تنديد واسع النطاق بتخلي روسيا عن اتفاق الحبوب.. والبيت الأبيض حاضر

تنديد واسع النطاق بتخلي روسيا عن اتفاق الحبوب.. والبيت الأبيض على خط الأزمة

17 يوليو 2023
سعي دولي لتمديد اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب (Getty)
+ الخط -

قال البيت الأبيض اليوم الاثنين إن تعليق روسيا لاتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود "سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضرّ بالملايين".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، آدم هودج، في بيان: "نحثّ حكومة روسيا على التراجع فوراً عن قرارها".

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، اليوم الاثنين، إن إنهاء روسيا اتفاقاً يسمح بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود "عمل وحشي".

وأضافت للصحافيين: "روسيا وجهت ضربة أخرى للفئات الأكثر ضعفاً في العالم، وهذه المرة بتعليق مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود. هذا حقاً عمل آخر من أعمال الوحشية".

ووصفت السفيرة الأميركية الخطوة الروسية "باللعبة السياسية"، مؤكدة أنها "ستؤدي إلى معاناة الأناس الأكثر احتياجاً إلى تلك المساعدات حول العالم". وناشدت جميع الدول حثّ روسيا "على التراجع عن قرارها، واستئناف المفاوضات، وتمديد وتوسيع وتنفيذ هذه المبادرة بالكامل".

وتزامنت التعليقات الصادرة من أميركا مع تنديد واسع النطاق بالقرار الروسي بعدم تمديد الاتفاق المدعوم أممياً، على خلفية ما يمكن أن يسببه إيقاف صادرات الحبوب من أوكرانيا وروسيا من تأثيرات سلبية على الأمن الغذائي العالمي.

وكانت روسيا قد أعلنت اليوم الاثنين إيقاف مشاركتها في اتفاق تاريخي، توسطت فيه الأمم المتحدة، يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بعد ساعات من إعلان موسكو أن أوكرانيا هاجمت جسر القرم.

وأكدت روسيا في رسالة إلى المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن انسحابها من الاتفاق يعني "إلغاء ضمانات سلامة الملاحة التي أصدرها الجانب الروسي".

وأضافت روسيا في الرسالة التي اطلعت عليها رويترز أنها "ستتخذ الإجراءات الاستباقية اللازمة لإحباط التهديدات التي يشكلها نظام كييف في المنطقة، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات المسلحة ومحاولات الهجوم على أهداف عسكرية ومدنية روسية".

ويرى الجانب الروسي أن هناك عقبات تستمر الدول الغربية في وضعها، تتعلق بتصدير الأسمدة والأغذية الروسية، من طريق العقوبات التي تفرضها على أشخاص أو مؤسسات روسية.

وفشل مجلس الأمن الدولي في التمديد للآلية بسبب فيتو روسي، استخدم ضد مشروع قرار سويسري برازيلي، نصّ على التمديد للآلية ولمدة تسعة أشهر.

الأمم المتحدة

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الاثنين، إن قرار روسيا بالانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود "سيوجه ضربة للمحتاجين في كل مكان".

وأضاف أن هذا القرار يعني إنهاء اتفاق ذي صلة بين الأمم المتحدة وموسكو للمساعدة في تسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن "إحباطه الشديد" لتجاهل بوتين اقتراحه تمديد اتفاق حبوب البحر الأسود. وشدد، خلال تصريحات للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، على أنه سيعمل على محاولة تخفيف المعاناة وإيجاد أفضل الحلول الممكنة.

ووصف غوتيريس اتفاق الحبوب بأنه "شريان حياة للأمن الغذائي ومنارة للأمل في عالم مضطرب". وحول ما تمكنت الاتفاقية من تحقيقه منذ بدء العمل بها قبل قرابة السنة، قال غوتيريس: "سهلت هذه المبادرة المرور الآمن لأكثر من 32 مليون طن متري من السلع الغذائية من الموانئ الأوكرانية، كما شحن برنامج الأغذية العالمي أكثر من 725 ألف طن لدعم العمليات الإنسانية، لتخفيف الجوع في بعض أكثر مناطق العالم تضرراً، بما في ذلك أفغانستان والقرن الأفريقي واليمن."

وشدد غوتيريس على أن المبادرة ساعدت في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% منذ آذار/مارس العام الماضي، حيث ارتفعت أسعار الغذاء ووصلت إلى مستويات عالية بسبب النزاع والأزمة المناخية وأزمة الطاقة.

