المغرب: تنزيلات لكسر ركود تجارة الملابس

المغرب: تنزيلات لكسر ركود تجارة الملابس

01 فبراير 2022
38% من المواطنين يفضلون شراء الملابس في فترة التنزيلات (Getty)
+ الخط -

ضاقت محلات تجارية، خلال الأيام الأخيرة، بوسط مدينة الدار البيضاء بمرتاديها، الذين دفعهم البحث عن بغيتهم بأسعار منخفضة إلى التخفيف شيئا ما من تدابير التباعد التي يفرضها فيروس كورونا.

ويتجلى أن المحلات التجارية في المغرب والتي توفر في أغلبها ملابس مستوردة، استعدت جيدا لجذب المشترين المحتملين، حيث تنافست في الإعلان في واجهاتها الزجاجية عن التخفيضات، في محاولة لكسر حالة الركود المتواصلة بسبب تداعيات الجائحة الصحية.

انطلق موسم التنزيلات الشتوية يوم الخميس الماضي، إذ يراهن تجار الملابس الجاهزة عليه من أجل تعظيم إيراداتهم التي تأثرت في العامين الأخيرين.
ويتضح من استطلاع للرأي أنجز أخيرا بدعم من التجمع المهني لصناعة الموضة، أن 38 في المائة من المستجوبين يفضلون شراء الملابس في فترة التنزيلات.
وتفيد دراسة حول إنفاق المغاربة على الملابس، أن حوالي النصف يبذلون ما يناهز 110 دولارات في العام من أجل ذلك، بينما يخصص ربعهم أكثر من 320 دولارا في العام.

وتم الاتفاق منذ عامين على تنظيم التنزيلات بطريقة منسقة بين الفاعلين الأساسيين في القطاع، حيث ترى الفيدرالية المغربية للتجار عبر الشبكات، أن ذلك ساهم في وضع أسس هيكلة تلك التجارة.
وتعتبر الفيدرالية الوطنية للتجار أن تنظيم موسم التنزيلات بين التجار وإطلاقه في موعد متفق حوله سلفا يكون في صالح المستهلكين والتجار في سياق متسم بالأزمة الصحية.

وتضم الفيدرالية الوطنية للتجار، التي نظمت تنزيلات الشتاء، أكثر من خمسمائة علامة عاملة في تجارة التجزئة، غير أن موسم التنزيلات يشمل جميع العلامات والتجار غير المنضمين تحت لواء الفيدرالية.
ويتطلع التجار عبر تنزيلات الشتاء إلى تصريف السلع التي توفرت لديهم، خاصة في ظل الصعوبات التي واجهت التسوق في الأسابيع الماضية بسبب انتشار متحورة أوميكرون.
ويتجلى أن محلات وسط مدينة الدار البيضاء، التي تضم العلامات التجارية الكبيرة، عمدت إلى إعلان تخفيضات تتراوح بين 30 و50 في المائة، وهي نسبة ينتظر أن ترتفع إلى 70 في المائة في الأيام المقبلة.
ويذهب المسؤول عن أحد المحلات بوسط المدينة، طارق العلالي، في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن التجار يعولون على تصريف ما تراكم لديهم من ملابس جاهزة، بفعل الركود الناجم في الأشهر الماضية عن الأزمة الصحية.
غير أن العلالي يركز على الأزمة الصحية، وما نجم من تأثيرات على الاقتصاد وسوق العمل في الأشهر الماضية، الأمر الذي انعكس سلبا على القدرة الشرائية للأسر. ويوضح أن بعض العلامات تبذل مجهودا كبيرا من أجل تخفيض الأسعار في هذه المناسبة، علما أن تكاليفها ارتفعت، خاصة تلك ذات الصلة بسلاسل التوريد.

ويلاحظ العلالي أن التكاليف ارتفعت كذلك بفعل لجوء الحكومة إلى زيادة الرسوم الجمركية لبعض الواردات التي يراد استبدالها بمنتجات مصنعة محليا.

تضم الفيدرالية الوطنية للتجار، التي نظمت تنزيلات الشتاء، أكثر من خمسمائة علامة عاملة في تجارة التجزئة


من جانبه، يشير المسؤول عن أحد المحلات المتخصصة في الألبسة المستوردة، توفيق فتوح، إلى أن هوامش الأرباح تكون جد ضعيفة في موسم التنزيلات، على اعتبار أن تجارا يرونها فرصة لتصريف المخزون الذي تكون لديهم.
ويؤكد فتوح أن السواد الأعظم من التجار يجدون أنفسهم مضطرين للامتثال لنوع من السخاء في خفض الأسعار، خاصة في ظل وجود علامات عالمية تتوفر على قدرة كبيرة على تقليص الأسعار، ما يجعل المشترين المحتملين يقبلون عليها.

ويلاحظ أن التجار سيستفيدون من إقبال بعض المشترين، الذين كانوا يقتنون في السابق الملابس في خارج المملكة، خاصة أوروبا وتركيا والولايات المتحدة الأميركية، غير أن تعليق الرحلات بسبب الفيروس، سيضطرهم للتوجه للسوق المحلية.

ويتصور أن موسم التنزيلات، إذا ما تلاه في الأشهر المقبلة نوع من التعافي الاقتصادي، سيساهم في إنعاش التجارة، وبالتالي الحفاظ على إيرادات الآلاف من الأسر وتوفير فرص عمل.

المساهمون