انتعاش تجارة الكوفيات في الأردن... فرص للتشغيل وتعويض بعض القطاعات

انتعاش الأعلام والكوفيات في الأردن... فرص للتشغيل وتعويض بعض القطاعات

24 ديسمبر 2023
المسيرات التضامنية مع غزة أنعشت تجارة الكوفيات الأردنية والفلسطينية (الأناضول)
+ الخط -

خلقت صناعة وتجارة الأعلام والكوفيات الفلسطينية والأردنية على حد سواء، فرصاً موسمية للتشغيل وتعويض بعض القطاعات التي تضررت بفعل تجميد الاحتفال بالمناسبات العامة والخاصة في الأردن منذ بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

قال رئيس نقابة تجار الألبسة والأقمشة في الأردن سلطان علان في تصريح خاص لـ"العربي الجديد" إن الطلب على الكوفيات والأعلام الأردنية والفلسطينية ارتفع بشكل كبير في السوق الأردنية بالتزامن مع معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وأضاف علان، أن المشاركين في الفعاليات التضامنية مع فلسطين يحرصون على رفع الأعلام الأردنية والفلسطينية، وارتداء الكوفيات التي ترمز إلى الأردن والمرقطة باللونين الأحمر والأبيض، وإلى فلسطين والمرقطة باللونين الأبيض والأسود.

كما تشاهد الرايات والكوفيات في المناسبات العامة، وحتى الاجتماعية، والمباريات الرياضية، مرفوعة على المركبات، ومداخل المحلات التجارية والمنشآت، ما رفع الطلب عليها بشكل كبير منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة، وتصاعد العمليات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأشار علان إلى أنه يجري توفير احتياجات السوق المحلية من الرايات والكوفيات من خلال الإنتاج المحلي، وبمواصفات جودة عالية، حيث تصنع في مصانع الألبسة والمشاغل المخصصة لذلك وكلفتها مرتفعة، فيما يجري استيراد كميات كبيرة من الصين، وبأسعار أقل، لكن جودتها أقل من المنتج المحلي.

وأضاف أن الظروف الطارئة فرضت ارتفاع الطلب على الأعلام والكوفيات، باعتبارها متطلبات أساسية لاستخدامها في الفعاليات الداعمة لفلسطين، وفي الجهة المقابلة تراجع الطلب بشكل كبير على الألبسة نتاجاً لحالة التضامن مع قطاع غزة، وإلغاء المناسبات الاحتفالية العامة والخاصة.

وقال رئيس نقابة تجار الألبسة والأقمشة في الأردن إن الطلب انخفض على الألبسة بنسبة تقدر بحوالي 50% منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وحتى الآن، وعادة ما يرتفع الطلب في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، استعداداً لاحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، لكن جرى الإعلان مبكراً عن إلغائها هذا العام، تعبيراً عن التضامن مع قطاع غزة الذي يتعرض أبناؤه للإبادة على يد الاحتلال الإسرائيلي، إضافة لتدميره البنى التحتية والممتلكات.

ولا تتوفر أرقام محددة لحجم تجارة الكوفيات والأعلام في الأردن، لكن تقديراتها تشير إلى تسجيلها مستويات مرتفعة، حيث وفرت نشاطاً لكثير من المحلات التجارية والمصانع والمشاغل التي تقوم بإنتاجها، وكذلك للمستوردين من الخارج لا سيما من الصين. كما ارتفع الطلب على الأوسمة التي تحمل العلم الفلسطيني والكوفية، ويجري ارتداؤها فوق الألبسة في مكان بارز على الصدر.

وقال رئيس المرصد العمالي الأردني أحمد عوض لـ"العربي الجديد" إن تجارة الأعلام والكوفيات الأردنية والفلسطينية ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة لرفعها في الفعاليات التضامنية مع قطاع غزة، والتي تحدث بشكل يومي تقريباً، وتأخذ زخماً أيام الجمعة من كل أسبوع، وكذلك رفعها على المنشآت والمركبات.

وأَضاف أن ذلك ساهم في توفير فرص عمل مؤقتة للعديد من العاطلين عن العمل، في فئة الشباب، وخاصة في مراكز المحافظات والمدن الرئيسية التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في أعداد المشاركين بالفعاليات التضامنية.

وأشار إلى أنه تجري إقامة مراكز صغيرة لبيع الكوفيات والأعلام، وبعضها على مقربة من أماكن التظاهر وتنظيم المسيرات، وهي بذلك توفر مصدراً للدخل، ولو بشكل مؤقت، للعديد من الفئات وخاصة العاطلين عن العمل.

ولفت إلى أن ارتفاع الطلب على الكوفيات والأعلام ساهم في تعويض بعض المصانع والمنشآت والتجار عن تراجع الحركة التجارية على بعض القطاعات، وبالتالي ضمان المحافظة على العاملين لديها.