وشدد غوتيريس على أن المشاركة في المبادرة كانت مبنية على خيار اتخذته روسيا، "إلا أن الفقراء حول العالم الذين يكافحون لسد احتياجاتهم لا خيار أمامهم، حيث يواجه مئات الملايين الجوع، كذلك يواجه المستهلكون أزمة عالمية في ارتفاع تكلفة المعيشة". وقال إن أسواق الحبوب العالمية شهدت هذا الصباح قفزة في أسعار القمح.

وقال غوتيريس: "إنني على علم بوجود بعض العقبات التي ظلت قائمة في التجارة الخارجية للمنتجات الغذائية والأسمدة الروسية، ولهذا السبب بالتحديد أرسلت رسالة إلى الرئيس بوتين تتضمن اقتراحاً جديداً لإبقاء مبادرة البحر الأسود حية".

وبدا لافتاً اقتباس غوتيريس لمقاطع طويلة من رسالته للرئيس بوتين، وهي خطوة لا يقبل عليها عادة، حيث عدد التسهيلات التي تمكنت الأمم المتحدة بموجبها من "مساعدة الجانب الروسي بالحصول على استثناءات من الدول الغربية، تتعلق بالعقوبات المفروضة على الأطراف الروسية، كما الحصول على استثناء من الاتحاد الأوروبي في ما يخص حزمة عقوباته التاسعة، حين سمح بإلغاء تجميد أصول شركات الأسمدة".

الصين

أما سفير الصين لدى المنظمة الدولية، تشانغ جون، فعبّر عن أمله أن تتمكن جميع الأطراف المعنية من إيجاد سبيل للمضي قدماً.

وقال تشانغ للصحافيين: "ما زال يحدونا الأمل في إمكان التوصل إلى حل شامل، من خلال استيعاب مخاوف جميع الأطراف".

الاتحاد الأوروبي

ووصفت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، اليوم الاثنين، قرار روسيا بتعليق اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود بأنه "خطوة أنانية"، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة.

وقالت فون دير لاين على "تويتر": "أندد بشدة بقرار روسيا إنهاء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود رغم جهود الأمم المتحدة وتركيا. إنه قرار يتسم بالأنانية. الاتحاد الأوروبي يعمل على ضمان الأمن الغذائي للفئات الأكثر عرضة للخطر في العالم. ستواصل (مبادرة) ممرات التضامن (التي أطلقها) الاتحاد الأوروبي جلب منتجات الأغذية الزراعية من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية".

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن قرار موسكو غير مبرر، وهو بمثابة استخدام للغذاء سلاحاً في الصراع مع أوكرانيا.

وأوضح قبيل مشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، في بروكسل أن هذا القرار "خطير للغاية، وسيخلق العديد من المتاعب لكثير من الناس في جميع أنحاء العالم".

فرنسا

بدورها، طالبت فرنسا روسيا بالتوقف عن الابتزاز بعد انسحابها من الاتفاق.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس طلبت من موسكو اليوم الاثنين التوقف عن "الابتزاز" المتعلق بالأمن الغذائي العالمي، وذلك على خلفية تعليق مشاركتها في الاتفاق.

وأضافت الوزارة في بيان نقلته رويترز: "تندد فرنسا بتعليق روسيا مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود".

وتابعت: "روسيا وحدها مسؤولة عن وقف الملاحة في هذه المنطقة البحرية وتفرض حصاراً غير قانوني على الموانئ الأوكرانية. عليها أن توقف ابتزازها في ما يتعلق بالأمن الغذائي العالمي وأن تعيد النظر في قرارها".

أوكرانيا

وفي أوكرانيا، نقل سيرهي نيكيفوروف، المتحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين عن الرئيس قوله إنه يجب القيام بكل شيء ممكن حتى يستمر استخدام ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.

وأضاف زيلينسكي، بعد قرار روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب: "حتى من دون روسيا الاتحادية، يجب القيام بكل شيء حتى نتمكن من استخدام ممر البحر الأسود هذا. لسنا خائفين".

ومضى يقول: "تواصلت الشركات وأصحاب السفن معنا. قالوا إنهم مستعدون، إذا سمحت لهم أوكرانيا بالمغادرة، وواصلت تركيا السماح لهم بالمرور، فعندئذ سيكون الجميع على استعداد لمواصلة توريد الحبوب".