الروس يصطفون للحصول على النقد خوفاً من نقص السيولة

الروس يصطفون أمام البنوك للحصول على النقد خوفاً من نقص السيولة

28 فبراير 2022
عملاء يصطفون أمام أحد فروع "سيبر بنك" في موسكو (Getty)
+ الخط -

ينتظر الروس في طوابير طويلة أمام ماكينات الصرف الآلي، قلقين من أن تؤدي العقوبات الغربية الجديدة بسبب غزو موسكو لأوكرانيا إلى نقص في السيولة وتعطيل المدفوعات.

ومن المتوقع أن تؤدي التحركات الرامية إلى عزل بعض البنوك الروسية من نظام المدفوعات العالمي "سويفت" وتجميد احتياطيات البنك المركزي الروسي، إلى ضربة اقتصادية شديدة، على الرغم من سعي السلطات والبنوك الروسية إلى تهدئة المخاوف.

وقال بيوتر، وهو أحد سكان سان بطرسبورغ، رافضا ذكر اسمه الأخير لوكالة رويترز، "منذ يوم الخميس، يركض الجميع من ماكينة صرف آلي إلى أخرى للحصول على النقود. بعضهم محظوظ والبعض الآخر ليس كثيرا".

وينتظر المواطنون الروس في طوابير طويلة وسط مخاوف من توقف البطاقات المصرفية عن العمل أو فرض البنوك لقيود على عمليات السحب النقدي.

وسعت البنوك الروسية، أمس، إلى تهدئة المخاوف بشأن إمدادات الأموال وأنظمة الدفع عبر الإنترنت. وقال سبير بنك، أكبر مقرض في روسيا، إنه لا يرى أي انقطاع في معاملات العملاء من خلال أنظمة الدفع الخاصة به وأنظمة شركائه. كما قال بنك التنمية الحكومي "في.إي.بي" إن القيود الخارجية لن تمنعه من دعم المشاريع داخل روسيا.

ونصح البنك المركزي الناس بحمل بطاقاتهم المصرفية معهم، قائلا إن أنظمة الدفع عبر الهاتف المحمول ربما لن تعمل على الإطلاق فيما يتعلق بالمتاجر عبر الإنترنت التي يديرها أحد البنوك الخمسة الخاضعة لأقسى العقوبات.

وقال سيرجي، المقيم في موسكو، إنه سيحتاج إلى طلب بطاقة جديدة وتذكر كيف كان يعيش قبل خمس سنوات عندما توقف عن استخدام النقود. وأضاف "اعتدت أن أعيش في القرن الحادي والعشرين دون أن أحمل بطاقات بلاستيكية. كل شيء مثبت على هاتفي الذكي".

وحذر البعض من أضرار اقتصادية كارثية بمجرد إعلان الغرب تجميد احتياطيات البنك المركزي. وكتب رئيس الوزراء الروسي السابق ميخائيل كاسيانوف على تويتر "الأمر الأخطر هو أن يجمد الغرب احتياطيات البنك المركزي... لن يكون هناك ما يدعم الروبل. سيقومون بتشغيل المطبعة. التضخم المفرط والكارثة على الاقتصاد ليست بعيدة".

ولم يرد البنك المركزي الروسي، على طلبات للتعليق بشأن تجميد الأصول، وفق رويترز. وقال رومان بوريسوفيتش، وهو مستثمر مصرفي سابق في موسكو "ستضع (السلطات الروسية) ضوابط بالتأكيد. لا يمكنهم الدفاع عن الروبل لكنهم على الأرجح سيوقفون التداول، ثم يضبطون الروبل على سعر مصطنع كما كانوا يفعلون. ستكون هناك سوق سوداء".

وهوى الروبل الروسي بحوالى 41.5% أمام الدولار الأميركي، اليوم، حيث قفز سعر صرف الدولار إلى مستوى قياسي بلغ 119 روبل في المعاملات الآسيوية، وفق وكالة رويترز، ليسجل الدولار بذلك مكاسب بنسبة 53.7% أمام العملة الروسية، خلال شهر فبراير/شباط الجاري.

وأعلن المصرف المركزي الروسي، اليوم، رفع نسبة الفائدة الرئيسية 10.5% دفعة واحدة، لتصل إلى 20% لمواجهة العقوبات الاقتصادية والحد من تهاوي سعر الروبل أمام الدولار والعملات الأجنبية.

وقال المصرف الذي أوردت بيانه وكالات الأنباء الروسية: "قرر مجلس إدارة بنك روسيا رفع نسبة الفائدة الرئيسية إلى 20% بمعدل سنوي".

وأضاف: "بنك روسيا سيتخذ إجراءات إضافية حول نسبة الفائدة الرئيسية، استنادا إلى تقييم المخاطر المرتبطة بالظروف الخارجية والداخلية واستجابة الأسواق المالية لهذه المخاطر" في إطار محاولتها دعم العملة الوطنية.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون