شركات التقنية الإسرائيلية الناشئة تفقد بريقها وتهاوي في قيمة أصولها

شركات التقنية الإسرائيلية الناشئة تفقد بريقها وسط هروب المستثمرين وتهاوي قيمة أصولها

12 يناير 2024
الشركات تعيش أزمة جمع تمويل من البورصة (Getty)
+ الخط -

تواجه شركات التقنية الإسرائيلية الناشئة أزمات داخلية أكثر تعقيداً في العام الجاري 2024 الذي سيكون عام القرارات الصعبة، خاصة بالنسبة للشركات الناشئة التي تقدر قيمتها السوقية بنحو مليار دولار، وذلك وفق تقرير صدر في تل أبيب، مساء الأربعاء.

وفي محاولة لحل أزمة الشركات الإسرائيلية، يتوجه الرئيس الجديد لهيئة مراقبة الأوراق المالية الإسرائيلية، سيفي زينغر، إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لجذب المستثمرين الأميركيين وطمأنتهم على الرغم من الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ثلاثة أشهر على قطاع غزة.

وتعد رحلة زنغر إلى الولايات المتحدة، هي الأولى لرئيس جهاز الأمن العام منذ ما قبل جائحة كوفيد.
وكانت شركات التقنية قد عانت خلال العام الماضي من عملية "طوفان الأقصى" وتداعيات الحرب على قطاع غزة، واستدعاء 360 ألفاً من جنود الاحتياط حيث كان يعمل الآلاف منهم في تلك الشركات قبل اندلاع الحرب، إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة وجفاف التمويل وتداعيات التعديل القضائي والاحتجاجات الشعبية في إسرائيل.

في هذا الصدد، قال تقرير لصحيفة "كالكاليست"، العبرية، إن الشركات الناشئة تعاني من أزمة تمويل، وحتى إذا حاولت بيع أصولها فربما لن تجد مشترين وسط هروب المستثمرين عقب اندلاع حرب غزة.

وتجنب عدد من شركات التقنية الإسرائيلية الناشئة التي يبلغ رأس مالها السوقي مليار دولار ويطلق عليها مسمى "يونيكورن" أو "وحيد القرن"، جمع أموال من الأسواق المالية في العامين الماضيين حتى لا تعترف بانخفاض قيمتها الحقيقية، وذلك وفقاً لتقرير الصحيفة الصادر مساء الأربعاء.

وحسب التقرير، استثمرت إدارات تلك الشركات جهودها بشكل رئيسي في الجانب التشغيلي، في محاولة لتقليل النفقات دون الإضرار بالنمو بشكل كبير خلال العام الماضي، ولكن عملية خفض النفقات كانت ناجحة فقط لعدد قليل من الشركات.
وربما يتمكن القليل من شركات التقنية الأفضل من جمع أموال من المستثمرين وسط ظروف الحرب على غزة وعدم اليقين حول مستقبل الاستقرار السياسي في الكيان.
ويرى تحليل "كالكاليست"، أن الشركات غير الجيدة في قطاع التكنولوجيا ربما تختار طريق البيع لشركة خاصة أو صندوق استثماري.

ولكن حتى خيار بيع الأصول ربما لن يكون متاحاً للعديد من الشركات ذات الأداء غير الجيد، وبالتالي يصبح البيع أيضًا بعيد المنال.
ويشير التقرير، في هذا الصدد، إلى الصفقة التي نفذتها شركة Perimeter 81 السيبرانية الإسرائيلية التي تبلغ قيمتها مليار دولار في العام 2023، والتي تم بيعها مقابل حوالي 500 مليون دولار فقط، أي نصف قيمتها السوقية. وعلى الرغم من هذا الانهيار في قيمة الشركة، فإن العديد من الشركات تحلم بالحصول على صفقة بيع مماثلة خلال العام الجاري.
وقال تقرير "كالكاليست"، إن الإحصائيات الإسرائيلية تُظهر أن الغالبية العظمى من عمليات الاندماج والاستحواذ في قطاع التقنية الإسرائيلية تتم بقيمة أقل من نصف مليار دولار.

ووفق البيانات، فإن الصفقات بالمليارات في السوق الإسرائيلي باتت نادرة للغاية، حيث إن قائمة المشترين المحتملين محدودة. وهذا أحد أكبر العوائق والتحديات التي تواجه شركات التقنية الناشئة في إسرائيل خلال العام الجاري.
وتصف الصحيفة العبرية ذلك بالصدمة قائلة "إنها مأساة ليس فقط بالنسبة لشركات التقنية الصغيرة، ولكن أيضًا بالنسبة لشركات التقنية الكبرى، من "الشريحة العشرية الأولى" إلى الشركات التي ظلت عالقة في الحصول على تمويل من البورصات".

وتضيف: "حتى عندما يفتح سوق الاكتتابات العامة الأولية في بورصة تل أبيب، فإن هذه الشركات، على الرغم من أنها أكبر حجمًا وأكثر نموًا وأكثر نضجًا، ربما لن تتمكن من إصدار اكتتابات بقيمة أعلى من جولتها الأخيرة".

وكان هناك الكثير من الاحتفال بمبلغ 50 مليار دولار الذي تدفق على التكنولوجيا الإسرائيلية في غضون السنوات القليلة الماضية، ولكن لم تكن الشركات الناشئة قادرة على جمع تمويلات جديدة، لأنه في النهاية، المقياس الحقيقي للشركة ليس قيمتها بل حجمها وربحها.

ويشير التقرير إلى أن القيمة السوقية للشركة يجب أن تكون انعكاسًا للأداء الفعلي والتوقعات المستقبلية.
وفي العام 2021، تم تحديد القيمة بشكل كبير وفقاً للتوقعات المتفائلة لقطاع التقنية، وهو ما انعكس على مضاعفات الإيرادات السوقية، ولكن في العام الجديد، أصبح من الواضح، أن العديد من شركات التقنية الناشئة التي تبلغ قيمتها مليار دولار فقدت لقب "يونيكورن" في العامين الماضيين، فبعضها لم يكن يستحق هذا اللقب في المقام الأول، بل إن بعضها كان محتالاً بالمعنى الأبسط للكلمة.

وكان العام الماضي مليئا بالتحديات بالنسبة للأسواق الإسرائيلية، حيث انخفض مؤشر تل أبيب 125 الرئيسي بنسبة 15% بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل.

المساهمون