السياحة الروسية تكتوي بنار الحرب في أوكرانيا

السياحة الروسية تكتوي بنار الحرب في أوكرانيا

04 مارس 2022
المعالم السياحية الروسية شبه خالية من الأجانب حالياً (العربي الجديد)
+ الخط -

يؤكد أهل قطاع السياحة الروسي لمراسل "العربي الجديد" تأثر هذا القطاع المهم بمجريات الحرب على أوكرانيا، علماً أنّ روسيا تُعد من أهم وجهات السياحة العالمية باعتبارها موطناً لعوامل جذب عديدة، بينها الأماكن الطبيعية والمعالم التاريخية والثقافية، فضلاً عن الأنشطة الترفيهية المختلفة.

ولطالما استقطبت روسيا ملايين السائحين من مختلف أنحاء العالم سنوياً، لدرجة أنّ موسكو كانت تحتل في السابق المرتبة الرابعة بعد لندن وباريس ونيويورك بين أفضل 100 مدينة في العالم، وفق تصنيف "ذا بيست سيتي" العالمي، ولكن للغزو الروسي لأوكرانيا تداعياته الواقعية على موقع روسيا، كما أوكرانيا، على خريطة السياحة العالمية.

ويأتي الاجتياح الروسي لأوكرانيا لينسف توقعات التعافي السياحي المعلن عنها منتصف 2020، بعدما ألحقت جائحة كورونا بهذا القطاع الحيوي خسائر فادحة، وهي توقعات كان أعلنتها رئيس الاتحاد الروسي للسياحة أندريه إغناتييف الذي قال، في 9 يوليو/ تموز 2020، إنّ خسائر السياحة خلال النصف الأول من العام المذكور بلغت 1.5 تريليون روبل كانت تعادل 21 مليار دولار بسعر الصرف آنذاك، مشيراً إلى أنّ القطاع سيحتاج إلى سنة ونصف السنة على الأقل ليتعافى ويعود إلى ما كان عليه قبل أزمة الفيروس.

وقد استقبلت البلاد نحو 6 ملايين سائح عام 2020 ، لتحتل المرتبة 31 في العالم، بحسب موقع "وورلد داتا".

وتوقعت الوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة أن تنمو عائدات السياحة في البلاد بحلول عام 2025 حتى 5 تريليونات روبل، أو 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

الصورة
سياحة روسيا العربي الجديد 2

وقد تحدّث بعض أصحاب الشركات والمرشدين السياحين لـ"العربي الجديد" عن سوء الأوضاع الراهنة نظراً لضعف إقبال السياح لدرجة شبه انعدامه، على حد تعبير بعضهم، والسبب طبعاً الاجتياح الذي تتعرض له أوكرانيا وما له من تأثير على معنويات السائحين وخططهم، نظراً للمخاوف الأمنية أو ما يرتبط بشلل قطاع النقل.

في السياق، تقول إليزافيتا فيكتور، وهي صاحبة شركة سياحية في العاصمة الروسية موسكو: "طبعا تأثرت السياحة والوضع لم يعد الآن كما كان قبل الأزمة المستجدة، فالسياح أصبحوا قليلين جداً، والطيران شبه مشلول الآن بعدما أغلقت دول كثيرة مجالاتها الجوية تجاه الطيران الروسي أو الرحلات القادمة من روسيا". ورغم ذلك، فهي تأمل أن يتحسن الوضع خلال الفترة المقبلة "لتعود السياحة كما كانت أو أفضل".

بدورها، تصف المرشدة السياحية آنوشكا، التي فضلت عدم الكشف عن اسم عائلتها، الوضع الحالي بأنّه "سيئ للغاية للأسف. السياح الأجانب نادرون نتيجة المخاوف المرتبطة بالأعمال الحربية ونتائج العقوبات، فكيف سيأتي السياح من الخارج فيما معظم خطوط الطيران غير قادرة على الوصول إلى هنا؟".

وتشير آنوشكا إلى أنّ الشركة التي تعمل لديها أرسلت سائحين روسيين إلى دول أوروبية، والآن لا تستطيع إرجاعهم بسبب إغلاق المجال الجوي مع الدول الأوروبية، مضيفة: "صراحة أنصح بعدم القدوم إلى روسيا بهدف السياحة الآن، لأنّ المطارات يمكن أن تقفل أبوابها في أي وقت، ما يجعلهم عاجزين عن العودة إلى بلادهم".

الصورة
سياحة روسيا العربي الجديد 3

وتضيف لـ"العربي الجديد": "في الوقت الراهن، مُنع تداول اليورو مع الجهات الدولية هنا، ويمكن أن يُمنع الدولار إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وسعر صرف الروبل يتغير يومياً للأسف، والوضع يتجه نحو الأسوأ".

وسبق أن قرر عدد كبير من شركات الطيران الغربية تعليق الرحلات إلى روسيا وفوق أراضيها، ومن بينها "لوفتهانزا" الألمانية الأكبر أوروبياً، وكذلك "إير فرانس" الفرنسية التي أعلنت سابقاً أنها ستوقف حتى إشعار آخر رحلاتها إلى موسكو وسانت بطرسبرغ، نظراً للوضع المتدهور في المنطقة.

الصورة
سياحة روسيا العربي الجديد 1

المساهمون