مارسيل مورو.. غياب المخرّب الجمالي

مارسيل مورو.. غياب المخرّب الجمالي

05 ابريل 2020
(مارسيل مورو)
+ الخط -

متأثّراً بمضاعفات فيروس كورونا المستجدّ، رحل أمس الكاتب البلجيكي مارسيل مورو (1933-2020) في دار لرعاية المسنّين بضاحية بوبيني في باريس، حيث كان يعاني من مرض الزهايمر ولم يتمكّن جسده الضعيف من مقاومة الفيروس.

ترَك صاحب "أغنية الظلام"، و"صحبة النساء" و"جسدك بصعوبة"، للعالم ستين كتاباً، وتجربة في الصحافة الثقافية الفرنسية ما بين إصدار المجلات الثقافية أو المساهمة في تأسيسها ومن بينها مجلة "سابو".

أحبّ مورو أن يقدّم نفسه على أنه "قذر"، وأنه لا يقدّم أيّة تنازلات أدبية عند الكتابة أيّاً كان السبب الذي قد يدفع غيره لتقديمها، وتركت طريقته في الكتابة أثراً كبيراً على من عملوا معه خاصة في تجارب الكتابة للمجلات الثقافية، كان يرى كما كتّب في عمله المعنون "الفكر المنغولي" أن على الإبداع الأدبي أن "يكون تخريبياً، حتى لذاته، لكي لا يكون شريكاً في النظام القائم"، ودعا إلى ما أطلق عليه اسم "المخرّب الجمالي"، وهو الفنان الذي يحرّر نفسه.

وُلد مورو في مدينة بوسو ببلجيكا، وبدأ حياته محاسباً في صحيفة "الشعب" ثم مدقّقاً لغوياً في "المساء"، والتقى بالكاتبيْن فرانسوا مورياك وألبير كامو وشكّل معهما نوعاً من الصداقة عبر المراسلات. وفي عام 1956، بدأ تجربة النشر بروايته "أخماس"، ثم انتقل إلى باريس عام 1968 وعمل كمدقّق لغوي في مجلة "ألفا".

نشَر روايته "الكتابة من قاع الحب"، لكن الرواية التي وضعته على الخريطة الأدبية، ولفتت إليه الأنظار فعلاً كانت "جولي أو الفناء" التي نشرها عام 1971.

استمرّ مورو في الكتابة والنشر حتى نهاية التسعينيات، فصدرت له ثلاثة أعمال في عام 1998، وهي "الفتاة وجنونها"، و"نشوة طفل روماني"، و"حياة جيجو، أعمال الجنوب".

بعد رحيله، عبّرت الصحافة الفرنسية والبلجيكية بالندم على نسيان هذا الكاتب الذي لم يكن يقلّ شأناً عن كبار مجايليه، القليل من كتاباته معروف ولم يتلقّ الكثير من الجوائز، وقد عبر رئيس لجنة "جائزة روسيل الأدبية" بيير ميرتنز عن تقديره للراحل بالقول "لم يسبق لمارسيل مورو أن حصل عليها. إنه أمر لا يغتفر".

دلالات

المساهمون