اهتمام طالبان بخط غاز "تابي" يتقاطع مع مصالح ومخاوف إقليمية وغربية

اهتمام طالبان بخط غاز "تابي" يتقاطع مع مصالح ومخاوف إقليمية وغربية

15 سبتمبر 2021
خط غاز قديم في أفغانستان (Getty)
+ الخط -

شهدت عملية بناء خط غاز تركمانستان- أفغانستان- باكستان- الهند، المعروف اختصاراً باسم "تابي"، العديد من الصعوبات التي تسببت في تعطيل استكماله. ومن المفترض أن ينقل هذا الخط، الذي يبلغ طوله 1814 كلم، الغاز الطبيعي من حقل غالكينيش التركماني إلى مدينة فازيلكا الهندية مروراً بمدينتي هيرات وقندهار الأفغانيتين ومدينتي كويتا ومُلتان في باكستان.
وحول موقف حركة طالبان من مشروع "تابي"، ذكرت الخبيرة الإيطالية فرنشيسكا مانينتي بمركز الدراسات الدولية في روما في تحليل نشره موقع "ري إينيرجيا" الإيطالي المتخصص في شؤون الطاقة بتاريخ 7 سبتمبر/أيلول تحت عنوان "أفغانستان: طالبان تركز الآن على خط غاز تابي" أن أفغانستان، بعد هيمنة حركة طالبان على الحكم في كابول وتشكيل حكومتها المؤقتة، تشهد غياباً للسيطرة على مجريات الأمور في البلاد.

ولفتت إلى احتمال تجدد العنف الداخلي، ما قد يعرض للمخاطر آفاق استئناف العلاقات الدولية وفي القلب منها العلاقات مع الفاعلين في المنطقة من أجل التمكن من التخطيط لإعادة بناء البلد وإطلاق عملية إنعاش الاقتصاد الداخلي.
وتابعت مانينتي أنه يندرج في هذا السياق أيضاً استئناف مفاوضات بناء خط غاز "تابي"، الذي أعربت طالبان عن اهتمامها به.

وليس من قبيل المصادفة أن مكتب التمثيل الدبلوماسي للحركة برئاسة الملا عبد الغني بارادر كان قد توجه في فبراير/شباط الماضي في زيارة إلى تركمانستان من أجل بحث إمكانية بناء خط الغاز في إطار مشروع واسع النطاق للتنمية الاقتصادية والشراكة السياسية، وذلك في الفترة التي كانت فيه الحركة تمثل رسمياً المعارضة المسلحة لحكومة كابول.

واستدركت بقولها إنه على الرغم من أن المشكلات المرتبطة بإنجاز خط غاز "تابي" تمتد إلى ما هو أبعد من أجواء عدم الاستقرار التي طبعت أفغانستان في العقود الأخيرة، فإن هذا المشروع يعد مثالاً على مدى الاهتمام الذي توليه طالبان لاعتماد نفسها لدى الدبلوماسيات الأجنبية كضامن للأمن والاستقرار في البلاد حتى تتمكن من التطلع إلى إنعاش اقتصادي لا غنى عنه للتنمية المستدامة للمستقبل القريب في أفغانستان.
وختمت الخبيرة الإيطالية بقولها إن الخيارات التي سوف تتخذها حركة طالبان في هذه المرحلة الأولى من التحول، بالنظر أيضاً إلى تشكيلة الحكومة الجديدة وإلى القالب الدستوري للإمارة الإسلامية الجديدة، تلك الخيارات ستكون على جانب كبير من الأهمية من أجل تحديد ليس فقط التوازنات الداخلية، وإنما على وجه الخصوص استدامة حكومة طالبان الجديدة، التي سوف يتعين عليها إثبات قدرتها على "الظفر بالسلام" بعد أن انتصرت في الحرب. 
وفي سياق متصل، ذكر موقع "إل بونغولو روسّو" الإيطالي في تقرير نشرته بتاريخ 5 سبتمبر/أيلول تحت عنوان "مصالح الرأسماليين الإيطاليين والدولة الإيطالية في الحرب الأفغانية" أن عملاق الطاقة الإيطالية "إيني" كانت قد اقتنصت في عام 2008 امتيازاً مهماً لاستخراج النفط في تركمانستان، ما أتاح لها التداخل في خط غاز "تابي" الذي من شأنه المنافسة مع خطوط الغاز الإيرانية.

وتابع الموقع أن المشروع كانت تشرف عليه الشركة الأميركية "أونوكال" حيث خرج للنور في عام 1997 إلا أن عملية البناء لم تبدأ سوى في عام 2018 وواجهت صعوبات جمة، ليس فقط بسبب أن توقعات التعامل مع حركة طالبان قد أطفأت الحماسة للمشروع، وإنما أيضاً لأن تركيا تدعم بقوة خط أنابيب (TCP) الذي من المفترض أن ينقل النفط التركماني إلى اليونان عبر أذربيجان وتركيا.
وأوضح أن "إيني" تبيع بالفعل النفط المستخرج من تركمانستان إلى شركة "سوكار تريدنغ" الأذرية، وبالتالي فمن المحتمل أن تحتفظ بمسافة متساوية بين خطي "TCP" و"تابي".
ورأى أن هذا الأخير من الممكن أن يعطي دفعة قوية للمكون الأكثر ميلاً للاستثمار داخل طالبان، التي من الممكن أن تضمن تأمين مسار الخط في البلاد بالنظر إلى عوائده الاقتصادية. 

المساهمون