"شلمجة ـ البصرة".. مشروع يربط إيران بالبحر المتوسط عبر العراق وسورية

"شلمجة ـ البصرة".. مشروع سكك حديد يربط إيران بالبحر المتوسط عبر العراق وسورية

02 سبتمبر 2023
تعطي إيران أهمية قصوى للمشروع بهدف الوصول إلى البحر المتوسط (Getty)
+ الخط -

وضع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، حجر الأساس لمشروع الربط السككي بين العراق وإيران، في منفذ الشلامجة بمحافظة البصرة جنوبي البلاد، بحضور نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر.

وتنظر طهران لمشروع "شلمجة ـ البصرة" السككي على أنه ممر استراتيجي يربط الأراضي الإيرانية بالبحر الأبيض المتوسط عبر سورية

وذكر بيان للمكتب الإعلامي للسوداني، الذي وصل صباح اليوم الى المنفذ، إن "رئيس الوزراء وضع حجر الأساس لمشروع الربط السككي بمنفذ الشلامجة في البصرة، لنقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة"، مؤكدا أن "المشروع هو حلقة من حلقات متعددة لنقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة، من المقرر أن تصل إلى محافظتي النجف وكربلاء".

وشدد على "أهمية مشروع الربط السككي في نقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة، من إيران وبلدان وسط آسيا، فضلا عن أهميته في تعزيز البنى التحتية لاقتصاد العراق وزيادة نموه"، مبينا أن "المشروع قد خضع لسنوات من النقاش وتم الاتفاق على إكماله بين العراق وإيران عام 2021".

من جهته، أكد الباحث علي البيدر أن المشروع "يمثل مقدمة لمشاريع نقل استراتيجية تربط البلاد بدول الجوار وصولًا إلى دول وسط آسيا"، مؤكدا في تغريدة له أن "المشروع لن يؤثر على الموانئ العراقية التي تحظى باهتمام وجدية حكومية خصوصا ميناء الفاو الذي يشهد ارتفاعا غير مسبوق في نسب الإنجاز".

وتوقع أن ينجز المشروع في فترة زمنية أقصاها عامان، مشيرا إلى أن تدشين هذا الخط سيمنح "قفزة نوعية" للتجارة بين إيران والعراق والدول الواقعة في شرق العالم والراغبة في استخدام خطوط السكك الحديدية الإيرانية للوصول إلى غرب العالم ودول البحر الأبيض المتوسط. 

مشروع استراتيجي

من جانبه، قال النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، أثناء توجهه إلى محافظة خوزستان الإيرانية للمشاركة في حفل بدء تنفيذ مشروع "شلمجة ـ البصرة"، إن المشروع "يعد خطة استراتيجية لإيران والعراق هي بمثابة تحول في التجارة بمنطقة الشرق الأوسط".

وأضاف مخبر، وفق ما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية، أن هذا الخط يعتبر مكملا للممرات الدولية للنقل، فضلا عن أنه يربط شبكة السكك الحديدية للبلدين.

إلى ذلك، قال وزير الطرقات وبناء المدن الإيراني مهرداد بذر باش إن طول مشروع "شلمجة ـ البصرة" يبلغ 32 كيلومترا، لافتا إلى أن 16 كيلومترا من هذا الطريق يجب أن تُزال منه الألغام (المخلفة من الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات) وستُسلم هذه الأراضي للجانب الإيراني من اليوم للبدء بإزالة تلك الألغام. 

وأضاف أن كيلومترا من خط السكك الحديد سيعبر على نهر "أروند روند" أو شط العرب، وسيتولى الجانب الإيراني تنفيذه، مؤكدا أنه تقرر تنفيذ مشروع "شلمجة ـ البصرة" في غضون عام ونصف، وربما سيستغرق عامين. 

