أزمة حليب الأطفال مستمرة في مناطق سيطرة النظام السوري

أزمة حليب الأطفال مستمرة في مناطق سيطرة النظام السوري

15 مايو 2023
بلغ سعر علبة الحليب 100 ألف ليرة سورية (فرانس برس)
+ الخط -

تستمر منذ شهور أزمة حليب الأطفال في مناطق سيطرة النظام السوري عموماً، مع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني للمتوفر منها في السوق، حيث بلغ سعر العلبة 100 ألف ليرة سورية، ما دفع ببعض الأهالي لإيجاد بدائل تحافظ على أرواح أطفالهم، وهي بدائل لا تخلو أيضاً من المخاطر على صحة الطفل الرضيع. (الدولار=9025 ليرة).

يقول مواطنون من مناطق سيطرة النظام السوري، لـ"العربي الجديد"، إن حليب الأطفال نادر اليوم، والمتوفر منه حالياً أسعاره خيالية.

ويوضح المواطن مسعود من محافظة السويداء أن سعر علبة الحليب 450 غراماً من نوع "نان" المحلي الصنع وصل اليوم إلى 95 ألفاً إن وجد في بعض الصيدليات أو لدى بعض التجار، مضيفاً أن كل الأنواع المحلية والمستوردة نادرة الآن في السوق.

وأكد مسعود أن سبب غلاء الأسعار حالياً هو استيراد المادة من الخارج وفقدان المنتج الوطني، مؤكداً أنه "لا يتوفر في سوق السويداء حالياً أي نوع محلي من حليب الأطفال"، مشدداً أنه "على مدار أسبوع كامل لم يجد في السوق أي نوع محلي، وكل ما وجده هو نوع أجنبي من ماركة غير مشهورة، وسعرها بين 95 و100 ألف"، مبرزاً أنه "قبل فقدان الحليب المحلي كان سعر العبوة منه 42 ألفاً من الصيدلي".

وأضاف المواطن ذاته أن "المتوفر حالياً غير مستورد بل هو مهرب وذلك يضع أيضا السكان تحت خطر شراء الحليب مغشوشاً أو منتهي الصلاحية وغير خاضع لشروط التخزين.

ومن جانبه، قال حمزة المعروفي من شبكة الراصد لـ"العربي الجديد" إن كل أنواع حليب الأطفال ومنتجات غذاء الأطفال شبه مفقودة بالكامل منذ عامين في السويداء وطرطوس وغيرها من المناطق، و"كان السوق في السابق يضم أكثر من عشرين نوعاً مثل (نان وبي بي لك، وكيكوز، ونيلولاك)، إضافة إلى طعام الأطفال المتمم مثل (سامي، سيريلاك)".

وفي الشأن ذاته، ذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري أن سعر العبوة من نوع "نان" وصل في محافظة طرطوس إلى مائة ألف ليرة سورية مع فقدان كافة الأنواع الأخرى، مشيرة إلى أن "المشكلة من عدة أشهر ولم تحل".

ونقلت الصحيفة عن رئيس فرع نقابة الصيادلة بطرطوس شادي عيسى أن "مسألة انقطاع حليب الأطفال غير واضحة، والكميات التي توزع على الصيدليات ضئيلة جداً ولا تتعدى العلبة أو العلبتين لكل صيدلية في الأسبوع، وأحياناً علبة واحدة طيلة الشهر، وبالتالي يقوم الصيدلي بإعطائها لقريب له".

ونقلت الصحيفة عن عضو المكتب التنفيذي في محافظة طرطوس هاني خضور أن سبب غلاء المتوفر من الحليب هو الحصول عليه تهريباً أو استيراداً.

بدائل وحلول مقلقة

أبو هيثم، والد طفل رضيع عمره 7 أشهر، وجد عبوة حليب واشتراها منذ أسبوع، لجأ إلى خلط كمية منها بحليب البقر كي يتعود عليه رضيعه تدريجياً، هذه العملية بحسب قوله لم تؤد حتى الآن إلى مرض لدى طفله، إلا أنها سببت له ألماً في البطن بسبب تشكل الغازات من لاكتوز حليب البقر.

وذكر أبو هيثم أن الطبيب المشرف على طفله نصحه بوقف إعطاء طفله حليب البقر، أو عدم الإكثار منه حالياً للرضيع قبل تجاوزه سن العام، فقد يسبب له حليب البقر التهابات وأمراضاً أخرى مثل الحمى والإسهالات التي يسببها بروتين وسكر حليب البقر.

وأوضح أبو هيثم أن زوجته غير قادرة على إرضاع الطفل حالياً بسبب عارض صحي، وهم مجبرون على تأمين الحليب له بأي شكل حفاظاً على حياته ريثما تصبح أمه قادرة على إرضاعه، أو ريثما يصبح ابنه قادراً على تناول الطعام.

أم سهيل أيضاً بدأت بإطعام طفلها الأرز المسلوق المخلوط بحليب الطفل من أجل توفير الحليب الذي تتمكن من الحصول عليه، وأحياناً تخلط معه بعض الجزر والفواكه، لكن الطبيب أيضاً حذرها من إعطاء الطفل كمية كبيرة قبل تجاوزه العام.

تضيف أم سهيل لـ"العربي الجديد" أن تغذية الطفل أيضاً بهذه الأشياء في هذه السن خطيرة، وقد تسبب له أمراضاً بحسب الطبيب، خاصة إذا كان الطفل يعاني حساسية لبعض الأطعمة، مؤكدة أن الغذاء المناسب للطفل في هذه السن هو حليب الأم، لكن طفلها لا يقبل الرضاعة، وهي مجبرة على تدبر أمورها.

و"عادة ما تنتج الشركات أنواعاً مختلفة من حليب الأطفال مناسبة للعمر وللحالة الصحية، ومنها ما يراعي وزن الطفل وحاجته الغذائية وحساسيته لبعض المكونات، ولكن هذه الأصناف ليست متوفرة في السوق حالياً"، بحسب ما نقله حمزة المعروفي لـ"العربي الجديد" عن صيادلة في محافظة السويداء.

ومنذ العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي تفاقمت أزمة حليب الأطفال في عموم مناطق سيطرة النظام، وتفاقمت أكثر مع وقوع الزلزال المدمر في فبراير/ شباط رغم وصول مساعدات للنظام من ضمنها حليب الأطفال، ووجود 11 شركة لديها تراخيص لاستيراد حليب الأطفال، ورغم فتح النظام علاقات تجارية واقتصادية مع العراق والأردن.

المساهمون