أوروبا تدرس تشديد الحظر على النفط الروسي
يدرس الاتحاد الأوروبي تشديد العقوبات على المتهربين من تنفيذ سقف أسعار النفط الروسي الذي حددته مجموعة السبع بـ60 دولاراً للبرميل، ولكن لا يتم حالياً تداول أي من الخامات الروسية تحت هذا السقف، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير أمس الثلاثاء.
وتنص آلية الحد الأقصى للسعر التي حددتها مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي على أن شحنات النفط الخام الروسية إلى دول ثالثة يمكن أن تستخدم التأمين والتمويل الغربي، إذا تم بيع الشحنات بسعر أقل من سقف 60 دولارًا للبرميل.
ودخل هذا الإجراء حيز التنفيذ في نهاية عام 2022 عندما فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على واردات النفط الخام الروسي. لكن المسؤولين الغربيين، وحسب التقرير، يشعرون بقلق متزايد من أن روسيا تبيع كل إنتاجها من الخام تقريباً فوق الحد الأقصى للسعر.
وقال مسؤول كبير في حكومة الاتحاد الأوروبي لصحيفة فايننشال تايمز: "لم يتم تنفيذ أي شيء تقريباً" من شحنات النفط الخام الروسية في أكتوبر/تشرين الأول بأقل من الحد الأقصى.
ووفق البيانات التي قدمها المسؤول: "أحدث البيانات تشير إلى أنه سيتعين علينا أن نتشدد، ليس هناك على الإطلاق أي رغبة في السماح لروسيا بمواصلة القيام بذلك". وفي الأسابيع الماضية، ناقش مسؤولو الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات أكثر صرامة على قطاع الطاقة الروسي، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز.
وفي الشهر الماضي، اتخذت الولايات المتحدة موقفاً أكثر صرامة بشأن العقوبات المفروضة على روسيا وفرضت عقوبات على سفينتين لانتهاكهما سقف الأسعار.
وبحسب مصادر، تعمل الولايات المتحدة أيضًا على تضييق الخناق على التهرب من تحديد سقف الأسعار.
وفي ذات الصدد، أفادت "رويترز" هذا الأسبوع نقلاً عن مصدر اطلع على الإشعارات التي أرسلتها وزارة الخزانة الأميركية أن الوزارة طلبت معلومات من شركات إدارة السفن لنحو 100 ناقلة يشتبه في انتهاكها للعقوبات الغربية على النفط الروسي.
وقال تجار للوكالة إنه نتيجة لتشديد العقوبات، ارتفعت أسعار الشحن لنقل الخام الروسي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أظهرت بيانات الحكومة الروسية أن متوسط سعر خام الأورال الروسي الرئيسي، بلغ 81.52 دولارًا للبرميل في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وهذا أعلى من متوسط سعر خام الأورال لنفس الشهر من العام الماضي، 70.62 دولارًا للبرميل.
لكن خلال الشهر الجاري، تراجع سعر برميل خام الأورال الذي يتم شحنه من الموانئ الروسية إلى مستويات قريبة من الحد الأقصى لسعر مجموعة السبع بعد أن أدى ارتفاع أسعار الشحن وانخفاض أسعار خام برنت إلى انخفاضه حسب تقديرات رويترز.
إلى ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها عن سوق النفط أمس، إن الاستهلاك العالمي للنفط واصل قوته في سبتمبر/أيلول، مع طلب صيني قياسي بلغ 17.1 مليون برميل يوميًا.
ونظرًا للطلب الشهري الصيني المرتفع على الإطلاق والذي يغذيه قطاع البتروكيميائيات والاستهلاك المرن في الولايات المتحدة، عدلت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2023 بالرفع إلى 2.4 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من نمو 2.3 مليون برميل يوميًا المتوقع في تقرير أكتوبر/تشرين الأول.
ومن المتوقع أن تستحوذ الصين هذا العام على 1.8 مليون برميل يومياً من النمو البالغ 2.4 مليون برميل يومياً، وهو ما سيرفع إجمالي الطلب العالمي إلى 102 مليون برميل يومياً.
كما عدلت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب على النفط للعام المقبل إلى 930 ألف برميل يومياً، ارتفاعاً من 900 ألف برميل يوميا المتوقعة في تقرير الشهر الماضي.
وأشارت الوكالة إلى أنه على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون النمو أقل بنحو الثلثين من الزيادة هذا العام، فمن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط إلى مستوى سنوي قياسي عند 102.9 مليون برميل يومياً في عام 2024، في حين أن التحرك الأخير في أسعار النفط يعكس المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي والطلب على النفط.
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس: "على الرغم من أن هذا المزاج الهبوطي في أسعار النفط قد يكون له ما يبرره، إلا أن الطلب العالمي على النفط لا يزال يتجاوز التوقعات".
