"منتدى الخليج" يبحث انعكاسات أزمة أوكرانيا على الطاقة والأمن الغذائي

"منتدى الخليج" يبحث انعكاسات أزمة أوكرانيا على الطاقة والأمن الغذائي

23 أكتوبر 2022
أسدل الستار اليوم على الدورة التاسعة للمنتدى (العربي الجديد)
+ الخط -

ركّزت جلسات اليوم الختامي لـ"منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية" في دورته التاسعة، على انعكاسات أزمة أوكرانيا على مستقبل الأمن والطاقة والأمن الغذائي في الخليج.

وتناولت الجلسة الختامية، التي عقدت في مقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في الدوحة اليوم الأحد، محور الأمن الغذائي في دول الخليج العربية في ضوء أزمة أوكرانيا.

وناقش الأستاذ المساعد في قسم الشؤون الدولية بجامعة قطر، محمد السعيدي، أزمة الغذاء العالمية التي أعقبت اندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا، وانعكاس ذلك على دول الشرق الأوسط، مع التركيز على دور دول الخليج العربية في هذا الشأن.

وأشار إلى أنّ سياسات هذه الدول يمكنها أن تؤدّي دورًا مهمًّا في تقرير نتائج أزمة الغذاء الحالية، جنبًا إلى جنب مع الاستجابات الكلاسيكية، إذ سيكون لها دور حاسم في التخفيف من بعض آثار الأزمة في الشرق الأوسط؛ وذلك من خلال التعاون الإقليمي، والمساعدات المتعلقة بالأمن الغذائي، والاستقرار المالي. 

وبيّنت الباحثة المشاركة في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، أناماريا مازوني، كيفية مواجهة قطر لأزمة أوكرانيا، في ظل محددات أمن المياه والغذاء والطاقة.

وقد انطلقت الباحثة في  طرحها من الممكنات التي حفّزها الحصار عام 2017 من ناحية، وجائحة فيروس كورونا من ناحية ثانية، والمؤهلات التي ساعدت قطر على الاستفادة من قوتها الناعمة وعائدات تصدير الغاز الطبيعي المُسال من ناحية أخرى؛ لموازنة التضخم في أسعار الغذاء، وتحقيق الأمن الغذائي. ثمّ تناولت الباحثة التحديات المتعلقة بنقص المياه، وواردات الحبوب. 

الجلسة السابعة - الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية

الجلسة السابعة - الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الجلسة السابعة من #منتدى_دراسات_الخليج والجزيرة العربية من تقديم: محمد السعيدي، أناماريا مازوني، يدير الجلسة: ظافر العجمي.

تم النشر بواسطة ‏المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات‏ في الأحد، ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٢

وفي جلسة "أثر أزمة أوكرانيا في اقتصادات دول الخليج العربية"، قدم كل من الأكاديمي والمستشار في نظام الطاقة العالمي، توماس أودونيل، والباحث في الدراسات الخليجية، لورنس الحناوي، تحليلًا لمسألة الصراع القائم في سوق النفط والغاز، مع التركيز على تأثير العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا، والتي قد تؤدي إلى التأثير في مكانة روسيا في قطاع الطاقة وتحويلها إلى فاعل ذي رتبة ثانوية.

واستعرض الباحثان تفسيرًا للكيفية التي يمكن أن تضع بها دول الخليج العربية نفسها داخل "فوضى السوق" في الوقت الراهن، لتعزيز مركزها في المدَيين البعيد والقريب في أسواق الطاقة؛ ما يسهم تباعا في تعزيز اقتصاداتها. 

الجلسة السادسة - الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية

الجلسة السادسة - الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الجلسة السادسة من #منتدى_دراسات_الخليج والجزيرة العربية من تقديم: توماس أودونيل، لورنس الحناوي، أيهب سعد، رشيد البزيم، يدير الجلسة: حبيب الله تركستاني.

تم النشر بواسطة ‏المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات‏ في الأحد، ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٢

وتناول الأستاذ المساعد في برنامج اقتصاديات التنمية في معهد الدوحة للدراسات العليا، أيهب سعد، تأثير الأزمة على التضخم في دول الخليج العربية، في ضوء التشوهات التي أحدثتها الأزمة في سلاسل التوريد العالمية، مشيرًا إلى الطرائق التي استخدمتها دول الخليج العربية لتعويض الزيادات في أسعار المواد الغذائية والسلع. 

