تبرعات الأردن: القطاعات الاقتصادية تستنفر لمساندة أهالي غزة

تبرعات الأردن: القطاعات الاقتصادية تستنفر لمساندة أهالي غزة

14 أكتوبر 2023
مأساة إنسانية في غزة (ساهر الغرة/ فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل الجهود الأردنية بالتنسيق مع الجانب المصري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد إغلاق الاحتلال الإسرائيلي كل المنافذ مع الأردن منذ أيام. وكانت أولى الطائرات التي تحمل مساعدات أردنية إلى القطاع وصلت إلى مصر الخميس للعمل على إعادة إدخالها إلى غزة وتحمل معدات ومستلزمات طبية وغذائية.

وقال أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية التي تتولى جانب إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، حسين الشبلي، إن الأردن يعمل بالتنسيق مع السلطات المصرية من جهة والطرف الآخر (الاحتلال الإسرائيلي) من جهة أخرى لضمان إيصال المساعدات الأردنية إلى قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي.

وأضاف الشبلي في تصريح صحافي أنه في ما يتعلق بتهديد الاحتلال بقصف أي قوافل إمداد تصل من جهة مصر، فقد تم إرسال أولى طائرات المساعدات الأردنية إلى غزة الخميس الماضي بالتنسيق مع الجهات المصرية والطرف الآخر لمرورها من العريش المصرية إلى غزة عبر معبر رفح بأمان.

وأضاف أن الأردن يستخدم أدواته الدبلوماسية والسياسية كافة لتأمين إيصال المساعدات إلى قطاع غزة بعد توجيهات الملك عبد الله الثاني. وأشار إلى أن الأردن لجأ إلى إرسال المساعدات عبر معبر رفح بين مصر وغزة لأن المعابر بين الضفة الغربية وقطاع غزة توقفت عن العمل جراء الأحداث القائمة حاليا ولم يتبق سوى معبر رفح طريقا إلى القطاع.

وقال الشبلي إن إرسال مساعدات أخرى إلى قطاع غزة يعتمد وفقا لما يجري على الأرض وأن المستجدات هي التي تحدد مواعيد إرسال إمدادات جديدة.

جمع التبرعات

وأطلقت النقابات المهنية وقطاعات اقتصادية وأهلية في الأردن حملات لجمع التبرعات لإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتبرعات نقدية لشراء الاحتياجات الغذائية والطبية ومعدات الاغاثة.

وقد أعلنت غرفة تجارة عمان عن تبرع نقدي بقيمة 200 ألف دينار (280 ألف دولار) ووجهت التجار الأردنيين للتبرع العيني والمادي لقطاع غزة. ودعا مجلس ادارة الغرفة رؤساء الغرف التجارية وممثلي القطاعات التجارية ونقابات وجمعيات رجال الأعمال وموظفي الغرفة إلى وقفة تضامنية يوم غد السبت أمام مبنى غرفة تجارة عمان/الشميساني.

وقال رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة خليل الحاج توفيق لـ "العربي الجديد" إن الجهود ستتواصل لجمع التبرعات المادية والعينية لدعم الفلسطينيين في غزة والتنسيق مع الهيئة الخيرة الهاشمية لإيصالها ضمن القنوات المتاحة.

وأضاف أن حملات الاغاثة ضرورية لنصرة الأشقاء في غزة وإدامة صمودهم، وأن ذلك واجب يقع على كاهل الجميع في ضوء ازدياد الاحتياجات الإنسانية لهم. وقرر مجلس إدارة الغرفة تقديم المبلغ المالي باسم أعضاء الهيئة العامة للغرفة كدعم عيني من أدوية ومستلزمات طبية لأهالي القطاع الصامدين "كجزء قليل من الواجب تجاه الأهل في القطاع بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية للتخفيف من المأساة التي يعيشونها جراء العدوان الصهيوني".

