أزمة الطاقة: قطع كهرباء يلوح في أفق شتاء أوروبا
بدأت أوروبا تشعر بمدى السوء الذي يمكن أن تصل إليه أزمة الطاقة هذا الشتاء، حيث تزايدت التحذيرات من احتمالات قطع الكهرباء في بعض الدول والغرق في الظلام خلال الشتاء القارس.
وتزداد أزمة الطاقة في أوروبا سوءًا وفقا لوكالة "بلومبيرغ"، حيث يجبر ارتفاع أسعار الغاز والطاقة بعض الصناعات على كبح الإنتاج.
وحذر جيريمي وير، الرئيس التنفيذي لمجموعة ترافيجورا لتجارة السلع، مؤخرا، من أن أوروبا قد تواجه انقطاع التيار الكهربائي في حالة الشتاء البارد.
كما أعلنت شركة الكهرباء الفرنسية أخيرًا وقف المفاعلات التي تمثل 10% من القدرة النووية للبلاد. ومن المقرر أيضًا أن تغلق ألمانيا ما يقرب من نصف طاقتها النووية قبل نهاية العام، ما يضع مزيدًا من الضغط على الشبكات الأوروبية.
ارتفاع أسعار الغاز
وترتبط أزمة الكهرباء المرتقبة بارتفاع أسعار الغاز القياسية في أوروبا ، كما أدت زيادة الطلب العالمي على الفحم إلى ارتفاع أسعاره.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أمس الجمعة، إنه يتوقع أسعار غاز مرتفعة نسبيا في العام المقبل، فيما أفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس أيضا، بأن الاتحاد الأوروبي هو المسؤول عن ارتفاع أسعار الغاز، حيث يعيد بعض أعضائه بيع الغاز الروسي الرخيص بأسعار أعلى بكثير داخل التكتل.
وتعتمد أوروبا على روسيا لتوفير نحو 35 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي.
من جانبه، اتهم رئيس شركة نقل الغاز الحكومية الأوكرانية سيرجي ماكوجونان روسيا بالمسؤولية عن أزمة الغاز، حيث قال أمس إن غازبروم الروسية خفضت كمية الغاز التي تضخ يوميا عبر الأراضي الأوكرانية إلى 87.7 مليون متر مكعب من 109 ملايين متر مكعب.
وأكد ماكوجونان أن "تقليص إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، في وقت وصلت فيه الأسعار إلى 2000 دولار، يشير إلى أن هذه القرارات ليست اقتصادية بل سياسية بحتة تهدف إلى زيادة الضغط على الاتحاد الأوروبي لإطلاق نورد ستريم 2 بشروط الاتحاد الروسي".
وأضاف ماكوجونان أن أوروبا سجلت رقما قياسيا في سحب الغاز من المخزون بسبب نقص الإمدادات.
وقال كوشال راميش، كبير المحللين لدى "رايستاد إنيرجي" للاستشارات في النرويج : "تشير الزيادة في الأسعار الآجلة إلى عام آخر من التقلبات واستمرار بيئة الأسعار المرتفعة".
قطع الكهرباء في كوسوفو
وبدأت كوسوفو، أول من أمس الخميس، في قطع إمدادات الكهرباء عن معظم سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة.
وقالت شركة توزيع الكهرباء (KEDS)، في بيان، إن كوسوفو ستطبق انقطاع التيار الكهربائي مدة ساعتين لمعظم المستهلكين اعتبارًا من الخميس، مؤكدة أن نظام الطاقة في كوسوفو "محمّل فوق طاقته"، ودعت إلى "توفير أقصى قدر من الطاقة".
وأبلغ وزير الاقتصاد أرتاني ريزفانولي الصحافيين في العاصمة بريشتينا، الأسبوع الماضي، أن عطلا بوحدة في محطة توليد الكهرباء الرئيسية التي تعمل بالفحم في كوسوفو أدى إلى تفاقم النقص المعتاد في الكهرباء في فصل الشتاء، الأمر الذي يتطلب واردات مكلفة للغاية، في الوقت الذي يغطي فيه إنتاج الطاقة المحلي حاليا أقل من ثلث الاستهلاك.
وتأتي هذه التحديات بعد أن اضطرت صربيا إلى قطع الكهرباء عن بعض المستهلكين قبل أسبوعين.
