بغداد تكشف عن مفاوضات لاستثمار حقل عكاز الغازي غرب الأنبار

بغداد تكشف عن مفاوضات لاستثمار حقل عكاز الغازي غرب الأنبار

23 فبراير 2021
لا وجود لأي مشكلة أمنية أو تقنية في المنطقة في الوقت الحاضر (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار، اليوم الثلاثاء، عن قرب التعاقد مع واحدة من شركات الطاقة الكبيرة للاستثمار في حقل عكاز الغازي، غرب البلاد، وذلك في مؤشر على فشل مساع سابقة لاستئناف شركة كوكاز الغازية لعقد تطوير الحقل بعد انسحابها عام 2014، إثر اجتياح تنظيم "داعش"، مدنا عراقية شمال البلاد وغربها، ومنها محافظة الأنبار حيث يقع الحقل الأضخم في العراق.

وقال عبدالجبار في حديث صحافي لوسائل إعلام محلية عراقية إنه يجري النقاش حالياً مع واحدة من الشركات النفطية الكبيرة للاستثمار في حقل عكاز الغازي غرب العراق وتنوي الوزارة التعاقد معها لاستثمار الغاز الحر فيها والذي سيكون بحدود 300 مليون قدم مكعب قياسي".

وأوضح الوزير العراقي أن "التراكيب النفطية والغازية بالمنطقة هي تراكيب واعدة في صحراء الأنبار وحاليا لا وجود لأي مشكلة أمنية أو تقنية في المنطقة في الوقت الحاضر".

لكنه لفت إلى أن "حقلي عكاز في الأنبار والمنصورية في محافظة ديالى في كل الأحوال إذا أردنا أن ننتج منهما سيكون إنتاجهما بعد 3 سنوات 500 مليون قدم مكعب قياسي".

في السياق ذاته، قال مسؤول في ديوان محافظة الأنبار لـ"العربي الجديد"، إن المفاوضات مع شركة كوكاز وصلت لطريق مغلق بشأن استئناف عملها بالحقل، ووزارة النفط حاليا تسعى للاتفاق مع شركة أخرى ضمن عطاءات مناسبة تتضمن الإنتاج والاستثمار أيضا في مجال توفير الغاز للاستهلاك الداخلي في العراق".

وأقر بوجود معوقات يأمل المسؤولون حلها من بينها ملف انتشار المليشيات المسلحة في محيط الحقل وضرورة تبديد مخاوف الشركات النفطية حول ذلك".

يُشار إلى أن حقل عكاز الغازي تم اكتشافه عام 1981 شمال غربي محافظة الأنبار، 25 كيلومترا جنوب غربي قضاء القائم على نهر الفرات، بالقرب من الحدود السورية، ويبلغ طول الحقل 50 كيلومترا ويبلغ وعرضه 18 كيلومترا ويضم 6 آبار محفورة ويقدر المخزون الغازي المثبت فيه بنحو 6 تريليونات متر مكعب قياسي.

من جهته، قال النائب عن محافظة الأنبار نعيم الكعود في حديث مع "العربي الجديد" إن حقل عكاز يُعد واحدا من أكبر حقول الغاز في المنطقة، وإن استثماره يعني تعزيز موازنة العراق بإيرادات مالية لا تقل أهمية عن إيرادات النفط، كون هذا الحقل يعتبر مرتكزا وشريانا اقتصاديا مهما للعراق في الأيام المقبلة".

وأضاف أن" حقل عكاز جاهز ومؤهل من كافة النواحي للاستثمار"، مشيراً إلى أن "استثمار حقل عكاز يعني تشغيل أكثر من 2000 من العراقيين من محافظة الأنبار فضلا عن تحريك الوضع الاقتصادي للعراق بشكل عام ومحافظة الأنبار بشكل خاص".

وأشار الكعود إلى أن" الغاز الموجود في حقل عكاز يعد من أجود أنواع الغاز في العالم حتى إنه ينافس الغاز القطري الذي يغزو نصف العالم".

من جانبها، قالت عضو اللجنة المالية في البرلمان العراقي للدورة السابقة نجيبة نجيب في حديث مع "العربي الجديد" إن المناطق الغربية للعراق وخصوصاً منطقة عكاز، تُعد مناطق مليئة بالثروات الطبيعية كالغاز والفوسفات والكبريت".

وبيّن أن الدافع الكبير الذي يشجع الشركات الأجنبية على الاستثمار في محافظة الأنبار عن غيرها من المحافظات الأخرى هو الاستقرار الأمني الذي تعيشه المحافظة بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش".

وأضافت أن" استثمار حقل عكاز النفطي في محافظة الأنبار سيفتح المجال واسعاً أمام الشركات الأخرى لاستثمار الثروات الطبيعية الأخرى، ما يساهم بتحريك عجلة الاقتصاد العراقي وتقليص نسبة العجز الكبيرة في موازنة العراق التي لم تر النور لغاية اللحظة". وكان تحالف مشترك مكون من شركة كوكاز الكورية وكاز الكازاخستانية قد فاز في حزيران 2011 ضمن جولة التراخيص الثالثة بتطوير حقل عكاز الغازي في محافظة الأنبار، إلا أن الشركة لم تكمل مشروعها بسبب اجتياح تنظيم "داعش"، لمساحات واسعة من العراق ومن بينها محافظة الأنبار، واضطرت على أثر الاجتياح إلى الانسحاب من الحقل.

المساهمون