"بودكاست غولدمان ساكس": العالم يعاني حالياً من ركود جيوسياسي

"بودكاست غولدمان ساكس": العالم يعاني حالياً من ركود جيوسياسي

14 يناير 2024
بنك غولدمان ساكس الأميركي العملاق (Getty)
+ الخط -

قال إيان بريمر، رئيس ومؤسس مجموعة أوراسيا، الشركة الرائدة في مجال أبحاث واستشارات المخاطر السياسية، في أحدث حلقات "بودكاست" التي يقدمها "بنك غولدمان ساكس"، إن العالم يمر حالياً بما سماه "ركوداً جيوسياسياً".

وأجمع بريمر، ومضيفه جاريد كوهين، رئيس إدارة الشؤون العالمية في البنك الأميركي العملاق، على "تسبب أزمة مصداقية عالمية بين زعماء العالم في تصعيب الأمور على صناع السياسات والشركات والمستثمرين، عند اتخاذهم قرارات العمل والتخطيط له، في البيئة الحالية".

وقال كوهين: "عندما يخرج العالم بأكمله عن النص، ينتهي بك الأمر إلى نقاط انعطاف شديدة التقلب، وفجأة، يصبح التنبؤ أكثر صعوبة، وينتهي الأمر بالتقلبات، وعدم اليقين بشأن الجغرافيا السياسية، إلى التأثير على الأعمال التجارية أكثر من أي وقت آخر في التاريخ".

وقال بريمر: "هذا ما أعتبره ركوداً جيوسياسياً. إن المؤسسات التي لدينا على مستوى العالم، والتي تهدف إلى خلق مستوى من الحكم، لم تعد تتماشى مع توازن القوى الأساسي في العالم". وأضاف مؤكداً أن هذه المؤسسات أيضًا لم تعد تتماشى مع السياسات العالمية، أو احتياجات القيادة.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وقال كوهين إنه "نتيجة لذلك تحتاج الشركات إلى أن تكون أكثر تفكيرًا بشأن كيفية عملها على جانبي التوتر الجيوسياسي". وأضاف: "سيتعين عليهم أن يصبحوا أكثر تطوراً في التنبؤ، وفي ما يخص النظرة المستقبلية. سيكون من الصعب للغاية القيام بالأشياء على أساس ربع سنوي. وسيتعين على الشركات بناء الآليات الجيوسياسية داخليًا حتى تتمكن من التعامل مع هذا الأمر".

وفي حلقة سابقة، قال كوهين إن الصدمات الجيوسياسية اليوم تمر بأزمة "مصداقية القوى العظمى". وأشار إلى أنه من الواضح بشكل متزايد أنه "لا الولايات المتحدة ولا الصين مستعدة أو قادرة على دعم النظام الدولي بمفردها. وتؤدي أزمة المصداقية هذه إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي وعدم اليقين".

وأكد الخبيران أن "مصداقية القوة العظمى تعتمد على الوضع الاقتصادي، والقوة العسكرية، والدبلوماسية، والتاريخ، والسمعة، والسياق". وأشارا إلى أن "الولايات المتحدة لم تفقد قدراً كبيراً من قوتها في الأعوام الأخيرة، ولكن مصداقيتها تضاءلت، في حين اكتسبت الصين قوة كبيرة، ولكنها لم تكتسب المصداقية اللازمة لمضاهاتها".

وقال بريمر إن "الصين، القوة العظمى الطموح، تواجه أزمة مصداقية مختلفة، مدفوعة بخطر الوقوع في فخ الدخل المتوسط، وسط تباطؤ اقتصادي تاريخي وزيادة تركيز بكين على السيطرة السياسية على النمو الاقتصادي. وفي حين أنها تحافظ على علاقات إيجابية في معظم أنحاء الجنوب العالمي، فقد ارتفعت وجهات النظر السلبية تجاه بكين في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة"، كما جاء في البودكاست.

وعلى صلة بالأمر، تنطلق أعمال منتدى دافوس 2024 في سويسرا، غداً الاثنين، تحت شعار "إعادة بناء الثقة"، وبمشاركة أكثر من 60 رئيس دولة ورئيس حكومة، بالإضافة إلى 2800 شخصية، بينها مئات القادة الاقتصاديين.

وسيدور السؤال المطروح على القادة المشاركين في منتدى دافوس 2024 عما إذا كان العام الجديد 2024 امتداداً للأزمات السابقة، أم أنه سيكون وقتاً للحل والتعافي؟

وأكد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغي بريندي، أن المؤتمر الذي سيُعقد في جبال الألب السويسرية من 15 يناير/ كانون الثاني حتى 19 منه يأتي "في السياق الجيوسياسي والاقتصادي الأكثر تعقيداً منذ عقود".

وقال بريندي هذا الأسبوع إنّ "الحرب في غزة مستمرة، وهناك مخاوف من حصول تصعيد".

المساهمون