وناشد مجلس إدارة الغرفة القطاع التجاري والخدمي "تقديم ما بوسعهم من دعم بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، للمساهمة بتضميد جراح الأشقاء الذين يواجهون هذا العدوان الوحشي واللاإنساني". وشدد المجلس على وقوف أعضاء الهيئة العامة للغرفة "إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين والأهل في غزة في وجه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها من الاحتلال الإسرائيلي".

وأطلقت اللجنة العليا للإعمار في فلسطين والمكونة من نقابة المهندسين ونقابة المقاولين الأردنيين حملة لجمع التبرعات للإيواء والإعمار لصالح دعم صمود أهل غزة.

مساعدات لإعادة الإعمار

وأعلن فوزي مسعد نائب نقيب المهندسين الأردنيين وبالإنابة عن رئيس اللجنة العليا للأعمار في فلسطين قرار اللجنة العليا للإعمار في فلسطين فتح باب التبرع لحملة "غزة معا ننصرها".

وقال لـ "العربي الجديد" إنه سيتم الإعلان عن آليات التبرع لاحقاً، كما تقرر أن يكون هناك يوم مفتوح الأربعاء القادم من خلال إذاعة حسنى لجمع التبرعات وذلك لإعطاء الفرصة للشعب الأردني المساهمة في الجهود الوطنية لمناصرة أهل غزة، كما تقرر تشكيل لجنة لإدارة الحملة برئاسة ناصر الهنيدي ومشاركة الأمانة العامة للنقابة وتيتم دعوة جميع التجمعات التجارية والصناعية والجمعيات والمؤسسات والجامعات وجميع منظمات المجتمع المدني للمشاركة في هذا الجهد.

وأضاف مسعد أنه سيتم العمل مع النقابات المهنية الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني لجمع أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وإدامتها قياسا إلى حجم الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وبيّن ان اللجنة العليا للإعمار في فلسطين تعمل في فلسطين من خلال الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين التي تضم أكثر من 200 عضو من 35 جنسية مختلفة حول العالم وقد قامت بإنجاز 91 مشروعا بقيمة 55 مليون دولار تقريباً، حيث تم إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية والتعليمية والعديد من مشاريع البنى التحتية ولا يزال العمل جاريا في مشاريع البنى التحتية ومنها مشروع تحلية المياه الاستراتيجي الهام.

وقال إنه سيتم الترتيب وبشكل مواز لاجتماع مجلس النقباء لإطلاق حملة موازية لجمع التبرعات العينية والنقدية للإغاثة الفورية. ولفت مسعد إلى أن الحملة تأتي لصالح جمع التبرعات لدعم الإيواء والإعمار في قطاع غزة.

وأكد على "الرفض المطلق لكافة أشكال العدوان التي يتعرض لها الأشقاء في قطاع غزة"، مستنكرا الهجمة الصهيونية الشرسة والانتهاكات المختلفة ضدهم في القطاع. وقال إن غزة تتعرض لحرب إبادة جماعية وتدمير ممنهج لأحيائها وطرقها وبنيتها التحتية وتطبيق سياسة الأرض المحروقة، بالإضافة إلى حصار محكم وقطع الماء والكهرباء وجميع الخدمات الحيوية تحت مرأى ومسمع العالم وبتأييد من المجتمع الدولي لذي يتبنى الرواية الصهيونية.

وأعلن رئيس حملة "غزة معا ننصرها" ناصر الهنيدي أنه لا بد من التركيز على عمليات الإيواء العاجل من خلال إزالة المباني الخطرة وترميم البيوت المتضررة وفتح الطرق وتعبيد بعضها بالسرعة الممكنة حال سمحت الأوضاع.

وقال رئيس مجلس الهيئة العليا للإعمار في فلسطين زهير العمري إن العدوان على غزة خلف دمارا وخرابا على جميع المستويات، حيث يعاني الشعب من أوضاع قاهرة سببها الاحتلال، في خرق سافر لجميع القوانين والاعتبارات والمواثيق الدولية، ويرتكب حربا بشعة ومقلقة للغاية وتنذر بوقع كارثة إنسانية.