قطر: زيادة الطلب ترفع أسعار عقارات "لوسيل"

قطر: زيادة الطلب ترفع أسعار عقارات "لوسيل"

18 يناير 2022
إقبال كبير على شراء وتأجير العقارات في لوسيل (العربي الجديد)
+ الخط -

شهدت أسعار العقارات في مدينة لوسيل القطرية ارتفاعا ملحوظا خلال الربع الأخير من العام الماضي وبدايات العام الجديد، شملت الوحدات السكنية والإدارية والإيجار والتمليك.
ووفقا لتوقعات خبراء العقارات، فإن الأسعار سوف تستمر في الزيادة خلال الفترة المقبلة، لعدة أسباب، أهمها أن لوسيل من المناطق الحديثة في قطر والتي شملها قرار مجلس الوزراء القطري رقم 28 لسنة 2020، ويجوز فيها تملّك العقارات لغير القطريين، والانتفاع بها، وهي من المناطق المشمولة بالتملك الحر، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل مناطق الخليج الغربي (لقطيفية)، واللؤلؤة، والدفنة، ومنتجع الخور، وعنيزة (المنطقة الإدارية)، والخرايج، وجبل ثعيلب.

كما أن الانتهاء من تنفيذ عدد من المشروعات العقارية والخدمية في المدينة خلال العام الحالي، سيدفع الأسعار إلى المزيد من الارتفاع.

مدينة متكاملة
لوسيل مدينة متكاملة، تم تشييدها في السنوات الأخيرة وتضم عشرات الفنادق والوحدات الإدارية ومقار الوزارات والمؤسسات الاقتصادية والمالية والبنوك، وتم تخطيطها لتستوعب ما يقرب من 200 ألف نسمة، ويتضمن تخطيطها عديد الأماكن الترفيهية ومنشآت طبية ورياضية وتسويقية وتجارية وإدارية، وهي تقع شمال الدوحة، بجوار جزيرة اللؤلؤة، وتنقسم إلى أربع جزر و19 منطقة.

ومن أبرز معالمها استاد لوسيل الذي سيستضيف العديد من مباريات بطولات كأس العالم 2022. وتضم لوسيل، جزيرة قطيفان، وهي جزء من البر الرئيسي لقطر، وتم إنشاء ممر مائي فيها مما جعلها جزءا من الخليج العربي ولوسيل وبها كثير من المناطق الترفيهية. هذا بالإضافة إلى سيف لوسيل، وهو مكان يحتوي على منشآت سياحية وترفيهية متعددة، كالمقاهي، والأسواق التجارية، وأماكن الاستجمام بمختلف الأدوات والتجهيزات.

مؤشرات السوق
ووفقا لمؤشرات السوق، فإن الطلب على العقارات في لوسيل شهد ارتفاعا ملحوظاً خلال الربع الأخير من العام الماضي وبداية العام الجاري، مقارنة بالمعروض، الأمر الذي ساعد بدوره على نشاط الحركة العقارية في تلك المدينة. وبالرغم من أن نسبة الزيادة في أسعار الإيجارات والتمليك في لوسيل لم تتجاوز 1.5% خلال عام، إلا أن ارتفاع أسعار العقارات في المدينة بصفة عامة جعلها واحدة من أغلى المناطق السكنية في قطر. ووفقا لمواقع التأجير والمتعاملين في السوق، يبدأ متوسط إيجار الشقة غرفة واحدة في المناطق المميزة في لوسيل من 5500 ريال شهريا وحتى 10 آلاف ريال (الدولار = 3.65 ريالات).
بينما يصل إيجار بعض الوحدات التي تتكون من غرفتين ما بين 8500 وحتى 15 ألف ريال شهريا، حسب مكاتب عقارات. أما أسعار التمليك فتبدأ من 1.5 مليون ريال (نحو 410 آلاف دولار) بالنسبة لوحدة سكنية بمساحات محدودة تتكون من غرفة واحدة، لتصل إلى 1.9 مليون ريال لغرفتين، وما يزيد عن المليوني ريال للثلاث غرف.

مناطق جذب
بشأن مستقبل أسعار الوحدات العقارية في لوسيل خلال الفترة المقبلة، قال الخبير والمثمن العقاري، المعتمد لدى المجلس الأعلى للقضاء والبنوك، خليفة بن خميس المسلماني: "مدينة لوسيل والمناطق المجاورة لها مثل اللؤلؤة والخليج الغربي تعتبر من المناطق الجاذبة للمستثمرين لما تتمتع به من مميزات فريدة. وفي ظل القرارات والقوانين التي تسمح بتملّك الأجانب وتمتعهم بحق الانتفاع في تلك المنطقة. فمن المتوقع استمرار ارتفاع الأسعار خلال العام الحالي".

وعن تأثير كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامته في قطر خلال العام الجاري، على أسعار العقارات في لوسيل، أوضح المسلماني أنه بالنسبة لعمليات البيع والشراء فلن يكون هناك تأثير يذكر، لأن هذه المناطق تتمتع بمقومات ثابتة تجذب المستثمرين بصفة عامة، وهذه المقومات أقوى من أن تتأثر بتنظيم فعالية مهمة مثل كأس العالم".
ووفق المسلماني: "يمكن أن تتأثر عمليات الإيجار بعض الشيء بالبطولة، أما بالنسبة للتمليك فلن يكون هناك أي تأثير". وأضاف: "تعتبر مدينة لوسيل وجزيرة اللؤلؤة ومنطقة الخليج الغربي من المناطق المميزة عقاريا في دولة قطر، لما تتمتع به من تصميمات فريدة وموقع متميز وطبيعة جميلة، بالإضافة إلى توفر كافة الخدمات والمنشآت التي يمكن أن يستفيد منها السكان".
وأوضح أن توفر الخدمات المختلفة مثل المنشآت الصحية والتعليمية والترفيهية ووسائل مواصلات متعددة وشبكة طرق مميزة، كلها عناصر ساعدت على زيادة الطلب في تلك المنطقة وارتفاع أسعار العقارات فيها.
وتابع، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "صدور القرارات والقوانين المتعلقة بتملك الأجانب وحق الانتفاع، زاد من الإقبال على تلك المناطق، سواء فيما يتعلق بالعقارات السكنية أو الإدارية أو المشروعات".
وأضاف أن هذه القوانين شجعت كثيرا من المقيمين على التملك والاستثمار في المناطق المذكورة، بالإضافة إلى المواطنين والمستثمرين من الخارج. وأكد أن أي شخص يقرر الاستثمار في قطر فإنه يعلم جيدا طبيعة مناخ الاستثمار بها وأهم العناصر الجاذبة والقوانين المحفزة للاستثمار، والعوامل المؤثرة في أسعار العقارات.
وبشأن ما إذا كانت المرحلة الحالية في حاجة إلى مزيد من القرارات الحكومية والقوانين، لضبط السوق في مدينة لوسيل وغيرها من المناطق المجاورة، قال الخبير والمثمن العقاري: "توجد الآن عوامل كثيرة مشجعة للاستثمار، ولكن إذا ظهرت حاجة ملحة لأي تعديل قانوني فبالتأكيد سيتم التعامل معها بمزيد من الجدية".

المساهمون