس التونسي قيس سعيّد، والرئيس السنغالي ماكي صال، الذين استقبلهم تبون أيضاً.   

وفي السياق، أكدت وكالة الأنباء القطرية (قنا) مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. كما ينتظر أن يصل إلى الجزائر كل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والرئيس البوليفي لويس آرسي.

وفيما من المرتقب أن تصبح موريتانيا وموزانبيق عضوين بصفة مراقب في المنتدى، أوفدت موسكو وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف، وحضر وزير البترول والموارد المعدنية المصري طارق الملا، وينوب عن الرئيس النيجيري وزير الطاقة والبترول إكبيريكبي إيكبو، إضافة إلى وزراء الطاقة لدول أنغولا وأذربيجان وسلطنة عُمان وترينيداد وتوباغو وغينيا الاستوائية.

وسيمثل الإمارات سفيرها في الجزائر، كما يحضر القمة وزير الطاقة الإيطالي الذي سيكون ضيف شرف المنتدى.

في هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي في قطاع الطاقة أحمد بن منين لـ"العربي الجديد" إن "مستوى الحضور في القمة، من قادة دول ووزراء طاقة، يعكس الاهتمام الكبير بملف الغاز في السوق الدولية، خاصة أن الظروف التي شهدها العالم في الفترة الماضية، الحرب في أوكرانيا وتطورات أخرى، أظهرت الأهمية القصوى للغاز، فضلاً عن أن مثل هذه القمم والمنتديات تمثل دائماً إطاراً للتفاهم حول الكيفيات التي تخفف التوترات المرتبطة بالطاقة، وتجعل من الاستفادة من الغاز متاح للجميع بصورة عادلة تضمن مصالح كل الأطراف المنتجة والمستوردة للغاز، خاصة في المستقبل الذي يشهد تحولات نحو الطاقات البديلة، في أوروبا وآسيا خاصة، وهي تحولات تعزز الحاجة إلى الغاز اليوم أكثر من أي وقت مضى".

الاجتماع الوزاري لمنتدى الغاز

وافتتح اليوم اجتماع وزراء الطاقة للدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز، في إطار القمة التاسعة للمنتدى، حيث قال وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب أن القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر، تعد المحطة المهمة والأبرز لتعزيز الحوار والتعاون البَنَّاء بين الدول الأعضاء، ومناقشة أهم القضايا المرتبطة بالتعاون في مجال تطوير ودعم دور الغاز الطبيعي في تحقيق الرفاهية لبلداننا والمساهمة في تحقيق الأمن الطاقوي العالمي.

وأشار إلى أن هناك ضرورة لصياغة اقتراحات وتوصيات فعالة، تُرفع إلى اجتماع القمة غداً السبت، بهدف اتخاذ القرارات بشأن التحديات التي ستواجه البلدان الأعضاء مستقبلاً.

ولفت المسؤول الجزائري إلى أن "الاستثمار في موارد الغاز الطبيعي يتطلب كثافة عالية لرأس المال، لذا كان من الضروري إجراء حوار مستمر وجاد بين المنتجين والمستهلكين، لبناء رؤية استشرافية مشتركة تُقرّ بالدور المتنامي للغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي، باعتباره مصدراً مستداماً وتنافسياً، يضمن الأمن الطاقوي شريطة تثمين أفضل وعادل للجميع".

بدوره، أكد وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف خلال مشاركته في الاجتماع أن "إعلان الجزائر سيكون مهماً للغاية لتوفير الآليات اللازمة ولحماية البنية التحتية للغاز وكذلك تطوير سياسة المنتدى".

ويستمر الاجتماع الوزاري في جلسة مغلقة، لصياغة والاتفاق على مسودة إعلان الجزائر الذي سيُرفع إلى اجتماع القمة غداً السبت.

المشاركة التونسية في منتدى الغاز وسط تشكيك بنتائجه المرتقبة

هذا وتحضر تونس؛ البلد المورد للغاز، في القمة للسابعة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز المنعقد بالجزائر ممثلة في الرئيس قيس سعيّد.

وأعلنت صفحة الرئاسة التونسية أن سعيّد يصل اليوم الجمعة إلى الجزائر، تلبية لدعوة من نظيره عبد المجيد تبّون.

ويطرح حضور تونس في منتدى البلدان المصدرة للغاز تساؤلات حول الحضور رفيع المستوى في غياب نيات عن استثمارات طاقية أو عقود جديدة يمكن أن تحصل عليها تونس لزيادة كميات الغاز الجزائري العابر لأراضيها نحو أوروبا.

ويستبعد الخبير الطاقوي حامد الماطري أن تحقق تونس مكاسب حضورها في منتدى مصدري الطاقة في غياب إمكانات لتوقيع اتفاقات طاقية جديدة مع الجزائر.

وأكد الماطري في تصريح لـ"العربي الجديد" أن حضور تونس سيكون شرفياً، باعتبار أن البلد يعوّل على الواردات لتلبية أكثر من 50% من حاجياته الطاقية، مضيفاً: "لا يمكن لبلد ذي إنتاجية ضعيفة للغاز أن يكون مؤثراً في سياسات الدول المصدرة، كما يصعب توقيع اتفاقيات جديدة لصالحه".

ووفق أحدث البيانات الرسمية لمرصد الطاقة الحكومي، تراجعت الاستقلالية الطاقية لتونس إلى 48% عام 2023 مقابل 50% سنة 2022.

كما سجل إنتاج الغاز التجاري الجاف تراجعاً بنسبة 10% سنة 2023، مقارنة بسنة 2022، إذ ناهز 1.63 مليون طن موازي نفط، مقابل 1.82 مليون طن موازي نفط خلال سنة 2022، بما يعود أساساً إلى تواصل انخفاض إنتاج أهمّ الحقول.

ومنذ ستينيات القرن الماضي، تتيح تونس عبر أراضيها نقل الغاز الجزائري إلي إيطاليا، في إطار عقود الاستغلال المبرمة مع شركة "إيني".

ويؤمّن أنبوب الغاز العابر الأراضي التونسية المعروف بـ"خط الأنابيب عبر المتوسط" وصول الغاز الطبيعي من الجزائر عبر تونس إلى صقلية، ثم إلى الأراضي الإيطالية.

ويمتد أنبوب نقل الغاز الجزائري 400 كيلومتر داخل الأراضي التونسية من الحدود التونسية الجزائرية إلى سواحل الهوارية شمالاً، ومكن من نقل 12 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي قبل 2015.

وتتلقى تونس رسوم نقل بنسب بين 5.25% و6.75% من حجم الغاز المنقول. وتمثل الإتاوة الموظفة على أنبوب تصدير الغاز الجزائري نحو أوروبا عبر تونس أحد مصادر الدخل الذاتي غير الضريبة المرسمة في الموازنة، إذ تُضبط تقديراتها على أساس كميات الغاز العابرة للبلاد التونسية.

المساهمون