التغير المناخي والسياحة... وداعاً لوجهات ومرحباً بأُخرى

التغير المناخي والسياحة... وداعاً لوجهات ومرحباً بأُخرى

02 سبتمبر 2023
الخبر السيئ الذي ينتظر ملايين السياح، اختفاء مرتقب لجزر المالديف خلال عقود (Getty)
+ الخط -

تغيرت خطط سياحية كثيرة هذا الصيف، نتيجة العوامل المناخية، من ارتفاع درجات الحرارة، إلى الحرائق والفيضانات والأعاصير التي ضربت أكثر من منطقة حول العالم.

ولعل تصدّر مشاهد هروب السياح من الأماكن السياحية، شكّل محور اهتمام الكثير من الصحف الغربية ووكالات الأنباء، وهو ما دفع خبراء البيئة والسياحية إلى الإشارة إلى أن مفهوم السياحة قد تبدل، ولم تعد الرحلات السياحية التي اعتادها الزوار هي نفسها كالسابق.

وبحسب تقرير لموقع Climate المناخي، فإن الأخبار السيئة التي تنتظر الملايين من السياح، هي إمكانية عدم الوصول إلى أكثر المناطق السياحية شهرة، على غرار البحر الميت، أو البندقية، إذ إن التغير المناخي يؤثر في هذه الوجهات السياحية.

أضف إلى ذلك، فإن التغير المناخي قد يغير أيضاً أوقات السفر، بمعنى بدلاً من تخصيص فصل الصيف للرحلات، قد يكون فصل الخريف الوجهة الأمثل. فإن لم تتمكنوا حتى الآن من حجز رحلتكم المقبلة، إليكم هذه الأماكن والتوقيت المناسب.

الصورة
1604064618
(Getty)

من إيطاليا إلى فنلندا

تخيّلوا أن إيطاليا قد لا تكون وجهة سياحية مفضلة خلال فصل الصيف، ليس بسبب التغيرات المناخية التي قد تؤدي إلى غرق عدد من مدنها، بما في ذلك البندقية، ولكن بسبب الحرائق وارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي تعديل الوجهة إلى مناطق أكثر برودة.

وبحسب تقرير صادر عن نيويورك تايمز الأميركية، قد تصبح فنلندا الوجهة السياحية المقبلة بدلاً من إيطاليا، حيث لا تزال درجات الحرارة في فصل الصيف مقبولة نسبياً مقارنة بالدرجة الـ40 التي وصلت إليها روما وغيرها من المدن الإيطالية.

ووفق خبراء السياحة، ستصبح فنلندا وجهة مقبلة لعشاق الطبيعة والأماكن الترفيهية في أوروبا، أضف إلى ذلك، بحسب التقرير نفسه، فإن فنلندا، أو الدول الإسكندنافية عموماً، ستكون وجهة سياحية مستقبلية، وستجذب السياح من شهر يونيو/ حزيران حتى نوفمبر/ تشرين الثاني.

الصورة
1404549333
(Getty)

باتاغونيا تختفي

باتاغونيا جزء من أميركا الجنوبية وواحدة من الوجهات السياحية الرائدة لمغامري الهواء الطلق، وهي تعتبر موطناً لمجموعة متنوعة من الحيوانات الرائعة، وهي المكان الذي يجب على معظم محبي الحياة البرية إدراجه في "قائمة الجرافات" الخاصة بهم.

لكن السبب الرئيسي وراء شهرة باتاغونيا في جميع أنحاء العالم، مناظرها الطبيعية وغاباتها الشاسعة والمحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية والأنهار الجليدية والحياة البرية المحلية.

وهي تُسمّى المنطقة التي تجمع بين العديد من المقاطعات، ولكل منها عوامل جذب مختلفة. ولكن هذا موقع يهدد فيه المناخ المتغير بتغيير المنطقة إلى الأبد. ومن المرجح أن تأتي أكبر التغييرات عندما تبدأ الحقول الجليدية الشاسعة في باتاغونيا في الذوبان.

وكما هو الحال مع العديد من حقول الجليد الأخرى التي تذوب، فإن معدل اختفاء الجليد يتسارع.

الصورة
1156426019
(Getty)

جزر المالديف إلى زوال

الخبر السيئ الذي ينتظر ملايين السياح، اختفاء مرتقب لجزر المالديف خلال عقود. وهي التي لطالما كانت الوجهة التي يحلم بها من يقضون شهر العسل من الأثرياء.

فهي عبارة عن سلسلة من 1200 جزيرة ذات رمال بيضاء، منتشرة بشكل غير محكم في المحيط الهندي مثل تناثر العملات الذهبية، كذلك فإن بحارها السماوية الدافئة ونخيل جوز الهند وشعابها المرجانية المتلألئة، منشط الطبيعة الفردوسية للترف الذي صنعه الإنسان في منتجعات البلاد من فئة الخمس نجوم فما فوق والتي لا تكاد ترفع إصبعك.

لكن البلاد لديها مشكلة في مستوى المياه، إذ إن العديد من جزرها قد تختفي بسبب ارتفاع مستويات المياه على سطح اليابسة، ومن المرجح أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين أو أكثر، إلى غرق هذه الدولة المرجانية، إلى جانب بقية الأرخبيلات المنخفضة، مثل جزر فيجي وجزر مارشال.

الصورة
549037819
(Getty)

البحر الميت

يتقلص مستوى البحر الميت بمعدل حوالى 3 أقدام سنوياً، وهي حقيقة أدرجتها العديد من المنظمات الدولية، إذ توقعت أن يكون البحر الميت من ضمن الأماكن الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية.

لقد فقد المسطح المائي بالفعل ثلث مساحة سطحه منذ بدء التطوير في المنطقة في وقت سابق من هذا القرن، وتظهر الفجوات في المناطق التي انحسرت فيها المياه.

هناك عدد قليل من القوى التي تواصل دفع هذا التغيير. وقد أدى بناء السدود وخزانات التخزين وخطوط الأنابيب، على مرّ السنين، إلى خفض مستويات المياه المتدفقة إلى خمسة في المائة فقط من حجمها الأصلي.

وبالنظر إلى أن معادن البحر الميت رُوِّج لها على أنها علاجية، فقد ثبت أن استخراجها من قبل شركات مستحضرات التجميل ضارّ، وهو أيضاً ما يؤثر بإمكانية أن يبقى البحر الميت من ضمن الأماكن الأكثر جذباً للسياح.

أضف ذلك إلى حقيقة أن المناخ الحار بشكل متزايد في الشرق الأوسط يجعل من الصعب على البحر تجديد نفسه، وهنا تكمن المشكلة: يقدّر الخبراء أنه إذا استمر البحر في الاختفاء بمعدله الحالي، فقد يجف البحر الميت تماماً بحلول عام 2050.

الصورة
92062213
(فرانس برس)

المساهمون