أشهر مستثمر أميركي يخشى "الهواة" في وول ستريت

أشهر مستثمر أميركي يخشى "الهواة" في وول ستريت

02 مايو 2021
الملياردير الأميركي وارن بافيت (فرانس برس)
+ الخط -

قرر الملياردير وارن بافيت، أشهر مستثمر في بورصة نيويورك، إبطاء وتيرة إنفاق الأموال على عدة جبهات خلال العام الجاري 2021، إذ تبنى موقفاً أكثر حذرا بشأن إعادة شراء الأسهم، رغم تفاؤله بالاقتصاد الأميركي، الذي يعمل حاليا بأقصى سرعة، بدعم من التحفيز المالي الضخم الذي أقره الرئيس جو بايدن.

وشكا بافيت من أن توافد ما يسمى بشركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص والمستثمرين قليلي الخبرة، على أمل تحقيق مكاسب سريعة جعل السوق تبدو مثل ناد للقمار، مما أوجد صعوبة لدى شركة "بيركشاير هاثاواي" التابعة له، لاستغلال السيولة الضخمة لديها والبالغة 145.4 مليار دولار.

وأبطأت الشركة العملاقة، التي يشغل بها الملياردير منصب الرئيس التنفيذي، وتيرة إعادة شراء الأسهم، وفقا لبيان إفصاح صادر، أمس السبت، فيما كانت مبيعات الأسهم الصافية للشركة في الربع الأول من العام الجاري، هي ثاني أعلى نسبة مبيعات في نحو 5 سنوات.

وساعد ذلك على تراكم السيولة النقدية المتوافرة لدى"بيركشاير" إلى الارتفاع بنسبة 5.2% على أساس فصلي إلى ما يقرب من 145.4 مليار دولار في نهاية مارس/ آذار الماضي، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية.

ورغم تلميحه إلى خشيته ممن أضحوا يطلق عليهم "حشود المستثمرين الهواة" في وول ستريت، إلا أن بافيت (90 عاما) حافظ على تفاؤله حيال مستقبل الشركة التي يديرها منذ 1965، حتى بعد رحيله.

وقال خلال اجتماع سنوي للشركة في لوس أنجليس، أمس، "رأينا أمورا غريبة تحدث في العالم في الأشهر الخمسة عشر الأخيرة.. عزز هذا رغبتنا في تصور كل ما يمكن عمله لضمان أن تظل بيركشاير بعد 50 أو 100 عام من الآن، نفس الكيان الذي هي عليه حاليا".

وكانت وول ستريت قد شهدت مع بداية العام الجاري هجوما استثماريا من المتعاملين الأفراد، الذين أطلق عليهم المحللون في سوق المال "حشود الهواة"، لكن تعاملاتهم المحمومة كبدت أكبر صناديق التحوط خسائر ضخمة، إذ تسببت مشترياتهم في أسهم ضعيفة في ارتفاع قيمتها بمئات وآلاف النسب المئوية، بينما كانت الصناديق تراهن على هبوطها في أوقات سابقة.
 

لكن بافيت قال إن شركته تلقت دعما من أداء الاقتصادي الأميركي الذي فاق التوقعات في بداية جائحة فيروس كورونا، رغم أن حماسة المستثمرين تجعل من الصعب استغلال السيولة.

وتابع أن الاقتصاد "نهض على نحو فعال واستثنائي" بفضل التحفيز النقدي من مجلس الاحتياطي الاتحادي والتحفيز المالي من الكونغرس الأميركي البالغ قيمته 1.9 تريليون دولار.

وكافح بافيت في السنوات الأخيرة للاستفادة من استمرار التدفقات النقدية لـ "بيركشاير". ودفع تراكم السيولة النقدية، بافيت إلى إعادة شراء كميات كبيرة من أسهم "بيركشاير"، مما أدى إلى استخدام الأموال التي قد تجنبها في السابق لصالح عمليات الاستحواذ الكبيرة أو شراء الأسهم.

وسجل بافيت رقما قياسيا في الربع الثالث من 2020، إذ أعاد شراء أسهما بقيمة 9 مليارات دولار، لكنه أبطأ الوتيرة خلال الربع الأول من 2021 بإعادة شراء أسهم بقيمة 6.6 مليارات دولار.

ومع ذلك، حققت "بيركشاير" التي تبلغ قيمة محفظتها 282 مليار دولار، نتائج أعمال قوية في الربع الأول من العام الجاري، محققة أرباحاً قدرها 11.7 مليار دولار، مقارنة بخسارة بلغت 49.7 مليار دولار في نفس الفترة من 2020، عندما بدأت جائحة فيروس كورونا تتفشى في الولايات المتحدة وتتراجع الأسهم.

المساهمون