السياحة الشتوية...مهرجان ثلج جديد في منغوليا

السياحة الشتوية...مهرجان ثلج جديد في منغوليا

21 فبراير 2024
منغوليا واحدة من أجمل الدول بسبب طبيعتها الخلابة صيفاً وشتاء (كويتشي كاموشيدا/ Getty)
+ الخط -

رغم أن منغوليا بعيدة نسبياً عن خريطة السياحة العالمية بسبب عوامل البيئة والطبيعة والبعد الجغرافي، فإنّ البلاد تتمتع بإرث حضاري وثقافي واجتماعي لا مثيل له في دول آسيا، وهو ما دفع السلطات المحلية إلى اتخاذ عدة إجراءات في السنوات الماضية، لجذب المزيد من السياح.

وجهة مختلفة

هذا العام، أقامت البلاد أضخم احتفالية ثلجية على الإطلاق بعدما تمكنت من الدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كما سمحت السلطات لمواطني عدد من الدول بدخول أراضيها من دون أي حواجز قانونية، وأتاحت لدول كثيرة زيارتها بلا تأشيرة مسبقة، وهي سياسة سيتم تطبيقها حتى نهاية 2025، ما سمح بدخول آلاف السياح إلى أراضيها.

وتُعد منغوليا واحدة من أجمل الدول بسبب طبيعتها الخلابة صيفاً وشتاء، وهو ما قد يضعها ضمن أولويات المسافرين في العام الحالي، بحسب مجلس السياحة العالمي. فما رأيكم بجولة للتعرف على جمال هذا البلد؟

مهرجان الثلج

صحيح أن منغوليا تشتهر بمساحتها المفتوحة الجميلة والوديان الخضراء الوارفة والثقافة البدوية التقليدية، وتعتبر منذ فترة طويلة وجهة مفضلة للزيارة في أشهر الصيف، ومع ذلك، تم إطلاق حدث جديد لجذب المسافرين الدوليين الباحثين عن تجربة الشتاء المنغولية الأصيلة.

يقام مهرجان مازالاي الدولي للثلج والجليد في منتجع سكاي، وهو منتجع للغولف والتزلج يقع على مشارف أولانباتار، وهذا ما مكن المهرجان من الدخول إلى موسوعة غينيس، إذ ساعدت المنحوتات الثلجية والجليدية، والإضاءة في جميع أنحاء المكان، في جذب السياح، ونجاح البلاد في الحصول على مراكز متقدمة ضمن الموسوعة العالمية.

تشمل عوامل الجذب في المهرجان، وجود عدد من التماثيل، ومن أبرزها تمثال ثلجي وجليدي يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار لدب جوبي المحمي في البلاد (Mazaalai باللغة المنغولية) وأشبالها، بهدف زيادة الوعي بالحيوان المهدد بالانقراض، كما تم نصب 52 تمثالاً آخر من تماثيل مازالاي الجليدية في المهرجان لتمثيل 52 دباً متبقياً في البرية.

احتفالات فنية

هذا العام، تنظم وزارة الثقافة الكثير من الفعاليات الفنية والتراثية بخاصة في الحدائق العامة، والمتنزّهات الطبيعية، والهدف من وراء ذلك، السعي إلى تعريف الناس على الثقافة الوطنية، بالإضافة إلى إظهار جمال الطبيعة.

تعتبر حديقة جورخي تيريلغ الوطنية الواقعة على بعد 55 كيلومتراً شمال شرق أولان باتور من أكثر المناطق التي تستقطب السياح، وتتميز بمناظر جبال الألب الخلابة، وتوفر فرصاً رائعة للمشي لمسافات طويلة وتسلق الصخور والسباحة (في المياه الجليدية الباردة) وركوب الخيل، وبالنسبة لعشاق الرياضات الخطرة، هناك التزلج على الجليد في أعماق الشتاء، ويلبي القسم الجنوبي احتياجات السياح.

كما تقام مسرحيات وحفلات فنية بالقرب من قصر الشتاء لبوجد خان، إذ تم بناء هذا القصر بين عامي 1893 و1903، وهو المكان الذي عاش فيه بوذا الحي الثامن في منغوليا وآخر ملوكها، لمدة 20 عاماً، ولأسباب غير واضحة، نجا القصر من الدمار خلال الحروب، وتحول إلى متحف.

تم تدمير القصر الصيفي الواقع على ضفاف نهر تول جول بالكامل، كما أن هناك ستة معابد، يحتوي كل منها الآن على أعمال فنية بوذية، بما في ذلك المنحوتات والثانغكا.

وجهة لجميع الفصول

مع أن منغوليا وجهة مهمة في جميع الفصول، حتى في فصل الشتاء القاسي جداً، والسلطات تسعى إلى جذب مليون سائح سنوياً.

وتعتبر العاصمة أولانباتار على نطاق واسع واحدة من أبرد مدن العالم، إذ يتراوح متوسط درجات الحرارة في شهر يناير من 15 إلى 30 درجة مئوية تحت الصفر.

ويمكن أن تصبح درجات الحرارة أكثر برودة في المنطقة الشمالية من البلاد، إلا أن الزيارة في هذا الوقت من العام لها مميزاتها، بما في ذلك أسعار الفنادق، والجولات الرخيصة، والمناظر الطبيعية المغطاة بالثلوج.

وتستضيف البلاد مجموعة متنوعة من الفعاليات الشتوية الفريدة، بما في ذلك مهرجان بحيرة خوفسغول الجليدي السنوي، الذي يقام على أكبر بحيرة في منغوليا في أوائل مارس/ آذار.

في فصلي الربيع والصيف، تستقطب البلاد الكثير من النشاطات الرياضية، وأبرزها فعاليات تتعلق بسباق الأحصنة والرماية، بالإضافة إلى مهرجان "القمر" الذي يعد شكلاً من أشكال الاحتفال بالعادات والتقاليد الشعبية.

الإقامة التقليدية

في قلب مقاطعة سيلينغ، وتحديداً على نهر "ييرو" يقع كوخ ييرو، وهو واحد من أهم أماكن الإقامة، في قلب الطبيعة. بدأ بناء الكوخ عام 2017، على شكل التصاميم الاسكندنافية، بعدما زار المهندس المعماري إيريك جولسرود جونسن، البلاد، وأعجب بطبيعتها الخلابة.

ويعتبر هذا النُّزُل وجهة خاصّة لمحبّي الطبيعة، فيتوفّر فيه مجموعة من خيام "يورت" للضّيوف، وقوارب الـ"كاياك"، وميدان للقيادة، ودراجات جبليّة، ومنطقة لممارسة اليوغا، إذ يوفر ببساطة تجربة العيش والانغماس في تقاليد الشعب.

وخلال الإقامة، يمكن للزائر تعزيز علاقاته مع المجتمع المحلي، إذ يقدم النزل فرصة لتعلم طرق عيش الأسر، وتحضير الأطعمة، وقضاء السهرات حول حلقات من النار.

أما محبو اكتشاف الطبيعة، فيمكنهم اكتشاف جمال المكان، من خلال التجديف بالكاياك، مما يضمن رحلة هادئة ومستقرة على الأنهار المنغولية اللطيفة، وقوارب الكاياك هذه مثالية لكل من المبتدئين والمحترفين، وتوفر تجربة غامرة في هدوء الطبيعة.

المساهمون