"سلة الخبز" تحت النيران الروسية: غزو أوكرانيا يحلّق بأسعار القمح
مع التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، اتجهت أنظار أسواق السلع الأساسية العالمية إلى هذه الدولة. أوكرانيا التي ترزح تحت النيران اليوم تكتسب أهمية كبيرة من خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي التي تمر عبر أراضيها قادمة من روسيا في طريقها إلى أوروبا، وتلعب أيضا دوراً مهماً في توريد القمح والصلب، وتشكل أوكرانيا رابع مصدّر للقمح والذرة عالميًا، وتعرف في أوروبا بـ"سلة الخبز".
فقد سجّلت أسعار الحبوب صباح الخميس مستويات قياسية في جلسات التداول في السوق الأوروبية، وبلغ سعر القمح سعرا غير مسبوق إطلاقًا مع 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة "يورونكست" التي تدير عددًا من البورصات الأوروبية، وفق فرانس برس.
وصدرت أوكرانيا ما قيمته 3.1 مليارات دولار من القمح عام 2019، كان لمصر النصيب الأكبر بحصة 22.2 بالمئة.
كذا، ارتفعت العقود الآجلة لشحنات القمح والذرة الأميركية إلى أعلى مستوى تداول يوم اليوم الخميس، في حين سجلت أسعار فول الصويا أعلى مستوى منذ 2012 بعد هجوم القوات الروسية على أوكرانيا، ما أثار مخاوف من تأثر الإمدادات العالمية، بحسب "رويترز".
وزادت أسعار القمح لثالث يوم على التوالي، لتبلغ أعلى مستوى منذ أكثر من تسعة أعوام، في حين قفزت الذرة إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر. وزادت العقود الآجلة للقمح لشهر مايو/ أيار في مجلس شيكاغو للتجارة 5.7 بالمئة إلى نحو 9.34 دولارات للبوشل، وهو أعلى سعر منذ يوليو/ تموز 2021.
وارتفعت الذرة 5.1 بالمئة إلى 7.16 دولارات للبوشل مسجلة أعلى مستوى منذ العاشر من يونيو/ حزيران.
وزادت عقود فول الصويا لشهر مايو/ أيار 4.2 بالمئة إلى 17.41 دولاراً للبوشل مسجلة ارتفاعا لسادس جلسة على التوالي. وبلغت في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول 2021 عند 17.56 دولاراً.
كما تنتج أوكرانيا ما يقرب من 21 مليون طن من الصلب سنويا، تصدر نحو 60 بالمئة منه إلى مناطق مختلفة، لا سيما أوروبا. بينما تزود روسيا أوروبا بأكثر من ثلث الغاز الطبيعي الذي تستورده، و25 بالمئة من هذا الغاز يمر عبر أوكرانيا.
وقد يتسبب خطا أنابيب "الإخاء" و"الوحدة"، اللذان شُيّدا في أوكرانيا أيام الاتحاد السوفييتي، بانخفاض كبير في كميات الغاز الروسي، في حال شهدا أي خلل، بحسب وكالة "الأناضول".
وعقب الأخبار الواردة من المنطقة، شهدت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعا في العقود الآجلة لشهر مارس/آذار في أوروبا.
وأعلنت شركة "غازبروم" الروسية للطاقة، في بيان اليوم الخميس، أنها ستواصل نقل الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا تماشيا مع العقود.
ويبرز خط أنابيب "الصداقة"، الأطول في العالم لنقل النفط، واحداً من أهم خطوط الأنابيب المتجهة إلى أوروبا، حيث ينقل نحو 100 ألف برميل من النفط يوميا، ويزود بشكل أساسي دول أوروبا الشرقية، مثل سلوفاكيا والتشيك.
التوتر الجيوسياسي المتصاعد أثر على أسعار النفط، حيث ارتفع سعر برميل نفط برنت أكثر من 3 بالمائة، ليبلغ 103 دولارات للمرة الأولى منذ عام 2014.
