"بلومبيرغ": تركيا تجمّد التعاون مع إسرائيل وأردوغان يلغي زيارته لها

"بلومبيرغ": تركيا تجمّد التعاون مع إسرائيل .. وأردوغان يقول إن حماس "جماعة تحرير" .. ويلغي زيارة إسرائيل

25 أكتوبر 2023
يفكر الاحتلال الإسرائيلي بتركيا كشريك ثان إلى جانب مصر في تصدير الغاز (Getty)
+ الخط -

نقلت شبكة "بلومبيرغ" الأميركية عن مسؤولين أتراك قولهم إن أنقرة أوقفت مؤقتاً خططها للتنقيب المشترك عن الطاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأبيض المتوسط وتصدير الغاز إلى أوروبا.

ويأتي هذا التطور بعدما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، الاحتلال الإسرائيلي لارتكابه مجازره في قطاع غزة ومواصلته العدوان على القطاع منذ 19 يوماً.

ووصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، حركة حماس بأنها "ليست تنظيماً إرهابياً، بل يكافحون من أجل الدفاع عن شعبهم وأرضهم، وهم مجموعة من المجاهدين ومنظمة تحرُّرية".

وتُصنف أمريكا والاتحاد الأوروبي حركة حماس "منظمة إرهابية". 

وقال أردوغان: "لقد اجتمع الغرب واعتبروا حماس منظمة إرهابية. إسرائيل، يمكنك أن تتصرفي مثل تنظيم، لأن الغرب يدين لك بالكثير، لكن تركيا لا تدين لك بشيء".

وأعلن الرئيس التركي أيضا إلغاء زيارته التي كان مخططًا لها إلى إسرائيل. وأكد أن بلاده "ليس لديها أي مشكلة مع دولة إسرائيل"، لكنه أضاف قائلا إن أنقرة "لم توافق قط على الفظائع التي ترتكبها إسرائيل"، حسب قوله.

وأشار الرئيس التركي إلى أن ما يقرب من نصف الذين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على غزة هم من الأطفال، وأردف: "نحن نقول: لا تقتلوا الأطفال. إن قتل الناس الأبرياء والنساء والأطفال، لأيام متواصلة، لا يمكن تبريره، حتى لو كان ذلك رداً على بعض الأفعال التي لا نتغاضى عنها".

وأردف قائلا: "يفرض الغرب الرقابة على الأكاديميين والطلاب الجامعيين وغيرهم ويجب عليهم إسكاتهم، لكن أبواب تركيا مفتوحة تماماً "لأي طالب جامعي أو غيره بسبب موقفهم الشريف (من الدفاع عن الفلسطينيين)"، حسب قوله.

وكان وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، قد كشف مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن نيته زيارة دولة الاحتلال الإسرائيلي الشهر القادم لتعزيز علاقات الجانبين في مجال الطاقة، وهو ما أثار استغراب البعض في تركيا.

وأوضح الوزير التركي، في حينه، أن الزيارة كان الهدف منها مناقشة إمكانية شحن الغاز الطبيعي من الأراضي المحتلة إلى أوروبا عبر أنابيب مرورية في تركيا، وكذلك استخدام هذا الغاز لتلبية الاحتياجات المحلية لتركيا.

وتصدر إسرائيل الآن الغاز إلى أوروبا عبر مصر، حيث يتم نقل الغاز في أنابيب إلى محطتي الإسالة المصريتين في "إدكو" و"دمياط"، وبعد ذلك يتم نقله بعد إسالته إلى أوروبا.

لكن إسرائيل، بحسب صحيفة "هآرتس"، باتت مضطرة للبحث عن شريك آخر إلى جانب مصر، لنقل الغاز عبره إلى أوروبا.

ووفقاً للصحيفة ذاتها، فإن جهود إسرائيل الهادفة لزيادة حجم صادراتها من الغاز إلى أوروبا عبر مصر تصطدم بعائقين، يتمثلان في الصعوبات التي تواجه تدشين خط أنبوب آخر لنقل الغاز إلى مصر ومحدودية القدرة التشغيلية لمحطتي "إيدكو" و"دمياط".

ويرى مراقبون أن تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا سيمنح أنقرة القدرة على ممارسة ضغوط على الغرب الذي أوقف استهلاك الغاز الروسي، حيث ستتحكم تركيا في حركة إمدادات الغاز لأوروبا، خاصة أن أنقرة تملك شبكة كثيفة من الأنابيب تحت المائية لنقل الغاز من روسيا وأذربيجان وإيران، عبر البحر الأسود، ومن حدودها الشرقية إلى أوروبا.

ويتسارع في تركيا العمل على إنشاء مركز الغاز الطبيعي لشحن الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا، إذ تمتلك تركيا بنية تحتية مهمة في الغاز الطبيعي عبر خطوط أنابيب السيل الأزرق (عبر البحر الأسود) والسيل التركي وتاناب (نقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر الأناضول)، فضلاً عن موقع استراتيجي "جيواقتصادي" يسمح للاعبين الإقليميين الآخرين، مثل إسرائيل وإيران والعراق، بشحن الغاز الطبيعي إلى أوروبا.

وجاءت تصريحات الوزير التلفزيونية بعد لقاء جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك مطلع الشهر الجاري، وإشارة أردوغان إلى إمكانية التعاون المشترك في مجال التنقيب عن مصادر الطاقة.

وخلال مقابلة مع قناة "أن تي في"، أكد بيرقدار على استمرار تركيا في تعزيز تعاونها الطاقي مع الدول الأوروبية.

ووقعت أنقرة في الآونة الأخيرة اتفاقيات لتزويد دول، مثل رومانيا ومولدوفا، بالغاز الطبيعي، وتدرس حاليًا طلبات من دول أخرى مثل ألمانيا، كاشفاً عن أن خط الأنابيب الذي يربط تركيا بالعراق سيستأنف عمله اعتبارًا من الأربعاء المقبل، مما سيسهم في تسهيل شحن النفط إلى الأسواق العالمية بشكل غير منقطع.

وحول توليد الكهرباء، أشار الوزير إلى الحاجة الماسة لتركيا للطاقة النووية، حيث تسعى الدولة لتحقيق 20 جيغاواطاً منها في المستقبل القريب. وفي هذا الإطار، قد تبحث تركيا عن شركاء بديلين في حال لم تتوصل لاتفاق مع الصين بشأن بناء محطة نووية جديدة.

وكان الرئيس التركي قد قال للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية في طريق العودة من زيارة إلى جمهورية نخجوان الأذربيجانية، مطلع الشهر الجاري: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يزور تركيا في أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني"، مضيفًا أنه سيرد بالمثل على الزيارة بعد ذلك. لكنه أعلن اليوم إلغاء خططه لزيارة تل أبيب.

وكان أردوغان قد التقى نتنياهو شخصيًا لأول مرة الشهر الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تعمل القوى الإقليمية على إصلاح العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة.

وعقب ذلك، قال أردوغان إن إسرائيل وتركيا ستتخذان قريباً خطوات في مجال التنقيب عن الطاقة، مشيراً إلى أن تركيا هي الطريق "الأكثر عقلانية" لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، وقال إن السلطات تلقت تعليمات بإجراء دراسات فنية حول التعاون في عمليات الحفر.