النفط يزداد سخونة مع التوترات والصقيع

النفط يزداد سخونة مع التوترات والصقيع

16 فبراير 2021
خفض الإمدادات يقلص المخزون لدى الاقتصادات الكبرى (Getty)
+ الخط -

دفعت المخاوف من تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط وموجة صقيع في الولايات المتحدة الأميركية، أسعار النفط إلى الصعود لأعلى مستوى لها في 13 شهرا، أمس الاثنين، ما يزيد آمال المنتجين في تحسن السوق التي تضررت على مدار السنوات الماضية بسبب تهاوي الأسعار في ظل تخمة المعروض، فضلا عن تداعيات جائحة فيروس كورونا أخيراً.

وتجاوز سعر خام برنت 63 دولاراً للبرميل، مسجلا أعلى مستوى منذ 22 يناير/ كانون الثاني 2020، كما لامس خام غرب تكساس الوسيط الأميركي مستوى 61 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ الثامن من يناير/ كانون الثاني الماضي.

وجاء الارتفاع وسط مخاوف من أن الطقس البارد في ولاية تكساس قد يعطل التدفقات من أكبر رقعة نفط صخري في الولايات المتحدة، مما يكشف هشاشة الإمدادات وسط التخفيضات الحادة من قبل منظمة "أوبك" وحلفائها.

ويُقدر التجار أن بضع مئات الآلاف من البراميل يومياً من الإنتاج في تكساس قد تتأثر بإغلاق الآبار، وتعطل النقل البري، وانقطاع التيار الكهربائي بسبب الظروف الجوية القاسية، وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس الاثنين.

وتهدد عاصفة قطبية تجتاح الولايات المتحدة بعرقلة إمدادات النفط الخام، وإطلاق العنان لصعود أسعار كل شيء من البروبان (أحد أنواع غاز البترول) إلى زيت التدفئة، والوقود الذي يستخدم في أجهزة التدفئة المتنقلة.

وفي الأسابيع الماضية، دفعت ظروف الشتاء القاسية في شمال آسيا، وأجزاء من أوروبا بعض أسواق المنتجات النفطية إلى الصعود. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، يوم الأحد الماضي، إنَّ صعود النفط الخام وجد أيضاً دعماً من اللقاحات والتفاؤل الذي يحركه التحفيز، بالإضافة إلى سوق "متوازنة" الآن مع الأسعار التي تعكس الوضع الحالي.

طاقة
التحديثات الحية

وصعد خام غرب تكساس الوسيط نحو 16% منذ بداية فبراير/ شباط الجاري، وحقق خام برنت أربعة أسابيع متتالية من المكاسب بعد أن قادت السعودية تحالف "أوبك+" في تخفيضات تاريخية هذا العام، مما تسبب في عودة المخزونات العالمية التي كانت منتفخة في السابق إلى طبيعتها بسرعة.

وارتفع الطلب الأميركي للنفط مع معالجة المصافي لمعظم الخام تحسباً لزيادة استخدام البنزين بدعم من زيادة اللقاحات هذا الصيف، وكذلك حزمة التحفيز الاقتصادي التي يسعى الرئيس جو بايدن لحشد الدعم لها والتي تبلغ قيمتها 1.9 تريليون دولار، ويمكن أن تبقي الملايين في وظائفهم حتى يتم طرح المزيد من اللقاحات في كامل الولايات المتحدة.

وقالت فاندانا هاري، مؤسسة فاندا إنسايتس، المعنية بأسواق الطاقة في سنغافورة: "نوبة البرد، والتخفيضات السعودية الإضافية، ووعد التحفيز الأميركي الجديد كلها عوامل تساعد على صعود أسعار النفط، لكن العامل الوحيد الأكبر، الذي ربما لا يخطر على بال المشككين، أو قد لا يكونون مصدقين له، هو أن كوفيد على المستوى العالمي في حالة تراجع، لأكثر من أربعة أسابيع الآن".

بالتزامن مع ذلك، زادت مخاطر الإضرابات المحتملة في النرويج من مخاطر الإمداد لأكبر منتج في أوروبا. وفي غضون ذلك، كان الأمن في الشرق الأوسط في بؤرة التركيز بعد أن اتهمت السلطات السعودية جماعة الحوثي اليمنية بشن هجوم على مطار في المنطقة الجنوبية للمملكة.

وقال كازوهيكو سايتو كبير المحللين لدى فوجيتومي للوساطة في السلع الأولية لوكالة رويترز إن "الارتفاع السريع المبكر في أسواق النفط كان بفعل الخبر". لكنه أضاف أن "الصعود جاء مدفوعاً أيضاً بتنامي الآمال بأن تحفيز أميركي وتخفيف إجراءات العزل العام سيعززان الاقتصاد والطلب على الوقود".

المساهمون