تركيا تطلق سفينة تنقيب ضخمة صوب البحر المتوسط: استئناف رحلة الغاز

تنطلق سفينة تنقيب تركية ضخمة نحو أول مهمة لها في البحر المتوسط، اليوم الثلاثاء، لتستكمل عمل سفينة "أوروتش رئيس" التي توقفت قبل عامين، بعد توتر بين تركيا واليونان كاد يصل إلى حد المواجهة العسكرية بين البلدين واتساع الصدام بعد مؤازرة دول أوربية عدة لموقف أثينا.

قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، عبر تغريدة في موقع "تويتر"، إن سفينة "عبد الحميد خان" ستنطلق، اليوم الثلاثاء، في البحر المتوسط، مشيرا إلى أنها تعد رابع سفينة تركية تنقب عن النفط والغاز.

مناطق نفوذ في شرق المتوسط

ومن المرتقب أن يودع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السفينة من ميناء في ولاية مرسين المطلة على البحر المتوسط، قبل الانطلاق في أول رحلة إبحار لها للتنقيب، وذلك بحسب ما أعلن خلال عودته بعد لقاء الرئيس الروسي في منتجع سوتشي على البحر الأسود، يوم الجمعة الماضي، مضيفا أن تركيا "لم ولن تسمح بأي إجراء أو أنشطة تنقيب عن الغاز في مناطق نفوذها شرق المتوسط".

و"عبد الحميد خان" هي أقوى سفينة تنقيب تركية بمعداتها التقنية وخصائصها الفيزيائية، ويبلغ طولها 238 متراً وعرضها 42 متراً، وستعمل على تعزيز جهود تركيا في التنقيب عن الهيدروكربونات وتتمتع بنظام تحديد مواقع الثروات الباطنية، ما يعطيها دوراً مهماً في إجراء أبحاث فعالة في المياه الإقليمية التركية، وفق تقرير لوكالة الأناضول. كما أن السفينة قادرة على الحفر حتى عمق 12 ألفاً و200 متر، وطاقمها مكون من 200 شخص.

وتؤكد تركيا أن التنقيب عن الغاز والنفط في مياهها الإقليمية ومياه قبرص التركية حق لها ولا يمكن التنازل عنه، بحسب ما أكد نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي في تصريحات صحافية في يوليو/تموز الماضي.

طاقة

التحديثات الحية

تركيا تدفع ثمن جزء من وارداتها من الغاز الروسي بالروبل

وأشار أوقطاي إلى أن عمليات التنقيب ستجري قرب قبرص التركية، مضيفا: "الحقوق في شرق المتوسط يتم الدفاع عنها بحزم ضد جميع أنواع الاستفزازات والمحاولات غير القانونية.. أي محاولة لاستبعاد تركيا والقبارصة الأتراك من شرق المتوسط لم ولن تنجح". في المقابل، تقول اليونان إن تركيا تنتهك القانون البحري الدولي عبر التنقيب في المنطقة التي تعتبرها خاصة بها.

320 مليار متر مكعب من الغاز

وتأمل تركيا في استخراج النفط والغاز بهدف الوصول إلى حلم الدول العشر الكبار اقتصاياً في 2023، إذ أعلن أردوغان في 21 أغسطس/آب 2020 أن سفينة الحفر "فاتح" اكتشفت 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في بئر "تونا 1" في حقل سكاريا للغاز في منطقة البحر الأسود، بعد دراسات المسح الزلزالي في المنطقة لمدة 14 شهراً وعمليات مسح على أكثر من 170 كيلومترا مربعا في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لتركيا في البحر الأسود.

وتعزز تركيا منذ سنوات أسطولها البحري المتنوع، بحسب خبراء، بين الجيلين الخامس والسابع، أبرزها سفن "ياووز" و"القانوني" و"أوروتش رئيس" و"الفاتح" وأحدثها "عبد الحميد خان"، ضمن استراتيجية كبيرة للوصول إلى اكتشافات للطاقة في مياه البحار التي تطل عليها تركيا، التي تعاني من عجز كبير في أمن الطاقة وتلجأ إلى استيراد معظم احتياجاتها من الخارج، وهو ما يكلف الخزينة التركية قرابة 50 مليار دولار سنوياً، ويتسبب في عجز مزمن في الميزان التجاري.