أميركا تطمئن الأسواق وترفع صادرات النفط لنحو 4 ملايين برميل يومياً

أميركا تطمئن الأسواق القلقة وترفع صادرات النفط لنحو 4 ملايين برميل يومياً

09 نوفمبر 2023
ناقلات نفط على شواطئ كاليفورنيا (getty)
+ الخط -

رفعت الولايات المتحدة صادرات الخامات البترولية إلى نحو 4 ملايين برميل يومياً لضمان عدم حدوث هلع في أسواق النفط العالمية، على خلفية الحرب الإسرائيلية في غزة.

وقالت تقارير متخصصة مساء الأربعاء، إن أميركا تواصل زيادة صادرات النفط الخام الأميركية، لإعادة تشكيل السوق العالمية، حيث تضخ أميركا كميات قياسية من النفط وتشحن كميات كبيرة منه إلى الخارج، بينما تخفض منظمة "أوبك +" الإمدادات من أجل ارتفاع أسعار الخامات البترولية في سوق الطاقة العالمي.

وحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية، اتجهت نحو 48 ناقلة إلى الولايات المتحدة، لتحميل النفط الخام الأميركي في الأشهر الثلاثة المقبلة إلى موانئ العالم. وهو أكبر عدد من الناقلات النفطية منذ ست سنوات على الأقل، وفقا لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها الوكالة.

وقالت شركة وساطة السفن "إي أيه غبسون" في لندن، إن بعض هذه الناقلات في طريقها إلى ساحل الخليج الأميركي حتى مع عدم حجز أي شحنة بعد.

يسلط الأسطول الكبير من الناقلات العملاقة المتجهة إلى الولايات المتحدة الضوء على الدور المتزايد الذي يلعبه الخام الأميركي في سوق النفط 

ويسلط الأسطول الكبير من الناقلات العملاقة المتجهة إلى الولايات المتحدة الضوء على الدور المتزايد الذي يلعبه الخام الأميركي في سوق النفط العالمية، وسعي أميركا إلى ضمان إمدادات النفط العالمية وسط مخاوف التجار من توسع الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة.

وتركز أميركا في صادرات النفط على السوق الأوروبية التي دخلت موسم الشتاء الذي ترتفع فيه الحاجة للتدفئة، وبالتالي يزيد الطلب على الوقود.

وفي أقل من عقد من الزمن ومنذ رفع حظر التصدير في أواخر عام 2015، أصبح النفط الأميركي مهماً جداً للسوق العالمية لدرجة أنه تمت إضافة خام غرب تكساس الوسيط في يونيو/حزيران من هذا العام إلى سلة خام برنت من درجات النفط الخام التي تُستخدم كمعيار للتسعير. 

ويعود السبب وراء تزايد أهمية خام غرب تكساس الوسيط في تقييم صفقات خام برنت، إلى حجم الخام الأميركي الذي يتم شحنه إلى الخارج، والذي بلغ متوسطه حوالي 4 ملايين برميل يومياً منذ بداية العام.

وسجلت صادرات النفط الخام الأميركية مستويات قياسية في النصف الأول من عام 2023، بمتوسط 3.99 ملايين برميل يومياً. وهذا يزيد بنسبة 20% تقريبًا مقارنة بالنصف الأول من عام 2022، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة في واشنطن.

سجلت صادرات النفط الخام الأميركية مستويات قياسية في النصف الأول من عام 2023، بمتوسط 3.99 ملايين برميل يومياً

وتعود زيادة الصادرات النفطية الأميركية إلى أن واشنطن تحرص على تلبية احتياجات أوروبا من الطاقة، بعد العقوبات التي فرضتها القوى الغربية على النفط والغاز الروسيين.

وحسب نشرة "أويل برايس" المتخصصة في الطاقة، تذهب الحصة الأكبر من النفط الخام الأميركي الذي يتم تصديره إلى أوروبا، وبمعدل 1.75 مليون برميل يومياً، معظمها يصدر إلى هولندا والمملكة المتحدة.

وكانت آسيا ثاني أكبر وجهة، حيث استقبلت 1.68 مليون برميل يومياً، مع توجه الجزء الأكبر إلى الصين وكوريا الجنوبية.

وعلى الرغم من الصادرات القياسية للخامات البترولية، ظلت الولايات المتحدة مستورداً صافياً للنفط الخام في النصف الأول من العام، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، حتى مع زيادة الإنتاج المحلي، وذلك ببساطة، لأن الولايات المتحدة تستهلك يومياً نحو 20 مليون برميل يومياً.

وحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة، استوردت أميركا 8.836 ملايين برميل يومياً في يونيو/حزيران. وجاء نصف الكميات تقريبًا من كندا.

وتهدف المصافي في الولايات المتحدة إلى معالجة النفط الخام الثقيل والحامض، في حين أن معظم النفط المنتج في الولايات المتحدة هو من نوعية الخام الخفيف الحلو.

في هذا الصدد، قال محلل أسواق النفط في شركة "إنيرجي أسبكتس"، ريتشارد برايس لوكالة بلومبيرغ: "إن  المصافي الأميركية تحتاج إلى الخامات الثقيلة مقارنة بالمصافي الجديدة في آسيا التي تستهلك الخام الخفيف الحلو الذي تنتجه شركات النفط الصخري".

وأضاف برايس، أن الصادرات الأميركية من ساحل الخليج الأميركي من المتوقع أن ترتفع إلى 4.1 ملايين برميل يومياً في ديسمبر/كانون الأول، بزيادة 100 ألف برميل يومياً مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وعلى الرغم من أن عدد منصات الحفر النشطة تراجع لدى شركات النفط الصخري الأميركية، فإن شركات النفط الصخري الأميركية تواصل زيادة الإنتاج، وقد تجاوزت بعض التوقعات في وقت سابق من هذا العام.

شركات النفط الصخري الأميركية تواصل زيادة الإنتاج، وقد تجاوزت بعض التوقعات في وقت سابق من هذا العام

وتستخدم شركات التنقيب والإنتاج الأميركية في الوقت الراهن تقنيات حفر لخطوط جانبية أطول ونشر منصات الحفر في المناطق الواعدة.

ومن حيث الحجم والقيمة، أصبحت صادرات النفط الأميركية أكبر صادرات من جميع  فئات الصادرات الأخرى في تجارة أميركا مع العالم، ومن المرجح أن تظل كذلك طوال عام 2023.
 

المساهمون