ارتفاع الذهب بعد طوفان الأقصى.. هل ما زال المعدن الأصفر ملاذاً آمنا؟

بعد ارتفاع الذهب بعد طوفان الأقصى.. هل ما زال المعدن الأصفر ملاذاً آمناً للمستثمرين؟

04 نوفمبر 2023
الذهب ملاذ آمن في الأزمات لكنه لا يدرّ عائداً (Getty)
+ الخط -

ارتفع سعر الذهب بشكل سريع منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، انطلاقاً من قطاع غزة، يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضد إسرائيل، حيث وصل سعره إلى حوالى 2000 دولار.

وأدى الإقبال على الملاذات الآمنة لصعود الذهب من 1809.50 دولارات في السادس من أكتوبر/تشرين الأول إلى أعلى من 2000 دولار قبل أن ينخفض مجدداً في نهاية تعاملات الأسبوع أمس الجمعة إلى نحو 1989.83 دولاراً للأوقية (الأونصة)، كما وصلت العقود الأميركية الآجلة للذهب إلى 1997.40 دولاراً.

وتفيد تحليلات بأن تتخطى العملة النفيسة أرقاماً قياسية بصفتها الملاذ الآمن في الأزمات، وهو ما يثير تساؤلات عن مدى صوابية الإقبال على الذهب بوصفه "ملاذاً آمناً" في أوقات الأزمات، أو أنه مجرد رحلة هروب غير محسوبة العواقب.

كميات هائلة للبنوك المركزية

في السياق، قالت محللة السوق في مجلس الذهب العالمي لويزه ستريت، لشبكة "ايه ار دي" الإخبارية الجمعة، إن "الطلب على الذهب يرتفع مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والتوقعات بمزيد من المشتريات القوية من البنوك المركزية". 

ووفق أرقام المجلس العالمي بلغ الطلب في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام حوالى 800 ألف طن من الذهب، وبزيادة 14% عما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، وهكذا استفاد الذهب في الفترة الأخيرة من ركود الدولار. 

من جانبه، أفاد الخبير روبرت ريثفيلد من "فيلنرايترإنفست" بأن هناك عاملاً آخر مهماً، وهو أن "تداول الذهب يتم بالدولار، ومن ثم فإن سعره يرتبط أيضاً بسعر صرف الدولار، وارتفاع العملة الأميركية يزيد تكلفة شراء الذهب ويضغط على الطلب".

وأضاف للقناة ذاتها، أن سوق السندات والفائدة المرتفعة تؤثر أيضاً بأسعار الذهب الذي لا يدرّ عائداً، وارتفاع العائد عليها يعني تراجع الإقبال على الذهب.

هل الذهب ملاذ آمن؟ 

وعمّا إذا كان الذهب يُعَدّ ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات، اعتبر الخبير ريثفيلد، أن هذا التصور ليس صحيحاً دائماً، والأمر المرجح أن سعر الذهب يمكن أن ينخفض في فترات الركود، وهذا ما كان عليه الحال عام 2007، وحتى وفي حالة التباطؤ كما خلال جائحة كورونا في مارس 2020، وحيث فشل الذهب كملاذ آمن. 

وبخصوص الآفاق المستقبلية للذهب، أشار ريثفيلد إلى أن المنظور البياني يؤشر إلى أن لدى الذهب مجالاً للتحسن، ولا يزال الاتجاه الصعودي في وجهته السليمة.

وأشار إلى أن الذهب، كان منذ منتصف عام 2020 يتحرك في نطاق ضيق، والآن أصبحت فرص الثبات عند سعر 2000 دولار واضحة، وقد يصل سعر أونصة الذهب لنحو 2300 دولار، ولكن من الصعوبة أن تتخطى هذا السعر في الوقت الحالي. 

وبلغ أعلى سعر للذهب خلال أزمة كورونا عام 2020 حوالى 2075 دولاراً.

من جانبه، اعتبر مدير الأبحاث في شركة "بولين فولت" لتبادل الذهب والفضة أدريان آش، في تعليق له مع "داس إنفستمنت"، أن سعر الذهب يميل إلى الارتفاع في حال حدوث نزاعات جيوسياسية مفاجئة.

وأشار إلى أن هناك استنتاجات بأن أسعار الذهب لا ترتفع بشكل مفرط عندما يستمر العنف، حيث سرعان ما يعود إلى اتجاهات السعر الأساسي، مشدداً على أن مستقبل الذهب كملاذ آمن يعتمد على العديد من العوامل، ويجب على المستثمرين الاستمرار في مراقبة التطورات من كثب. 

المساهمون