بدء موسم حصاد نبتة الكمون في إدلب السورية

بدء موسم حصاد نبتة الكمون في إدلب السورية

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي

عبد الرحمن خضر

avata
عبد الرحمن خضر
16 مايو 2021
+ الخط -

تحتضن محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سورية زراعة الكثير من النباتات العطرية والطبية، ومن أبرزها نبتة الكمون التي تشتهر المحافظة بإنتاجها، وخاصة تلك المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، التي تتميز بتربتها الخصبة والهطولات المطرية الجيدة.
وحافظ المزارعون على هذه النبتة مرتفعة الثمن لنجاح زراعتها في الأراضي البعلية وقلة استهلاكها للمياه، وذلك بالرغم من حملات القصف والتهجير التي شنّتها قوات النظام وروسيا، بينما فقدت الكثير من المزروعات الأخرى كالقطن والشوندر السكري لارتفاع تكاليف زراعتها، وغلاء المحروقات، وتوقف محركات المياه.
يقول المزارع علاء فتّاح من مدينة بنّش شرقي إدلب لـ"العربي الجديد": "نبدأ عادة في شهر مايو / أيار بحصاد نبتة الكمون، وهذا العام كان الإنتاج جيداً بالرغم من المخاطر لقرب المنطقة من قواعد قوات النظام التي تستهدف العاملين، وصعوبة توفير البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية".

ويضيف "فتّاح" أن "زراعة الكمون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري ازدهرت أخيراً، وذلك لقلة تكاليف الإنتاج، وارتفاع الطلب وإمكانية تصدير الفائض إلى دول أخرى عن طريق تركيا، وهذا الطلب جعل بعض المزارعين يستثمرون المساحات الفارغة بين الأشجار وزراعتها بالكمون".
أما المزارع فريد جبق (60 عاماً) وهو من مدينة بنش أيضاً فيقول لـ"العربي الجديد" إن "زراعة الكمون بين أشجار الزيتون ناجحة لأن هذه الأرض بكر غير مزروعة سابقاً، وهذا العام الأول الذي أزرع فيه الكمون بين أشجار الزيتون لضيق الحال وتردي الأوضاع المعيشية واستغلال المساحات بين الأشجار".

 

ويشير سليمان العمر، وهو صاحب حقل كمون قرب بلدة زردنا شمالي إدلب، إلى أن "الكمون السوري مشهور بجودته العالية، ويفيض كثير من الناتج المحلي، ويصدّر الفائض إلى العديد من الدول الأوروبية والعربية، عن طريق لبنان والعراق، واليوم أصبح طريق التصدير الوحيد عن طريق تركيا".
وبحسب العمر فإن "المساحات المزروعة بالكمون في الشمال السوري ليست بالكثيرة، وذلك لغلاء ثمن البذور"، مشيراً إلى أن "هذه النبتة تعتبر من أهم النباتات العطرية، كونها تستخدم في إنتاج بعض المواد الطبية، وتندرج في قائمة التوابل على موائد الطعام".
وتبلغ مساحة المناطق المخصصة للزراعة نحو 1500 كيلومتر مربع، بحسب إحصائيات غير رسمية، لكن الكثير منها غير مستخدمة بسبب وقوعها قرب جبهات القتال، واستخدام كثير منها في إقامة مخيمات للنازحين.
وقال مدير الزراعة التابعة للنظام في محافظة إدلب محمد نور طكو في تصريحات سابقة إن "تقديرات إنتاج الكمون ستصل إلى 7589 طناً، مقابل 3826 طناً من حبة البركة"، وأشار إلى أن "وضع المحصولين جيد ولا توجد إصابات حشرية أو أمراض في المساحات المزروعة".

المساهمون