أثرياء صينيون يهاجرون إلى اليابان بحثاً عن الأمان وفرصة استثمار

أثرياء صينيون يهاجرون إلى اليابان بحثاً عن الأمان وفرصة استثمار

28 ديسمبر 2022
طوكيو تغري رجال الأعمال في الصين بالهجرة (Getty)
+ الخط -

أجبرت قيود كوفيد-19 والمضايقات وفرص الاستثمار وضعف الين الياباني مقابل الدولار عدداً متزايداً من الأثرياء الصينيين على الهجرة إلى اليابان للعيش بدلاً من ذهابهم لبلاد الشمس المشرقة للزيارة والسياحة فقط، وذلك وفقًا لسماسرة عقارات في طوكيو تحدثوا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

ويقول سمسار العقارات في جزيرة هوكايدو الشمالية اليابانية، هيديوكي إيشي، إنه تلقى مؤخرًا طلبات من مواطنين صينيين يرغبون في شراء عقارات يمكنهم استخدامها كموطئ قدم للانتقال إلى اليابان.

سمسار العقارات في جزيرة هوكايدو الشمالية اليابانية، يقول إنه تلقى مؤخرًا طلبات من أثرياء صينيين يرغبون في شراء عقارات

في ذات الصدد، قالت ثرية صينية، وهي مديرة تنفيذية سابقة في شركة مملوكة للدولة الصينية وأصبحت ثرية من خلال الاستثمار العقاري الدولي، إن قيود Covid-19 في الصين والمخاوف العامة بشأن الحريات المحدودة، من بين أسباب أخرى دفعتها للهجرة إلى اليابان.

وقالت أماندا وو البالغة من العمر 62 عامًا: "كانت عمليات الإغلاق قاسية". الآن بعد أن تم رفع القيود إلى حد كبير، ستنتهز الفرصة للعودة إلى بكين لكنها لا تزال تخطط للبقاء في اليابان. وأضافت أن اهتمام صديقاتها بالانتقال إلى اليابان كان أكبر من أي وقت مضى.

وحسب "وول ستريت جورنال"، فإنه منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تعيش وو في منزل من أربع غرف نوم في مدينة أوتارو، وهي مدينة ساحلية مغطاة بالثلوج في اليابان، بينما تراقب مجموعة من عشرات العقارات في المنطقة اشترتها بما يعادل حوالي 300 ألف دولار.

ويشير تقرير "وول ستريت جورنال" إلى أن السيدة الصينية اعتادت في السابق زيارة اليابان كسائحة، ولكنها هذه المرة دخلت البلاد بتأشيرة إدارة أعمال.

وفي الأشهر العشرة الأولى من هذا العام الجاري دخل نحو 2133 صينيًا جديدًا إلى اليابان بتأشيرات إدارة الأعمال، وهو عدد يزيد عن السنوات السابقة.

اليابان تقدم عوامل جذب عديدة للمستثمرين الأجانب، تشمل انخفاض معدل الجريمة، وممتلكات بأسعار منخفضة، وسعر ين متراجع مقابل الدولار

وهذا الرقم يتجاوز الرقم القياسي السنوي البالغ 1417 زائرا صينيا المسجل في عام 2019 بأكمله، وذلك قبل أن يوقف الوباء معظم السفر بين البلدين.

وتستمر تأشيرة إدارة الأعمال التي تمنحها  السلطات اليابانية لأثرياء الصين لمدة عام على الأقل وهي قابلة للتجديد.

وعلى الرغم من أن اليابانيين يرفضون انتقال الأجانب إلى أحيائهم وهو ما يزعج الصينيين، إلا أن البلاد تقدم عوامل جذب عديدة للمستثمرين الأجانب، تشمل انخفاض معدل الجريمة، وهواء نقيا بشكل عام، وممتلكات بأسعار منخفضة، والاستفادة من التراجع الحاد في سعر صرف الين مقابل الدولار واليوان الصيني.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

من جانبها، قالت سيدة أعمال صينية أخرى وهي وانغ تشينغ التي تعيش في اليابان منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، إنه بناءً على محادثات مع أصدقاء في الصين يريدون الانتقال إلى اليابان، تعتقد أن قيود كوفيد وسياسات الحكومة القاسية دفعت بعض الأثرياء إلى الهجرة من البلاد.

واستشهدت وانغ تشينغ على المضايقات التي يجدها الأثرياء في الصين بمثال لمسؤولين اقتحموا شقة فاخرة لصديق ورشوا مطهراً على متعلقات الصديق، مما أدى إلى إتلاف حقيبة باهظة الثمن. كما قالت وانغ: "لم تكن حقوقهم الإنسانية محمية مهما كانت غنية".