العالم يعود إلى الكتان لصناعة الأزياء

العالم يعود إلى الكتان لصناعة الأزياء

09 مايو 2021
توسع في زراعة وصناعة الملابس من الكتان (فرانس برس)
+ الخط -

غزت مادة الكتان أخيراً عروض الأزياء، وأصبحت رمزاً للفخامة الحديثة، إذ تجعلها خصائصها المراعية للاعتبارات البيئية مرغوبةً بشدة، بعدما كانت في الماضي مرتبطة بالملاءات التي تحيكها الجدات ويحتفظن بها في خزائنهنّ.
وأقيم حقل كتّان صغير هذا الأسبوع أمام دار بلدية باريس وأحد المتاجر الكبرى في العاصمة الفرنسية، ويتوقع أن يبقى شهراً ونصف الشهر في المكان الذي تتصاعد فيه زقزقات الطيور المُسجلة وسط ضجيج السيارات.
وقالت المندوبة العامة لاتحاد الكتان الأوروبي، ماري إيمانويل بيلزونغ، إننا "نريد أن نُظهر للباريسيين أنها ألياف تنمو بيننا، وأن الملابس التي نراها خلال أسابيع الموضة تأتي من هذه النبتة الخضراء".
فرنسا المنتِج الأول عالمياً
وتُعتبر أوروبا الغربية من كاين إلى أمستردام أكبر منتج للكتان في العالم، وتنتج فرنسا وحدها 80 في المائة من الكمية. وتتوافق هذه المادة مع المعايير التي يطلبها المستهلكون أكثر فأكثر، إذ لا تتطلب هذه النبتة الري، ويمكن استخراج أليافها ميكانيكياً من دون اللجوء إلى مواد كيميائية.
ولاحظت بيلزونغ أن مادة الكتّان "لمُ تُستخدَم يوماً بالقدر ذاته" كما في أحدث مجموعات الملابس الجاهزة التي ستكون موجودة في المتاجر لدى إعادة فتحها.

وبفضل الابتكار التكنولوجي في السنوات العشر الأخيرة، بات من الصعب أحياناً التعرف على الكتان في الأقمشة الفاخرة، إذ تضاف إلى هذا النسيج مادة اللوريكس أو اللمعان لتضخيمه أو لاعطائه امتداداً لا يتجعد. وشرحت بيلزونغ أن مادة الكتان المغسولة سلفاً تضفي على الملابس "مرونة وحركية لم تكن تتوافر من قبل".
وقالت فاليري شاليسان، مديرة التسويق في متجر "بي أش فيه ماريه" حيث أقيم حقل الكتان، إن الملابس المصنوعة من هذه المادة باتت "تباع أكثر فأكثر". وأضافت "في البداية كان حضورها كبيراً في المنسوجات لكنه ينمو ويُدمَج في كل المنتجات".
ويبدو أن ثمة مستقبلاً مشرقاً لمادة الكتان التي لا تمثل حالياً سوى 0,4 في المائة من ألياف النسيج.
ومجموعة "ديبيستيل" الخاصة التي تحتل الصدارة في إنتاج الكتان في أوروبا "تجني محصول ما يصل إلى 12 ألف هكتار من ألياف الكتان، مقابل خمسة آلاف هكتار قبل عشر سنوات". وقال المسؤول عن إدارة المجموعة العائلية رومان ديبيستيل "هذا تطور كبير جداً، ونرى أن ثمة اهتماماً فعلياً بهذه المادة التي تنمو وتُصنّع في أوروبا".
وافتتح متحف الفنون الزخرفية في تشرين الأول/أكتوبر 2020 معرضاً بعنوان "لوكس" يقام مجدداً في 19 أيار/مايو الجاري، ويتميز بأن جدران صالات العرض فيه مغطاة بقطع من الكتان السميك والذهبي سيعاد تدويرها في أعمال فنية.

وقال مدير المتحف أوليفييه غابيه إن "المواد المصنوعة محلياً بقليل من الماء في سياق أكثر تشدداً من الناحية البيئية هي اليوم بالنسبة للمستهلك عنصر فخامة".
(فرانس برس)

المساهمون