أزمة مرور في بريطانيا بسبب احتجاجات على غلاء الوقود

أزمة مرور في بريطانيا بسبب احتجاجات على غلاء الوقود

04 يوليو 2022
غلاء الوقود يثير احتجاجات شعبية واسعة النطاق في المملكة المتحدة (فرانس برس)
+ الخط -

حذرت الشرطة البريطانية من فوضى واضطرابات كبيرة حيث تغلق المظاهرات احتجاجاً على أسعار البنزين عدداً من الطرق السريعة.

وتم حث البريطانيين على العمل من المنزل بسبب مواجهة الطرق في أجزاء مختلفة من البلاد اختناقات مرورية قد تمتد لمدة 12 ساعة مع مطالب النشطاء بخفض رسوم الوقود.

وقال رئيس شرطة جوينت توم هاردينغ إنه سيحض السائقين على إعادة النظر في رحلاتهم والتفكير في العمل من المنزل وتجنب مناطق الاحتجاجات حيثما أمكن ذلك.

كذلك نصح مطار بريستول المسافرين بإتاحة وقت إضافي لرحلاتهم. وقال في تغريدة على تويتر: "يرجى ملاحظة أن هناك احتجاجًا مخططًا بشأن الوقود لمنع عبور جسر نهر سيفرن يوم الإثنين 4 يوليو من الساعة 8:30 صباحًا. ومن المرجح أن يؤثر الاحتجاج على الطرقات M5 و M4 والمعبرين إلى ويلز. يرجى تخصيص وقت إضافي في حالة السفر من وإلى المطار".

وصل المتظاهرون إلى أجزاء من الطريق السريع M4، حيث شوهدت مجموعة من حوالي 20 مركبة في محطة لخدمات الطرق السريعة بالقرب من كالديكوت جنوب ويلز، ومحطة على الطرق السريعة، M5 و A38 في ديفون.

في السياق، توقع مؤسس شركة FairFuelUK هوارد كوكس أن تغلق التظاهرات بشكل رئيسي 3 طرق سريعة مما يؤدي إلى تباطؤ مسارين ليبقى مسار واحد فقط مفتوحاً. وأوضح أنّه على الرغم من أنّ منظمته ليست مشاركة في الاحتجاجات لكنّه يدعمها بالكامل طالما أنها تجري بشكل قانوني.

ومنع المنظّمون أيضًا عبور جسر أمير ويلز بين إنكلترا وويلز، بينما يتزايد الاضطراب على الطريق السريع A12 في إسكس، و A48 في غلوسيسترشاير، وM62 في ويست يوركشاير، وفي ستوك أون ترينت على الطريق السريع A50، وM6 وM54 في ميدلاندز.

ووفق ما أوردت الصحف البريطانية، من المفهوم أن الاحتجاجات يتم تنظيمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار وقف أسعار الوقود ضد الضرائب.

في هذا الشأن، قال وزير المالية ريشي سوناك، إنه سينظر بعناية في الدعوات لخفض رسوم الوقود بشكل أكبر بعد أن فشل التخفيض بمقدار 5 بنسات لكل لتر الذي تم تنفيذه في مارس/آذار في وقف ارتفاع الأسعار.

وتظهر الأرقام الصادرة عن شركة البيانات" إكسبيريان" أن متوسط سعر لتر البنزين في الملاعب الأمامية في المملكة المتحدة وصل إلى مستوى جديد بلغ 191.4 بنساً يوم الخميس، بينما ارتفع سعر الديزل إلى 199.1 بنساً.

الحكومة قالت إنّها تتفهم معاناة الناس من ارتفاع الأسعار وحقهم في الاحتجاج، بيد أنه لا ينبغي تعطيل الحياة اليومية، كما أنّ تأخير حركة المرور لن يؤدي إلا إلى زيادة في استخدام الوقود.

وأشارت إلى أنّ قانون النظام العام الجديد، يعتبر قيام كل من يلصق نفسه بطريق سريع عمل خطير وجريمة يعاقب عليها، لأنّه يرغم الشرطة على قضاء ساعات في محاولة إبعاده بأمان.

في المقابل، أعلن كوكس عن تأييده المطلق للاحتجاجات، لافتاً إلى أنّ دولا أخرى خفضت رسوم الوقود بأكثر من المملكة المتحدة وتساءل "لماذا بحق الجحيم لا نفعل ذلك هنا؟" ودعا إلى خفض لا يقل عن 20 بنسًا، محذّراً من استمرار الاحتجاجات إذا لم يحدث ذلك.

وتطرّقت تعليقات الناس على هذه الاحتجاجات إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحرب الروسية على اوكرانيا، فقال ستيفن بول، مواطن بريطاني، لـ"العربي الجديد"، إنّ سعر خام برنت 70 قرش / لتر وهذا يشمل حوالي 15 بنسًا لتخفيض قيمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى ضريبة القيمة المضافة بمقدار 3 بنسات أخرى مما يجعل "مكافأة" خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي 18 بنساً للتر.

ربما ينبغي على جميع المتظاهرين مطالبة الحكومة بإلغاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الفور لتوفير أكثر بكثير مما سيفعله أي إعفاء ضريبي محتمل.

وقال بيتر روغل لـ"العربي الجديد": "أستهجن وأتساءل: لماذا يشكو أولئك الذين فازوا في التصويت على جعل أنفسهم أكثر فقراً بعد أن حصلوا على ما صوتوا عليه؟".

أمّا بول مان فقال إنّ "أزمة الوقود هي ظاهرة عالمية سببتها حرب بوتين على أوكرانيا. وتساءل: لماذا لا يحتج هؤلاء الأشخاص أمام السفارة الروسية؟ أعتقد أنهم يريدون فقط ضرب ضحايا آخرين لإنشاء نظام تحديد الضحية. إنهم يفعلون بالضبط ما يريدهم بوتين أن يفعلوه".

من جهته، دافع براين عن البيئة وإيجابيات ارتفاع أسعار البنزين، وقال إنّ البلاد دعمت في السابق ردع استخدام الوقود من خلال زيادة الرسوم الجمركية ورفع أسعار تذاكر الطيران.

بدوره، قال مايكل واتس: "أنا أتعاطف مع التظاهرة، لكنني لا أرى أنها ستحل المشكلة. سيكون الانسداد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع خارج داونينغ ستريت أكثر فعالية وصديقًا للبيئة، حيث يقوم بإغلاق وتأخير المركبات".

المساهمون