اليمن: الأشجار بديل رخيص لارتفاع الغاز والوقود

اليمن: الأشجار بديل رخيص لارتفاع الغاز والوقود

26 فبراير 2023
تستخدم الأشجار كوقود بديل على نطاق واسع في المخابز والمطاعم (فرانس برس)
+ الخط -

تتعالى أصوات المناشير الكهربائية في جبال جنوب اليمن الغارق في الحرب، إذ أصبح خشب الأشجار مصدراً بديلاً للطاقة، لسكان بلد فقير يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ولم يسلم اليمن من التضخم العالمي وارتفاع أسعار الطاقة، رغم أنه منقطع عن العالم إلى حد كبير، بسبب الحرب المستمرة منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة المدعومة من السعودية، والحوثيين القريبين من إيران.

وهذا الصراع، الذي خلّف مئات آلاف القتلى وملايين النازحين، دمّر كذلك اقتصاداً هشّاً للغاية، ما دفع جزءاً كبيراً من حوالى 30 مليون يمني إلى حافة الجوع والمجاعة.

على مشارف مدينة تعز في جنوب غرب البلاد التي يحاصرها الحوثيون، لكنّها لا تزال تحت سيطرة الحكومة، يجمع حسين عبد القوي وزملاؤه خشباً من أشجار قطعت حديثاً في غابة قبل رميه في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة.

ويقول عبد القوي: "بدأنا بقطع الأشجار وبيعها لأننا ليس لدينا وسيلة أخرى للعيش"، مضيفاً: "هذه كارثة" أخرى لليمن، لكنه يؤكد أن "لا خيار أمامنا سوى بيعها، مثلما لا خيار أمام الناس سوى شرائها".

الحطب لأفران الخبز 

سبّب الانتعاش العالمي بعد كوفيد-19، والحرب في أوكرانيا ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي وعدم استقرارها.

وأمام مخبز عبد السلام دبوان في مركز تسوق في تعز، تتراكم جذوع وأغصان مقطعة، قبل أن تُحرق في الأفران لإعداد الخبز، الغذاء الأساسي، وخاصة للعائلات الأكثر فقراً من اليمن.

وبينما ينهمك موظفوه في خبز أرغفة صغيرة وفطائر ذهبية اللون، يقرّ الخبّاز أمام فرنه بأنّه اضطر إلى استخدام الخشب بسبب الزيادة الكبيرة في أسعار الغاز والوقود.

ويوضح أنه لو لم يقم بذلك، لاضطر إلى زيادة أسعاره، في ضوء زيادة كلفة الوقود، مؤكداً أننا "نستخدم الحطب لمنح الناس ما يحتاجون"، داعياً الحكومة إلى مساعدة التجار في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة.

وبحسب الخبير البيئي أنور الشاذلي، قُطعت أكثر من ستة ملايين شجرة منذ بداية الحرب، وخصوصاً في صنعاء، حيث تستخدم على نطاق واسع في المخابز والمطاعم، بحسب أرقام رسمية.

ويؤكّد الاختصاصي أنّ قطع الأشجار "موجود في جميع البلدان، لكن بطريقة منظّمة".

ويتابع أنه في اليمن، وخاصة في تعز، تُقطَع الأشجار "على مستوى سطح الأرض، ما يؤثر في المياه الجوفية والأنظمة الزراعية والتنوع البيولوجي، ويساهم في تآكل التربة".

ويحذّر الخبير من أنّ السلطات يجب أن تتدخل من خلال منع عمليات القطع "الفوضوية" وتدريب الأشخاص الذين يقطعون الأشجار على القيام بذلك بطريقة "مناسبة" للتقليل من الآثار على البيئة.

ويشدد الخبير البيئي على أنه يتفهم محنة السكان في مواجهة التضخم والعواقب الاقتصادية للحرب، لكن على اليمن أن يتحرك بشكل عاجل لمنع "الكوارث الطبيعية التي ستصيب البلاد".

(فرانس برس)

المساهمون