أما الأستاذ الباحث في جامعة ابن زهر في أغادير بالمغرب، رشيد البزيم، فتطرق إلى الخيارات المتاحة لدول الخليج العربية في ما يتعلق بالتعامل مع أزمة الطاقة، متوقعا أن تصل عائدات دول الخليج العربية إلى مستويات غير مسبوقة من صادرات الطاقة، وأنها ستعمل على خفض انبعاثاتها تدريجيًّا.

بدوره، قدم رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية في الرياض، ماجد التركي، في جلسة "أمن الطاقة في ظل أزمة أوكرانيا ودور دول الخليج"، قراءة في الموقف السعودي، موضحا أنه في المسار الأممي صدر عن المملكة موقفان، الأول تأييد إدانة روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والثاني رفض قرار إقصاء روسيا في الأمم المتحدة، أما في المسار الإنساني، فقال إن المساعدات السعودية استمرت وآخرها 400 مليون دولار.

وأشار إلى المسار السياسي، والذي يرى فيه إشكالية عميقة وهي "الاصطفاف"، معتبرا أن قواعد الاصطفاف في ظل الأزمات، أعقد بكثير من التقيد بقواعد الاشتباك العسكري، دالا إلى أن المملكة حاولت ألا تصطف مع أي من الطرفين، وأخذت مسارا واضحا من خلال التحرك السياسي في المصالحة وقضايا الرهائن، وطرح بعض الحلول التي تفضي إلى التهدئة.

الجلسة الخامسة - الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية

الجلسة الخامسة - الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الجلسة الخامسة من #منتدى_دراسات_الخليج والجزيرة العربية من تقديم: ماجد التركي، مصطفى البازركان، ناجي أبي عاد، نيكولاي كوزانوف، يدير الجلسة: حاتم الشنفري.

تم النشر بواسطة ‏المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات‏ في الأحد، ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٢

ويرى الباحث السعودي، أن التحدي الحقيقي في ملف الأزمة يتجسد في ثلاثة مسارات، المسار الروسي وتوجهاته المستقبلية، والثاني الصدمات المؤدية لاختلال الموقف الأوروبي ومن ضمنها الطاقة، والمسار الثالث توقع مفاجآت من الجانب الأميركي، ليس في الانتخابات النصفية التي يجري التحضير لها، بل في عمق المؤسسات الديمقراطية.

وأشار رئيس مركز معلومات ودراسات الطاقة في لندن، مصطفى البازركان، إلى أن العقوبات التي فرضت على روسيا لم تقتصر عليها، بل كانت لها تداعيات مؤثرة في اقتصادات دول العالم عمومًا، واقتصادات دول الاتحاد الأوروبي خصوصًا.

وناقش البازركان المصادر البديلة التي أخذ الاتحاد الأوروبي يبحث عنها لتعويض مصادر النفط الروسي، وجادل بأن الحرب على أوكرانيا ستعيد تشكيل نظام الطاقة العالمي الجديد؛ وهو ما يمثّل فرصًا واعدة بالنسبة إلى دول الخليج العربية المنتجة للنفط والغاز والمصدرة لهما. 

الجلسة الخامسة - الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية

الجلسة الخامسة - الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الجلسة الخامسة من #منتدى_دراسات_الخليج والجزيرة العربية من تقديم: ماجد التركي، مصطفى البازركان، ناجي أبي عاد، نيكولاي كوزانوف، يدير الجلسة: حاتم الشنفري.

تم النشر بواسطة ‏المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات‏ في الأحد، ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٢

وجادل الباحث في مركز دراسات الخليج في جامعة قطر، نيكولاي كوزانوف، بأن الحرب الأوكرانية قد نقلت تركيز المجتمع الدولي من أمن الطلب إلى أمن الإمداد، وهو ما وجّه نظر الدول الغربية إلى منتجي النفط في الخليج؛ بديلًا محتملًا لروسيا في سوق الطاقة الأوروبية.

وبيّن كوزانوفونا أن ارتفاع أسعار النفط، الذي عززته أزمة أوكرانيا، لا يقتصر أثره على منتجي النفط الذين تأثروا بعد جائحة كورونا، بل إنه يؤثّر أيضًا بصفة إيجابية في مؤشرات نمو الاقتصاد الكلّيّ.

يُضاف إلى ذلك أن من شأن مغادرة شركات النفط الدولية للأراضي الروسية أن يدفع نحو وجودها في منطقة الخليج العربية؛ وهو ما يَعِد بتفاعلات نشطة مع شركات النفط الوطنية المحلية.

