الروبل الروسي في ذروته خلال عام وسط ترقب لقمة بوتين وبايدن

الروبل الروسي في ذروته خلال عام وسط ترقب لقمة بوتين وبايدن

12 يونيو 2021
مجموعة عوامل تؤثر بسعر الروبل (Getty)
+ الخط -

حظي الروبل الروسي في الأسبوع المنصرم بأداء جيد، معززاً مواقعه أمام الدولار الذي انخفض سعر صرفه الذي حدده المصرف المركزي الروسي إلى ما دون 72 روبلاً للدولار لأول مرة منذ يوليو/ تموز 2020.

وفي هذا الإطار، يعتبر كبير المحللين في مجموعة "تيلي تريد" للتداول، مارك غويخمان، أن مجموعة من العوامل، وفي مقدمتها ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 72 دولاراً للبرميل أدت إلى تحسن وضع الروبل، متوقعاً أن يكون لأول لقاء للرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي جو بايدن، المقرر عقده في جنيف يوم الأربعاء المقبل، تأثير هام في أمزجة المستثمرين في الأصول الروسية. 

ويقول غويخمان في حديث لـ"العربي الجديد": "من العوامل التي ساهمت في تعافي الروبل بهذه الصورة، ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 72 دولاراً للبرميل على خلفية تراجع الاحتياطات في الولايات المتحدة، وهذا ليس أعلى مستوى منذ بدء جائحة كورونا، بل منذ مايو/ أيار 2019". ويضيف: "العامل الثاني ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 5 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2008. وهناك علاقة بين هذين العاملين، لكونهما نتيجة للسياسات النقدية المحفزة للمصارف المركزية والحكومات بالدول الرائدة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة. زاد ضخ التريليونات، ولا سيما الدولارات، لدعم الاقتصاد على خلفية الجائحة من وتيرة ارتفاع الأسعار الاستهلاكية والأصول عالية المخاطر مثل النفط والروبل".  

ويتوقع ألا يقل الأسبوع الجديد أهمية عن الروبل، مضيفاً: "اليوم الرئيسي هو 16 يونيو/حزيران، حيث سيلتقي بوتين مع بايدن في فيلا "لا جرانج" التي ترجع إلى القرن الـ18 في جنيف. سيراقب المستثمرون من كثب الأجواء واللهجة بالقمة، ودرجة تطابق مواقف الجانبين، وآفاق التعاون وتفاصيل اتفاقات وقرارات محددة، مما يعتمد عليه استيعاب الأسواق للمخاطر أو العوامل الداعمة للروبل من وجهة النظر السياسية، واحتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا، وهي عوامل كانت مهيمنة على سعر صرف الروبل خلال الأشهر الماضية".  

ويلفت إلى أنه في 16 يونيو/ حزيران أيضاً ستُعلَن نتائج اجتماع الاحتياطي الفدرالي الأميركي وتوقعاته الاقتصادية، وما إذا كانت الزيادة غير المسبوقة لوتيرة التضخم ستدفعه إلى الحديث عن آفاق تشديد السياسات الاقتصادية، ما قد يشكل دعماً لسعر صرف الدولار، بما في ذلك أمام الروبل. 

ويشير غويخمان إلى عامل آخر محتمل لإضعاف الروبل، وهو حلول موعد صرف العوائد للمستثمرين الأجانب في الأسهم الروسية في منتصف الشهر الجاري، وغالباً ما يُحوَّل الجزء الأكبر منها إلى العملة الأجنبية.  

ومن اللافت أن تعزيز الروبل الروسي مواقعه أمام الدولار، تزامن مع إعلان المصرف المركزي الروسي أمس الجمعة، رفع سعر الفائدة الأساسية بنسبة 0.5 نقطة مئوية إلى 5.5 في المائة، لتعود بذلك إلى مستوى شهري إبريل/ نيسان ومايو/ أيار 2020 اللذين شهدا ذروة إجراءات الإغلاق الكلي وسط تمدد جائحة كورونا حول العالم. 

وأرجع المركزي الروسي قراره إلى تعافي الاقتصادين الروسي والعالمي بوتيرة أعلى من التوقعات السابقة، وسط زيادة مساهمة العوامل المتعلقة بزيادة الطلب في معدل التضخم الذي ارتفع في مايو/ أيار الماضي في روسيا إلى 6 في المائة على أساس سنوي.   

المساهمون