تجميد صفقة عملاقة بين نيوميد الإسرائيلية وبي بي وشركة نفط أبوظبي

تجميد صفقة عملاقة بين نيوميد الإسرائيلية وبي بي وشركة نفط أبوظبي

13 مارس 2024
احتمال وقف الصفقة نهائياً (Getty)
+ الخط -

أعلنت شركة نيوميد إنرجي الإسرائيلية، التي تسيطر عليها مجموعة ديليك المملوكة من الملياردير الإسرائيلي إسحاق تشوفا، صباح اليوم الأربعاء، أنّ صفقة بيع 50% من الأسهم لشركتي بريتيش بيتروليوم (بي بي) البريطانية، وشركة نفط أبوظبي (أدنوك) الإماراتية، لن تمضي قدماً في هذه المرحلة.

ولفت موقع "كالكاليست" الإسرائيلي إلى أنّ سبب تجميد الصفقة يعود إلى تداعيات الحرب على غزة.

وبحسب بيان للشركة، فقد تم تعليق المحادثات "بسبب حالة عدم اليقين التي نشأت في البيئة الخارجية"، ولذلك اختارت تعليق الخطوة حتى الإعلان عن تجديد المفاوضات أو إنهائها. بمعنى آخر، بحسب "كالكاليست"، فإن التداعيات الجيوسياسية للحرب في غزة على المنطقة لم تدعم تنفيذ الصفقة في هذه المرحلة.   

وفي الأسبوع الذي سبق انطلاق عملية طوفان الأقصى، تلقت الصفقة هزة، بحسب موقع "غلوبس" الإسرائيلي، عندما أوصت لجنة عينتها نيوميد لفحص الاتفاق بزيادة المقابل المخطط له في الصفقة، بين 10% و12% (زيادة تصل إلى ربع مليار دولار). وأرجعت الشركة ذلك إلى الارتفاع الحاد في أسعار النفط والغاز وتآكل الشيكل مقابل الدولار منذ تقديم الاقتراح قبل ستة أشهر.

وتمتلك شركة نيوميد 45% من خزان ليفياثان للغاز الطبيعي (الأكبر قبالة سواحل فلسطين المحتلة). وفي مارس/ آذار 2023، أعلنت شركة نيوميد عن عرض لشراء 50% من أسهم الشركة من قبل شركتين عملاقتين في قطاع الطاقة  هما "بي بي" وشركة النفط والغاز الحكومية في أبوظبي.

وتم تقديم العرض بقيمة 14 مليار شيكل (3.8 مليارات دولار) لشركة نيوميد، بزيادة 72% على قيمة الأسهم في ذلك الوقت. وكانت هذه الصفقة السبب الرئيس للقفزة الحادة في مؤشر تل أبيب للنفط والغاز خلال عام 2023.

وفي بيانها اليوم، ذكرت "نيوميد": "تعلن الشركة، جنباً إلى جنب مع اللجنة التي تم إنشاؤها لمراجعة الصفقة، أنّ اللجنة والكونسورتيوم قد اتفقا، على خلفية حالة عدم اليقين التي نشأت في البيئة الخارجية، على تعليق المناقشات، فيما يتعلق بالصفقة المقترحة. وسيتم تعليق العملية حتى وقت استئناف المناقشات أو سيتم إيقاف العملية".

تفاصيل الاستحواذ على نيوميد

يشرح موقع "غلوبس" الإسرائيلي في تقرير نهاية الشهر الماضي أنه في مارس/ آذار 2023، صدمت صناعة الطاقة الإسرائيلية بالأخبار التي تفيد بأنّ شركتي بي بي وأدنوك مهتمتان بالاستحواذ على نصف شركة نيوميد.

لم تكن المفاجأة في الاهتمام بالشركة الإسرائيلية بل في سعر 12.05 شيكل لكل وحدة مشاركة، وهو تقييم إجمالي قدره 14.2 مليار شيكل (3.8 مليارات دولار)، علاوة بنسبة 65% على سعر سهم نيوميد في ذلك الوقت.

وبعد ستة أشهر، ذكرت وكالة رويترز أنّ لجنة مستقلة تدرس عرض "أدنوك-بي بي" أوصت بضرورة زيادة العرض بنسبة 10-12%، أو 250 مليون دولار.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلية أن شركة نيوميد فازت بمناقصة التنقيب عن الغاز في المنطقة الأولى، غرب حقل كاريش، بالتعاون مع شركة بريتيش بتروليوم وشركة الطاقة الحكومية الأذربيجانية سوكار، حيث تمتلك كل شركة 33.3% من الترخيص.

ويعد حقل غاز ليفياثان رصيدًا استراتيجيًا ليس فقط لشركة نيوميد، بل لإسرائيل، وفقاً لـ"غلوبس"، فهوالخزان الأكبر للغاز (حوالي 620 مليار متر مكعب)، وهو الخزان الذي يُنتج معظمه (11.4 مليار متر مكعب في عام 2022، مقارنة بـ10.2 مليارات متر مكعب في السنوات السابقة)، ويُصدّر المزيد منه (حوالي 83% من إجمالي الصادرات).

وتهدف خطة "نيوميد" حالياً إلى زيادة الإنتاج إلى 21-23 مليار متر مكعب سنويًا من خلال عمليتي حفر إضافيتين في الحقل، ومد خط أنابيب رابع ووحدات إضافية لمعالجة الغاز الطبيعي على المنصة.

المساهمون