الدولار في لبنان يتجاوز 21 ألف ليرة وسط اشتباكات مسلحة في الشوارع

الدولار في لبنان يتجاوز 21 ألف ليرة وسط اشتباكات مسلحة في الشوارع

14 أكتوبر 2021
مسلح يطلق النار في أحد شوارع بيروت (Getty)
+ الخط -

يسجل سعر صرف الدولار في لبنان ارتفاعاً مستمراً، اليوم الخميس، متجاوزاً عتبة 21 ألف ليرة، وذلك على وقع الاشتباكات المسلحة التي تشهدها بيروت منذ الصباح، بالتزامن مع تحرك مناصري "حركة أمل" و"حزب الله" لإقالة المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، بعد اتهام عدد من المسؤولين المحسوبين على الثنائي.

وغطّت قضية إطاحة البيطار والحراك السياسي الذي يقوده "حزب الله" و"حركة أمل" بشكل أساسي ضده، على الملفات الاقتصادية، حيث رحّلت جلسات مجلس الوزراء التي كان يفترض بها أن تبحث قضايا طارئة ذات أولوية معيشية، وتندرج في إطار مهمة الإنقاذ التي أتت حكومة نجيب ميقاتي تحت شعارها.

وعلى وقع التلويح والتحذير من الفتنة وتفجير البلد، إذا لم يستبدل القاضي البيطار بمحقق آخر، تواصل الأسعار في لبنان ارتفاعها على كل المستويات وفي مختلف القطاعات بطريقة عشوائية وفوضوية.

يأتي ذلك في ظلّ غياب تام للحكومة التي يقول خبراء اقتصاديون إنها فضحت نفسها تماماً، وأثبتت أنها حكومة سياسية بامتياز وغير قادرة على إجراء أي خطوة إصلاحية، ولا سيما على صعيد مكافحة الهدر والفساد أو تنفيذ أي بند من بيانها الوزاري الذي بدأت بخرقه باكراً من خلال محاولة تدخلها بعمل القضاء.

من جهة ثانية، أُرجئ الاجتماع الذي كان مقرّراً، اليوم الخميس، بين وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام ووفد الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر، وذلك إلى موعدٍ يحدد لاحقاً، فيما مرّت خطوة وزارة الاقتصاد، أمس الأربعاء، بزيادة كبيرة لسعر ربطة الخبز مرور الكرام، بعدما وصلت إلى 7 آلاف ليرة لبنانية.

وحدّدت وزارة الاقتصاد سعر ربطة الخبز الأبيض من الحجم الكبير بـ7 آلاف ليرة، عازية الأسباب إلى ارتفاع سعر القمح في البورصة العالمية وارتفاع سعر صرف الدولار محلياً وارتفاع أسعار المحروقات في السوق نتيجة وقف الدعم كما وارتفاع كلفة نقل الطحين من المطاحن إلى الأفران.

وفي جولة سريعة على بعض محال السوبرماركت في شمال بيروت، يتبيّن عدم التزام شبه كلي بالتسعيرة الجديدة، حيث تباع ربطة الخبز بـ 8 و9 و10 آلاف ليرة لبنانية.

وبفعل ارتفاع أسعار المحروقات، وخصوصاً الغاز، شهدت أسعار المناقيش زيادة ملحوظة في الأفران، وباتت منقوشة الزعتر التي تشتهر في لبنان بأنها "ترويقة الفقير" للأغنياء فقط، بعدما تجاوز سعرها العشرة آلاف ليرة، بينما تخطت منقوشة الجبنة العشرين ألفاً في عددٍ كبيرٍ من الأفران.

كذلك تشهد أسعار السلع والمواد الغذائية ارتفاعاً عشوائياً، والفروقات واضحة بين متجرٍ وآخر، بحيث يستغل بعض أصحاب المحال غياب الرقابة الجدية، ويعمدون إلى رفع الأسعار أكثر من اللازم بذريعة ارتفاع سعر صرف الدولار وأسعار المحروقات.

على صعيدٍ آخر، أقفلت جميع المصارف في لبنان أبوابها اليوم الخميس، تنفيذاً لقرار جمعية المصارف برئاسة سليم صفير الذي اتخذه، تنديداً "بالاعتداءات المتكررة والممنهجة التي يتعرّض لها بنك بيروت وموظفوه وإدارته، ولا سيما رئيس مجلس الإدارة سليم صفير من قبل من يدّعون أنهم يمثلون المودعين"، تبعاً لبيان الجمعية.

وردّت "جمعية صرخة المودعين في لبنان" في بيان الأربعاء، اعتبرت فيه أن الدعوة إلى الإقفال الخميس، بمثابة لجوء إلى أساليب ملتوية لا عذر لها، بل تذكر اللبنانيين بما اقترفته المصارف بعد 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وكيف أقفلت أبوابها، وبحجة تهريب الأموال الذي حدث والتمهيد لبدء لعبة الدولار وانهيار العملة الوطنية، داعيةً جمعية المصارف "إذا كان لديها حلول إلى اجتماع ومعالجة كل المسببات، وليس النتائج".

المساهمون