تدهور المعيشة وقود المظاهرات في ليبيا

تدهور المعيشة وقود المظاهرات في ليبيا

05 يوليو 2022
وقفة احتجاجية سابقة على انقطاع الكهرباء (فرانس برس)
+ الخط -

بات تدهور المعيشة وقودا لاندلاع المظاهرات الغاضبة في ليبيا وسط صراع حكومتين على السلطة، الأمر الذي ساهم في تهاوي العديد من القطاعات الاقتصادية وتراجع إنتاج النفط ما انعكس سلبا على المواطنين. ولم يقف الأمر عند ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة بل امتد إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة مع تدهور باقي الخدمات.

وفي هذا السياق، قال مدير مركز أويا للدراسات الاقتصادية أحمد أبولسين، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن هناك تخبطا حكوميا وقرارات صادمة، ومنها رفع الدعم عن المحروقات وسط موجات غلاء متتالية، وأشار إلى الوضع الاقتصادي المتأزم الذي تعيشه البلاد، من ارتفاع معدلات الدين العام لمستويات قياسية مع توقف حقول نفط ونقص إمدادات البنزين للمحطات وانقطاع متواصل للتيار الكهربائي، وقال إن الحكومات المتعاقبة فشلت في توفير حياة كريمة للمواطن، مضيفاً: حتى القوة الشرائية للدينار تراجعت بشكل كبير.

من جانبه، قال المحلل الاقتصادي محمد الشيباني لـ"العربي الجديد"، إنه مع انسداد المسار السياسي ووجود حكومتين بالبلاد واستمرار حوار النخب السياسية، لا توجد آلية للخروج من النفق المظلم، مشيراً إلى عدم وضوح الإنفاق العام في ظل صراع الشرعية للقائمين على الحكومتين وبالتالي تردي الأوضاع المعيشية.

وتتنازع حكومتان على السلطة في ليبيا منذ مارس/ آذار الماضي، الأولى مقرها في طرابلس ومعترف بها دوليا يترأسها عبد الحميد الدبيبة منذ عام 2021، وأخرى يترأسها فتحي باشاغا معينة من البرلمان ويدعمها معسكر الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.

وقال الشيباني: في ظل صدمة أسعار السلع الغذائية وعلى رأسها الحبوب جراء الحرب في أوكرانيا، قفزت معدلات تضخم الأسعار إلى مستويات قياسية، فالحكومات لم تتخذ أي خطوات لتوفير مخزون استراتيجي للحبوب أو السلع الغذائية حتى الآن مع صرف أموال في مشاريع "أفيال بيضاء" ليس لها قيمة إضافية للاقتصاد الوطني، بحسب تعبيره.

وأضاف أن إقفال مصافي النفط هي الخطيئة التي سندفع ثمنها جميعاً، وإذا طالت عملية الإقفال وتوقف الإنتاج والتصدير سيسقط الاقتصاد في بئر عميق.

وتواصلت الدعوات لاستمرار المظاهرات، بل وامتد الأمر إلى الدعوة للدخول في عصيان مدني من أجل إجراء الانتخابات وحل الأزمات المعيشية.

وقال المواطن خالد بغراره، من منطقة جنزور، غرب طرابلس: خرج أهالي جنزور، أخيراً، وأقفلوا الطرقات مع إشعال النيران احتجاجا على انقطاع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة يوميا، وأضاف أن الحكومة تمارس علينا العنف الناعم بقطع الكهرباء وتأخر السيولة بالمصارف التجارية مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، بالإضافة إلى عدم توفير أدوية للأمراض الخطيرة والمزمنة، مثل السرطان والسكري والضغط والربو.

تواصلت الدعوات لاستمرار المظاهرات، بل وامتد الأمر إلى الدعوة للدخول في عصيان مدني من أجل إجراء الانتخابات وحل الأزمات المعيشية

وفي مدينة طبرق، شرق ليبيا، قال المتظاهر علي الشاعري، عبر اتصال مع "العربي الجديد"، إن المواطن يطالب بحقوقه من كهرباء والحد من الغلاء، مؤكدا أن الأجسام السياسية وعلى رأسها مجلس النواب هم وراء المشاكل التي يعاني منها المواطن.

وفي منطقة عين زارة، جنوب طرابلس، قال سعد الخيتوني: يستمر اغتصاب مؤسسات الدولة واختطافها وتسخيرها لخدمة أجندات إقليمية ودولية، وأضاف أن المواطن لا يريد إلا الانتخابات وتحسين الظروف المعيشية ورفع قيمة الدينار والقضاء على الفساد.