تركيا: التضخم يشعل أزمة بين المالكين والمستأجرين

تركيا: التضخم يشعل أزمة بين المالكين والمستأجرين

03 مارس 2022
ارتفعت قيمة الإيجارات 85% في إسطنبول و69% على المستوى الوطني (Getty)
+ الخط -

ارتفعت الإيجارات في تركيا بنسبة 85% في إسطنبول، و69% على المستوى الوطني، وفقا لحسابات جامعة بهتشه شهير، على نحو أعلى بكثير من الرواتب التي ارتفعت من 30% إلى 50% كمعدل وسطي في 1 يناير/ كانون الثاني، الأمر الذي أشعل أزمة بين المالكين والمستأجرين.

ويجري إردم يلماظ حساباته: من الكفالة إلى رسوم وكالة الإيجار، بما في ذلك كلفة نقل السكن، يترتب على الرجل البالغ 30 عاما دفع ما يعادل راتب شهرين ونصف شهر لتغيير مكان إقامته في إسطنبول بعدما طرده مالك المنزل في منتصف الشتاء.

هذا الأب لطفل في الثانية من العمر، ليس الوحيد في هذه الحالة، فالخلافات بين المالكين والمستأجرين تزايدت بقوة في الأشهر الماضية في تركيا تحت تأثير التضخم الذي يرتفع بانتظام سنويا، وبلغ 54.4% في شباط/فبراير بحسب الرقم الرسمي الذي نشر الخميس.

وقال إردم يلماظ: "لم يكن يجب أن نرحل". ويشعر بالغضب الشديد من مالكه بيته السابق الذي أكد أنه يريد استعادة الشقة لكي يسكن ابنه فيها. وأضاف: "كان يضايقنا. لم تنعم عائلتي بالسلام".

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

يشعر إردم يلماظ بالمرارة لأن ابن المالك لم ينتقل إلى المسكن، قائلا "لقد رأيت إعلانا (للشقة) على الإنترنت بعد أسبوع على مغادرتنا" وهو يعرض صورة الإعلان. بات الإيجار الآن 2600 ليرة تركية (170 يورو) مقابل 1100 ليرة (70 يورو) حين كان يسكن فيها.

ما يزيد من معاناته، أن المسكن الجديد يكلفه ألفي ليرة تركية في الشهر، أي نصف راتبه، ويقع في "منطقة نائية، في مبنى قديم بدون تدفئة ولا مصعد".

القضية تتوقف هنا، لكن الخلافات بين المستأجرين والمالكين لا تتوقف أمام المحاكم التركية بحسب صحيفة "دنيا"، وباتت تشكل 20% من القضايا مقابل 10% قبل سنة.

جمعت وكالة "فرانس برس" عشرات الشهادات من مستأجرين أجبروا بالطريقة نفسها على مغادرة سكنهم أو الذين عانوا من زيادات في الإيجار بنسبة فاقت 100%، أي 5 أضعاف الحد القانوني.

ينص القانون التركي على أن المستأجر الذي تم تجديد عقد إيجاره في فبراير/ شباط لا يمكن أن يرفع إيجاره بأكثر من 22.6%. كما أن عمليات الطرد تخضع لأطر معينة، لكن عددا من المستأجرين أقروا بأنهم رضخوا لضغوطات المالكين الملحين أو المهددين.

في منتصف يناير/ كانون الثاني، قام رجل تسعيني في إسطنبول، صوره جاره، بكسر باب مستأجريه بفأس بعد رفضهم دفع إيجارهم الذي ارتفع فجأة من 1200 إلى 4000 ليرة تركية.

وقالت المحامية حنيفة أمين كارا، المتخصصة في قانون العقارات، إن "ارتفاع الإيجارات يدفع المالكين إلى الرغبة في استعادة ممتلكاتهم لإعادة تأجيرها" بأسعار أعلى بكثير، مشيرة إلى أن القضايا تتزايد.

يقول مالكون إن أرقام التضخم أقل مما هي في الواقع، وهو ما تؤكده المعارضة التركية وعدد من الخبراء الاقتصاديين للمطالبة برفع أسعار الإيجارات بشكل كبير.

ويقول محمد بولند دنيز، رئيس اتحاد نقابات المستهلكين في تركيا: "نعيش في عصر يعتبر فيه امتلاك منزل أو استئجار شقة بسعر جيد، رفاهية".

لكن بعض المالكين يحاولون إيجاد توازن. وقال حقان يلديز، وهو مالك ثلاث شقق في إسطنبول: "لقد اتفقنا على زيادة بنسبة 35%. يجب إيجاد حل وسط".

لكن يحصل في بعض الأحيان أن المستأجرين يرفضون الالتزام بذلك، باعتبارها قضية مبدأ. وأمر الله عمران واحد منهم. ففي نهاية كانون الثاني/يناير، طلب مالك الشقة التي يستأجرها رفع الإيجار بنسبة 58%.

وقال هذا الثلاثيني، الذي يرأس شركة صغيرة للمعادن في أنطاليا بجنوب تركيا: "وضعي المالي جيد، كنت قادرا على الدفع، لكنني رفضت لأنهم فعلوا ذلك بطريقة غير قانونية وانتهازية".

وأضاف: "لدينا 12 موظفا وقد منحناهم هذه السنة زيادات بنسبة 45% تقريبا. لكن لم يتلق أحد زيادة بنسبة 58%. لا أحد".

وردا على مالك الشقة التي يستأجرها، أرسل أمر الله عمران إيجاره من طريق التحويل المصرفي في فبراير/ شباط محددا بنفسه الزيادة. وقال إن "المعدل الرسمي هو 22.6%، وبالتالي رفعته قليلا إلى 23%"، مضيفا: "لم أحصل على رد منه بعد".

(فرانس برس)

المساهمون