وأشار إلى اتفاق مع النظام السوري لوصول الخط بين إيران والعراق إلى الأراضي السورية أيضا، مضيفا أن الخط يعد "أحد أهم المشاريع السككية الإيرانية الاستراتيجية الذي طرح قبل 40 عاما لكنه تعثر في كل مرة ". 

 ومنذ عام 2016، بدأ الحديث بجدية عن مشروع سكة حديد تربط شلمجه الإيرانية بالبصرة في العراق، وصولاً إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط في سورية.  

واستكمال مشروع الربط السككي بين إيران والعراق وسورية يتيح إمكانية نقل البضائع من باكستان أو ميناء تشابهار الإيراني (جنوب شرق) والبضائع التي تصل من الصين وآسيا الوسطى عبر القطار إلى منطقة "سرخس" (شمال شرق)، ثم إلى الموانئ السورية والبحر المتوسط عبر شبكة سكك الحديد العراقية، فضلا عن نقل السلع من روسيا وأوروبا إلى العراق في إطار ممر الشمال/ الجنوب الدولي. 

وكان الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني قد أكد، خلال زيارته إلى العراق في مارس/آذار 2019 إبان توليه المسؤولية، أن ربط سكة حديد شلمجة الإيرانية بالبصرة ستربط العراق بباكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى وروسيا والصين، و"ستعود بالنفع على الشعبين العراقي والإيراني".

وفي وقت سابق، قال مساعد مدير شركة سكك الحديد الإيرانية مازيار يزداني إنه "بقي إنجاز 32 كيلومترا من مشروع الخط الذي يربط إيران بالعراق، عبر إنشاء جسر متحرك بطول 800 متر فوق نهر أروند روند" (شط العرب)". 

وخلال إبريل/نيسان الماضي، زار وفد إيراني اقتصادي، ترأسه وزير النقل الإيراني مهرداد بذرباش، العاصمة السورية دمشق لإجراء مباحثات حول مشروع النقل السككي الثلاثي بين إيران والعراق وسورية. 

وحينها، ذكرت وكالة "سانا" الرسمية أن وزير النقل لدى النظام السوري زهير خزيم بحث مع وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهرداد بذرباش "آفاق التعاون الثنائي بين سورية وإيران في مجالات النقل البري والبحري والجوي والسكك الحديدية". 

وتعطي إيران أهمية قصوى لمشروع ربط شبكة السكك الحديد بين مدينتي شلمجة (جنوب غربي إيران) والبصرة (جنوبي العراق)، لكونه يربطها بالعراق وسورية ومنطقة البحر المتوسط، وسيساهم في تحقيق تغيير كبير في المنطقة. 

وتعتمد إيران بشكل كبير على دول الجوار في تسويق بضائعها، في محاولة للتقليل من تداعيات العقوبات الخانقة التي أعادت الولايات المتحدة فرضها في أعقاب انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب، عام 2018، من الاتفاق النووي الموقع مع طهران عام 2015. 

 وفي يوليو/تموز من عام 2019، أعلنت السلطات الإيرانية رسمياً البدء بتنفيذ مشروع ربط ميناء "الإمام الخميني" الواقع على الجانب الإيراني من مياه الخليج بميناء اللاذقية السوري، عبر شبكة سكك حديد تمر من الأراضي العراقية. 

وحينها، كشف المدير العام لشركة سكك الحديد الإيرانية سعيد رسولي، بعد اجتماع مع مسؤولي خطوط السكك الحديد في العراق وسورية في العاصمة طهران، أنّ إيران بدأت تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ربط ميناء "الإمام الخميني" بمدينة خرمشهر جنوب غربي البلاد من خلال خطوط حديدية، على أساس أن يجرى اتصاله بخطوط "شلمجه / البصرة" .

وأضاف رسولي أنه بعد اكتمال المشروع، سيُربط الجانب الإيراني من الخليج بميناء اللاذقية السوري بخطوط حديدية عبر البصرة العراقية، واصفاً المشروع بأنه "استراتيجي والأهم بين بقية خطوط النقل البرية".

المساهمون