وتناول المدير التنفيذي لشركة "بيترولب" للطاقة في بيروت، ناجي أبي عاد، آثار أزمة أوكرانيا في صناعة الغاز العالمية والخليجية؛ انطلاقًا من "الهزة" التي أحدثتها الأزمة في الصناعة العالمية للغاز الطبيعي، وتحديدًا من خلال التأثير في سوق الغاز الأوروبية التي كانت تعتمد كثيرًا على الغاز الروسي.

العلاقات اليابانية الخليجية

وناقشت الجلسة الرابعة من أعمال المنتدى في يومه الثاني، مستقبل العلاقة بين اليابان ودول الخليج العربية في ظل محددات أزمة أوكرانيـا.

وقدّم طالب الدكتوراه في جامعة صوفيا في اليابان، كازوتو ماتسودا، تحليلًا لتوجهات سياسة اليابان في صياغة علاقاتها بدول الخليج العربية.

وأشار إلى أن اليابان، في ضوء ما تعرضت له من سلسلة تهديدات متعلقة بأمن الطاقة بسبب أزمة أوكرانيا، تقوم بدور أكبر، على نحوٍ متزايد، لصياغة علاقات سياسية واقتصادية بينها وبين دول الخليج العربية الغنية بالموارد، ولا سيما في مجال تجارة الهيدروكربونات. 

وتناول الزميل في المعهد الوطني للدراسات الدفاعية باليابان، كازو سوناغا، السياسة الخارجية اليابانية تجاه دول الخليج العربية في ضوء الأزمة، وأوضح أن اليابان تدرك، في ظل أزمة أوكرانيا، تزايد الأهمية الاستراتيجية لدول الخليج العربية؛ ما يخلق لديها احتياجًا إلى بناء علاقة متعددة الأبعاد والمجالات مع هذه الدول في المستقبل.

الجلسة الرابعة - الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية

الجلسة الرابعة - الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الجلسة الرابعة من #منتدى_دراسات_الخليج والجزيرة العربية من تقديم: كازو سوناغا، كوشيرو تاناكا، ساتورو ناكامورا، كازوتو ماتسودا، يدير الجلسة: عبد الله باعبود.

تم النشر بواسطة ‏المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات‏ في السبت، ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٢

 أما الأستاذ في كلية الدراسات العليا للإعلام والحكومة في جامعة كيو، كوشير تاناكا، فتناول معضلة الطاقة التي بات الغرب واليابان في مواجهتها في أعقاب العقوبات المفروضة على روسيا، وهو أمرٌ خلق حاجة ملحّة إلى موارد بديلة من الوقود الأحفوري لسد الفجوة الناشئة.

وبيّن تأثير الأزمة في أمن الطاقة في اليابان، في محاولة لاستكشاف علاقتها المستقبلية بدول الخليج العربية، ولا سيما قطر، ورجّح أن تتجه أولوية اليابان بشأن أمن الطاقة إلى استكشاف أفق تعاوني مشترك مع بعض الدول، ومن بينها قطر. 

وفي السياق ذاته، ناقش الأستاذ المشارك في التاريخ والسياسة في جامعة كوبي في اليابان، ساتورو ناكامورا، العلاقات بين قطر واليابان التي شهدت توسعًا كبيرًا في التجارة الثنائية بينهما، والتي امتدت إلى بناء علاقات متعددة الأبعاد، لتشمل التكنولوجيا والتبادل الثقافي والحوار الأمني.

وأوضح أنّ المتغيرات التي أوجدتها أزمة أوكرانيا تُعدّ فرصة لتعزيز التعاون بين البلدين، وتحديدًا في مجال الطاقة والأمن، وأنّ كلا البلدين قادرٌ على تطوير رؤية لتحقيق مصالح مشتركة تخدم مساعي تنويع الشراكات، وأخْذ المخاطر الدبلوماسية والجيوسياسية غير المتوقعة في الحسبان.

وعقدت الدورة التاسعة من منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية، سبع جلسات على مدى يومين، شارك فيها عدد من الباحثين الخليجيين والعرب والغربيين، وحملت الدورة عنوان "انعكاسات أزمة أوكرانيا والتنافس الإقليمي والدولي على مستقبل الأمن والطاقة في منطقة الخليج".

والمنتدى بحثي أكاديمي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يُعقد كلَّ عام، ويجتمع فيه الباحثون والأكاديميون والخبراء من منطقة الخليج والوطن العربي والعالم؛ لمناقشة قضايا منطقة الخليج العربي، وشؤونه الداخلية والإقليمية والدولية.

المساهمون