السيسي يفرض 170 جنيهاً رسوماً بطريق شرم الشيخ

السيسي يفرض 170 جنيهاً رسوماً بطريق شرم الشيخ

23 نوفمبر 2020
انهيار في اجزاء من طريق شرم الشيخ الجديد (العربي الجديد)
+ الخط -

تأكيداً لانفراد "العربي الجديد" في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، قررت "الشركة الوطنية للطرق"، إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة المصرية، فرض رسوم قيمتها 100 جنيه (6.5 دولارات) مقابل المرور من طريق (نفق الشهيد أحمد حمدي - شرم الشيخ) الجديد بمحافظة جنوب سيناء، وذلك ذهاباً وإياباً للسيارة الملاكي (الخاصة) بواقع 50 جنيهاً في المرة الواحدة.

ومنح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "الشركة الوطنية للطرق" حق الإدارة والتشغيل للطريق الدولي الجديد (النفق - شرم الشيخ) بالأمر المباشر، الذي أشرفت الهيئة الهندسية للجيش على تنفيذه بطول 340 كيلومتراً، وبتكلفة بلغت نحو 5.5 مليارات جنيه، اقتطعت من مخصصات الهيئة العامة للطرق والكباري التابعة لوزارة النقل في الموازنة العامة للدولة.

وبذلك ترتفع الرسوم المحصلة من المواطنين في حالة الذهاب بسيارة خاصة لشرم الشيخ إلى 170 جنيهاً، مقسمة بواقع: 10 جنيهات كرسوم للمرور من طريق (القاهرة - السويس)، و20 جنيهاً رسوماً لمرور نفق الشهيد أحمد حمدي، و50 جنيهاً رسوماً لطريق شرم الشيخ الجديد، و5 جنيهات رسوماً لدخول المدينة نفسها، بإجمالي 85 جنيهاً في الرحلة الواحدة، تتضاعف إلى 170 جنيهاً عند الذهاب والعودة.

ويمرّ طريق شرم الشيخ الجديد، الذي افتتحه السيسي رسمياً قبل نحو عام، بمدن "رأس سدر" و"أبو زنيمة" و"أبو رديس" و"طور سيناء"، وصولاً إلى شرم الشيخ، ويختصر المسافة بين العاصمة القاهرة ومنتجع شرم الشيخ السياحي من 510 كيلومترات إلى نحو 450 كيلومتراً، بعد إضافة طريق (القاهرة - السويس) بطول 110 كيلومترات.

وقال مصدر مطلع في وزارة النقل في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، إن الرئيس السابق للهيئة الهندسية للجيش، وزير النقل الحالي كامل الوزير، تنازل طوعاً عن حقوق الهيئة العامة للطرق والكباري في الحصول على نسبة من رسوم الطريق الجديد، بموافقته على منح "الشركة الوطنية للطرق" حق تحصيل الرسوم بالكامل لمصلحتها، أي ما يعني توجيه حصيلة الرسوم لموازنة الجيش غير الخاضعة للرقابة.

وأفاد المصدر بأن "موافقة الوزير على تخصيص رسوم الطريق للشركة المملوكة من الجيش، جاء رغم تحمّل الهيئة تكلفة إنشاء الطريق الجديد، المخصصة في الأصل من موازنة الدولة، وهو أمر تكرر في العديد من الطرق الرئيسية الجديدة، التي تدرّ مئات الملايين من الجنيهات سنوياً من حصيلة الرسوم".

وتابع أن "هذا يعني سداد المواطن لتكلفة الطريق مرتين، الأولى من ضرائبه التي تموّل الموازنة العامة، والثانية بسداده رسوم المرور ذهاباً وإياباً".

وفي مارس/ آذار الماضي، أغلقت السلطات المصرية عشرة طرق صحراوية وتحويلات رئيسية تربط بين المحافظات، بسبب تعرضها لشروخ أسفلتية، وانهيارات في طبقات الرصف، جراء موجة الأمطار التي شهدتها البلاد آنذاك، بما يكشف بوضوح عن تغلغل الفساد في مشروعات إنشاء الطرق التي يشرف الجيش على تنفيذها، ويدرّ أموالاً طائلة من وراء حصيلة رسوم المرور عليها.

وشملت قائمة الطرق المغلقة حينها طريق (النفق - شرم الشيخ) الجديد، و(القاهرة – السويس)، إذ تعرض الأول لانهيار في الطبقة الأسفلتية، ولهبوط أرضي نتيجة للأمطار، ما دفع الإدارة العامة للمرور إلى إغلاقه رسمياً لتنفيذ عمليات الإصلاح، بعد تعرّض الطريق لقطع عرضي أمام المارة، والثاني للغرق في الاتجاهين نتيجة تجمّع مياه الأمطار، وانهيار بعض الطبقات الأسفلتية، وهو الطريق الذي زعم السيسي - في تصريح له - أنه بات "عالمياً".

المساهمون