الفاو" تطالب الأطراف اليمنية بتسهيلات لمكافحة الجراد الصحراوي
طالبت منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (الفاو)، الأحد، الأطراف اليمنية بتسهيلات لتنفيذ خطة الاستجابة لمكافحة آفة الجراد الصحراوي، بعد مهاجمتها مناطق السهل التهامي الممتد بين محافظتي حجة والحديدة، شمالي غرب وغرب اليمن.
وتتقاسم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وجماعة الحوثيين، المناطق الجغرافية في السهل التهامي التي هاجمها الجراد الصحراوي وجراء استمرار المعارك وانتشار الألغام الأرضية، عجزت فرق المكافحة عن إنقاذ المحاصيل الزراعية التي تعرضت لأضرار هائلة خلال الأسابيع الماضية.
وعقد ممثلون من منظمة الفاو، سلسلة لقاءات مع ممثلي الحكومة اليمنية الشرعية الموجودون في العاصمة السعودية الرياض، بهدف بحث سبل الوصول الآمن لتنفيذ خطة الاستجابة الأممية لمكافحة الجراد الصحراوي، بعد أن تحولت اليمن إلى بؤرة رئيسية له.
ووفقا لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد بحث وزيرا الخارجية، محمد الحضرمي، والزراعة عثمان مجلي، في لقاءين منفصلين، مع وفد رفيع من منظمة الفاو، برئاسة مسؤول الطوارئ بمكتب روما، دومينيك بيرجيون، تداعيات انتشار آفة الجراد على الوضع الاقتصادي في اليمن، وتأثيرها على الأمن الغذائي.
وذكر وزير الخارجية اليمني، أن آفة الجراد تهدد الأمن الغذائي لبلاده، خصوصا في ظل اعتمادها غذائيا على الإنتاج الزراعي المحلي، بنسبة 20 بالمائة، فيما يتم استيراد البقية من الخارج.
وفيما أكد التزام حكومته بتقديم "كافة التسهيلات" لإنجاح برامج الفاو، طالب المسؤول اليمني، الوفد الأممي بالتحرك السريع لدعم الحكومة الشرعية، وإعادة تأهيل قدرات مركز مكافحة الجراد الصحراوي وتوفير الإمكانات اللازمة وتدريب الكادر الوطني في ظل القدرات المحدودة لليمن.
وحسب الوكالة، فقط طالب الوفد الأممي، بحشد الجهود من قبل كافة الأطراف، بما يضمن مواجهة آفة الجراد التي تهدد سبل العيش، باعتبار اليمن أحد بؤر تكاثر الجراد الصحراوي القادم من أفريقيا.
وأشارت الوكالة، إلى أن اللقاءات انتهت بالاتفاق بين الجانب الحكومي ومنظمة الفاو، على تنسيق الجهود لمكافحة الجراد، وتسهيل أعمال فرق المكافحة للوصول إلى مناطق الإصابة للقضاء عليه والحد منها.
وفي المقابل، لم يصدر أي تعليق مماثل من قبل جماعة الحوثيين التي ما زالت تسيطر على المناطق الأوسع من السهل التهامي، والممتد من عبس في محافظة حجة، وصولا إلى مديرية الزُهرة الواقعة على البحر الأحمر بالحديدة.
وباتت أسراب الجراد الصحراوي، مصدر تهديد حقيقي للأمن الغذائي في اليمن على امتداد أشهر السنة، فبعد انحسار نسبي في مناطق التكاثر الصيفي، بدأت مجاميع حوريات الجراد بالانتقال والتكون في مناطق التكاثر الشتوية، وخصوصا في السهل التهامي، منذ مطلع أكتوبر الماضي.
وإضافة إلى تدهور القدرات الحكومية في مكافحة الآفة جراء استمرار الصراع المتصاعد منذ 6 سنوات، وفّرت الأمطار الغزيرة التي هطلت في اليمن خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ظروفا مواتية لتكاثر الجراد الصحراوي في عدد من المحافظات الزراعية، وهو ما جعلها تهدد الأمن الغذائي بشكل غير مسبوق.
