تركيا تزيد إنتاج النفط سعياً لتخفيف فاتورة طاقة تبلغ 50 مليار دولار
تركيا تزيد إنتاج النفط سعياً لتخفيف فاتورة الطاقة تبلغ 50 مليار دولار
تتطلع تركيا لزيادة إنتاجها من النفط بنحو 40 ألف برميل يومياً، خلال العام الجاري، بعد أن أعلنت عن اكتشاف حقول وزيادة الاستخراج من بئر "رامان-8" علّها تقلل فاتورة استيراد الطاقة، لما لاستيراد 95% من استهلاك تركيا، من النفط والغاز، من أثر على الميزان التجاري والاحتياطي الأجنبي بالمصرف المركزي وزيادة عرض العملات الأجنبية بالأسواق.
في السياق، يشير المحلل التركي سمير صالحة بحديث لـ"العربي الجديد" إلى أن بلاده تستثمر بالنفط بالخارج، بهدف الوصول إلى ما يسد بعض الحاجة المحلية، بعيداً عن ارتفاع الأسعار والتقلبات السياسية، كاشفاً أن شركة البترول التركية رفعت بنحو ملياري دولار، مخصصات استثماراتها للتنقيب عن النفط في خارج وداخل تركيا.
ولم تزل الاكتشافات والعمل مستمراً في العراق وأفغانستان وليبيا وأذربيجان، كما لم تزل الشركة تعمل في روسيا، متوقعاً أن يصل الإنتاج التركي، الداخلي والخارجي إلى أكثر من 150 ألف برميل نفط يومياً بنهاية العام الجاري.
وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز كشف أن بلاده اقتربت من هدفها في إنتاج 100 ألف برميل نفط يوميا
وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز قد كشف أمس أن بلاده اقتربت من هدفها في إنتاج 100 ألف برميل نفط يوميا، مضيفاً خلال تغريدة على "تويتر": تهانينا يا أصدقاء، إننا نقترب خطوة تلو أخرى من هدفنا في إنتاج 100 ألف برميل نفط يوميا للقطاعين العام والخاص، وهذا الإنتاج هو الحجم المستهدف في إطار رؤية قرن تركيا.
ويبلغ إنتاج تركيا من النفط، حتى نهاية العام الماضي 2022، بحسب "مؤسسة البترول التركية" TPAO نحو 62 ألف برميل نفط يوميا، بعد زيادة الإنتاج في ولايتي باتمان وديار بكر، مع زيادة الآمال، بحسب الشركة التركية، بعد العثور على النفط في حقلي "تشوكوروفا1" و"تشوكوروفا2" في ولاية أضنا جنوبي تركيا.
ويلفت سمير صالحة إلى أن آبار ولاية أضنا، سبق أن أغلقت عمليات التنقيب بها عام 1998، لكن الاكتشافات الأخيرة أعادت البحث ليتم تأكيد وجود احتياطي بالآبار الثماني بالولاية، وباحتياطي "معقول ولكن بعمق كبير نوعاً ما".
وزف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بشرى اكتشاف حقل ولاية شرناق" باحتياطي يبلغ 150 مليون برميل، مضيفاً خلال اجتماع لحكومته في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة الشهر الماضي، أن الاحتياطي المكتشف هو واحد من أكبر 10 اكتشافات نفطية في البر حول العالم خلال 2022، وأن قيمته تصل إلى 12 مليار دولار.
ويقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بإسطنبول، محمد كامل دميريل لـ"العربي الجديد" إن الآمال على الغاز، كبيرة ومبشرة، ولكن على صعيد النفط فإن تركيا من الدول الأقلّ احتياطياً في جغرافيتها "8% من النفط المستخدم في البلاد يُستخرَج داخل الدولة" ويتركز النفط حسب قوله، في محافظات جنوب شرق الأناضول "باتمان، ديار بكر، سيرت، شرناق وماردين".
تركيا تستهلك سنوياً نحو 360 مليون برميل نفط خام ونحو 53.5 مليار متر مكعب غاز، بفاتورة تصل إلى 50 مليار دولار
ويضيف دميريل لـ"العربي الجديد" أن بلاده تستهلك سنوياً نحو 360 مليون برميل نفط خام ونحو 53.5 مليار متر مكعب غاز، بفاتورة تصل إلى 50 مليار دولار، ما يزيد ضرورة الاستكشاف والإنتاج المحلي، كاشفاً عن استمرار البحث في ولايات أديامان وشانلي أورفا وكيركلاريلي، بالإضافة إلى كيليس وسيرت وأضنة".
ولكن يلفت الباحث التركي إلى أن الآمال على الغاز تتعاظم، ليتعدى الإنتاج الاستهلاك المحلي، فبعد اكتشافات حقل غاز سقاريا، زاد احتياطي الغاز الطبيعي في البحر الأسود إلى 540 مليار متر مكعب، وذلك قبل البشرى التي زفها الرئيس أخيراً.
وكان أردوغان قال الأسبوع الماضي إن سفينة الفاتح قامت باكتشاف حقل غاز طبيعي بحجم 58 مليار متر مكعب وإن القيمة السوقية الحالية لاحتياطيات الغاز الطبيعي في البحر الأسود تتجاوز التريليون دولار.
وأشار الرئيس التركي إلى مراجعة نتائج الاكتشاف السابق في حقل سقاريا في البحر الأسود، والذي أعلنّا أن حجمه يبلغ 540 مليار متر مكعب، وظهر أن حجمه الفعلي هو 652 مليار متر مكعب.
وبيّن أن "هدفنا النهائي هو تحرير تركيا من التبعية للخارج في النفط والغاز الطبيعي بأقرب وقت ممكن، وإعلان استقلال تركيا في مجال الطاقة".
