المغرب: 18 مليار دولار استثمارات مرتقبة للمغتربين خلال 5 سنوات

المغرب: 18 مليار دولار استثمارات مرتقبة للمغتربين خلال 5 سنوات

23 ديسمبر 2022
نسبة كبيرة من أموال المغتربين تخصص لمساعدة أقاربهم على تلبية الاحتياجات المعيشية (Getty)
+ الخط -

قدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمغرب، الاستثمارات التي يمكن أن ينجزها المغتربون بحوالي 18 مليار دولار في الخمسة أعوام المقبلة في حال إحداث صندوق استثمار لإنجاز مشاريع يساهمون فيها.
وأشار رئيس المجلس أحمد الشامي عند تقديم تقرير حول تمتين الروابط مع المغاربة المقيمين بالخارج، مساء أول من أمس، إلى أن استثمارات المغتربين في المغرب ضعيفة جدا في المشاريع ذات القيمة المضافة العالية، حيث إن تحويلاتها توجه بشكل خاص إلى الاستهلاك والعقارات.
ويتوقع بنك المغرب في تقرير قدمه، الثلاثاء الماضي، أن تصل تحويلات المغتربين المغاربة في العام الحالي إلى مستوى قياسي، حيث يرتقب أن تقفز إلى 10.5 مليارات دولار، مسجلة زيادة بنسبة 12.9 في المائة، مقارنة بالعام الماضي.
ويقدر عدد المغتربين المغاربة عبر العالم، حسب المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بأكثر من ستة ملايين نسمة يتواجدون بشكل خاص بأوروبا وأميركا والخليج العربي، من بينهم ثلاثة ملايين يترددون بشكل مستمر على المغرب.
ويؤكد الشامي أنه يمكن توظيف جزء من تحويلات المغتربين عبر صندوق محمد السادس للاستثمار أو صندوق خاص باستثمارات المغتربين، حيث يمكنهم الانخراط في المشاريع التي تلائم انتظاراتهم.
ويرى المجلس أنه في حال ساهم كل واحد من بين ثلاثة ملايين مغترب بـ100 دولار في الشهر، فإن ذلك سيتيح استثمارات في حدود 18 مليار دولار في خمسة أعوام، وهو ما يوازي ودائع المغتربين في المصارف المغربية.
ويؤكد المجلس على ضرورة جذب مساهمة المغتربين في المشاريع الاستثمارية، في ظل إطلاق خطة استثمارية بقيمة 55 مليار دولار، يراد منها توفير نصف مليون فرصة عمل.

ويتصور مؤسس مؤسسة "ريميساس" التي تتولى تتبع تحويلات المغتربين عبر العالم، إنييغو موري، أن الصورة التي خلفها المغرب الذي اعتمد على العديد من المغتربين في المنتخب الوطني، من شأنها أن توثق الانتماء إلى البلد لدى الذين ولدوا خارج المملكة.
ويرى إنييغو موري في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المغرب يمكنه بعد الإنجاز الذي حققه في كرة القدم والاحتفاء الذي لقيه لاعبوه الذين ينشطون في بطولات أوروبية كثيرة، التعويل على التضامن الذي يبديه المغتربون عبر التحويلات التي ارتفعت منذ أزمة كورونا بوتيرة فاجأت المراقبين.
ويشدد على أنه يفترض في المغرب بعد التشديد على قيمة الكفاءة خلال مونديال قطر، البحث عن كفاءات في مجالات أخرى غير الرياضة، حيث يمكن السعي لجلب المستثمرين المغاربة الذين يمكنهم المساعدة في الدفع بعجلة التنمية وتوفير فرص عمل.
ويؤكد أن تحويلات المغتربين توجه لدعم أسرهم في المغرب أو تنتهي في صورة ودائع في المصارف أو توجه لاقتناء العقارات، ويمكن توجيهها عبر الكفاءات المنتشرة في العديد من البلدان لإنجاز استثمارات في قطاعات مثل الصناعة أو الخدمات.
ويعتبر الاقتصادي المغربي علي بوطيبة، في حديثه لـ"العربي الجديد" أنه يتوجب بعيدا عن الاستثمارات التوجه نحو جلب الكفاءات في مجالات أخرى مثل الطب والهندسة والبحث العلمي، كي تساهم في دعم التنمية بالمغرب، الذي يفترض فيه سد النقص على مستوى الموارد البشرية في قطاع الصحة وغيره.

المساهمون