سقوط عنيف لليرة اللبنانية وارتفاع مقلق لأسعار المحروقات

سقوط عنيف لليرة اللبنانية وارتفاع مقلق لأسعار المحروقات

20 يناير 2023
الليرة اللبنانية تواصل هبوطها (حسين بيضون)
+ الخط -

سجّلت الليرة اللبنانية هبوطاً عنيفاً الخميس واستأنفته اليوم الجمعة، مع تسجيل سعر صرف الدولار أرقاماً قياسية جديدة متجاوزاً عتبة الـ50 ألف ليرة لأول مرة منذ بدء الانهيار المالي أواخر عام 2019، بعدما كان 42 ألف ليرة في نهاية ديسمبر/ كانون الأول.

ووصل سعر الدولار في السوق السوداء صباح الخميس إلى 50.1 ألف ليرة لبنانية الأمر الذي انعكس تلقائياً على أسعار السلع والبضائع التي باتت تسعّر غالبيتها على الدولار، وتحتسب وفق سعر الصرف المحدّد عبر التطبيقات الإلكترونية، وذلك قبل أن يلامس الدولار بعد ظهر اليوم الجمعة 51 ألف ليرة.

بدورها، سجلت أسعار المحروقات ارتفاعاً جديداً الخميس، على مستوى البنزين والمازوت والغاز، مسجلة أرقاماً غير مسبوقة من شأنها أن تفاقم معاناة اللبنانيين الذين باتوا عاجزين عن تأمين أبسط الاحتياجات المعيشية والأساسية للصمود.

وارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 26 ألف ليرة، ليصبح 862 ألف ليرة، و98 أوكتان 26 ألف ليرة ليصبح 884 ألف ليرة، في حين ارتفع سعر المازوت 27 ألف ليرة لتصبح الصفيحة بـ917 ألف ليرة، بينما ارتفع الغاز 17 ألف ليرة، لتبلغ القارورة 548 ألف ليرة.

واليوم الجمعة، استكمل الوقود صعوده، فارتفعت أسعار المحروقات، إذ زاد سعر صفيحتي البنزين 95 أوكتان 32 ألف ليرة، و98 أوكتان 33 ألف ليرة، كما ارتفع سعر صفيحة المازوت 26 ألف ليرة والغاز 24 ألف ليرة.

وأصحبت الأسعار على الشكال الآتي: بنزين 95 أوكتان 894 ألف ليرة، بنزين 98 أوكتان 917 ألف ليرة، المازوت 943 ألف ليرة، وقارورة الغاز 572 ألف ليرة. 

ويتحضّر مصرف لبنان لإطلاق جملة تعاميم تترافق مع دخول سعر الصرف الرسمي الجديد المقرّر على 15 ألف ليرة للدولار بدلاً من 1507 ليرات مطلع شباط/ فبراير المقبل حيز التنفيذ، في تطور تاريخي، ينظر اللبنانيون بقلقٍ إلى تداعياته في ظل غياب الخطط الإصلاحية.

في السياق، يقول رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان فريد زينون لـ"العربي الجديد"، إن الثقة باتت مفقودة تماماً بالمسؤولين والمصارف والتعاميم الصادرة عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والتفاؤل معدوم خصوصاً أن الساسة في البلاد لا يتحركون رغم كل المصائب التي تحصل والإضرابات التي تطاول القطاعات على رأسها الإدارات العامة.

ويشير زينون إلى أن الكلّ يقف متفرجاً على الأزمة وتحليق سعر صرف الدولار، والفقر الذي يطاول أكثر من 80 في المائة من اللبنانيين، والرواتب التي وصلت إلى 30 دولاراً في الشهر ولا تكفي لتعبئة السيارة بالوقود للتنقل، "من دون أن نرى أي تدخل أو تحرّك، لا بل نجد أن التعطيل مستمرّ، المؤسسات شبه مشلولة، منطق التحاصص والتسويات يتواصل، لا انتخابات رئاسية بعد 11 جلسة لمجلس النواب".

ويلفت زينون إلى أن المشتقات النفطية ستواصل مسارها التصاعدي طالما أن الدولار يسجل ارتفاعاً، علماً أنها الوحيدة التي تسجل انخفاضاً عند تراجع سعر الصرف في السوق السوداء، في حين أن باقي السلع والبضائع تشهد تفلتاً كبيراً. من جهة ثانية، تتواصل التحقيقات الأوروبية في لبنان في الملف المالي العائد لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، والتحويلات المالية إلى الخارج، علماً أنّ جلسات الاستماع التي بدأت الإثنين الماضي ويتولاها محققون أوروبيون، لا تشمل في مرحلتها الأولى سلامة.

وقال وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المرحلة الأولى من التحقيقات الأوروبية تنتهي يوم الجمعة 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، وكل الترتيبات حول عودة المحققين مرة ثانية، تتم مع النيابة العامة التمييزية في لبنان".

المساهمون