معادلة 2014 السينمائية

ثمّة معادلة قاسية وكليشيه نتناقله بالقول إن المعاناة تولّد الإبداع. ورغم ما في الفكرة من نمطية قد لا تكون صحيحة دائماً، إلاّ أن السينما العربية طبّقتها هذا العام.

استطاعت تلك الأعمال التي تناولت الصراعات القائمة في المنطقة، والتي التصق مبدعوها بالهواجس الحقيقية للإنسان العربي، أن تتميّز عن غيرها. فخرج مُختلفاً كل من الوثائقي السوري "ماء الفضة" لأسامة محمد ووئام بدرخان، والوثائقي الساخر "المطلوبات 18"  للمخرجين الفلسطيني عامر الشوملي والكندي بول كاون، إضافة إلى الوثائقيّ "روشميا" لابن الجولان المحتل سليم أبو جبل، والروائي الطويل "تمبكتو" للموريتانيّ عبد الرحمن سيساكو.

وعلى منحى آخر، لا يمكن الحديث عن سينما جماهيرية في العالم العربي من دون الإشارة إلى الإنتاج السينمائي في مصر، الذي قدم ما يزيد عن ثلاثين شريطاً هذا العام، في ما يبدو استرداداً لصحّة السينما المصرية على مستوى جذب الجماهير مُجدّداً. ومن أبرز ما قدّم شريط "الجزيرة 2" لشريف عرفه و"الفيل الأزرق" لمروان حامد، و"ديكور" لأحمد عبدالله الذي يُعرض حالياً، إلى جانب عودة رائدَين من روّاد الموجة الواقعيّة في الثمانينيات، وهما محمد خان في "فتاة المصنع" وداود عبد السيد في "قدرات غير عاديّة".

تبقى الآمال معلّقة على العام الجديد، الذي سيرسم فيه الواقع في المنطقة ملامح سينما  2015. وقد يكون الدور المرحليّ للأفلام العربية غاية في الأهمية، فلا بد أن تزداد فيها التوجهات التأريخية والتوثيقية من جهة، والروائية الإبداعية المحفزة على تغيير الواقع من جهة أخرى. فهذه الأفلام تدور وتحدث في منطقة تشهد تغيرات خطرة، ولا بد أن تأخذ السينما مكانتها كفعل ثقافي مؤثر، وليست مجرد وجبة للمهرجانات.